أسامة شرشر يكتب: «أنا القدس»
فى احتفالية أعادتنا إلى زمن المقاومة بالكلمات التى هى أقوى من الرصاص، شاركنا فى افتتاح مكتب إذاعة فلسطين من القاهرة، وأعادتنا الذاكرة إلى ستينيات القرض الماضى، الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عندما انطلقت إذاعة فسلطين من القاهرة لتواجه اللوبى الصهيونى والعدو الإسرائيلى، وافتتحها أبوعمار الذى ما زالت مقولته «يا جبل ما يهزك ريح» تهز وجدانى.
ونحن فى هذه الاحتفالية شعرنا بالحنين إلى زمن كانت فيه عواصم العرب ترعب دولة الاحتلال الإسرائيلى؛ حتى قال بن جوريون «إنه كى تبقى إسرائيل يجب القضاء على بغداد ودمشق والقاهرة»، إلا أن بغداد أسقطها الخونة ودمشق يحاصرها الإرهاب ولم يبق واقفاً إلا قاهرة المعز.
هكذا قالها عزام الأحمد نيابة عن الرئيس محمود عباس فى احتفالية بث إذاعة فلسطين من القاهرة، بقيادة المايسترو أحمد عساف، وفى حضور نخبة من النواب والإعلاميين والفنانين، على رأسهم النائب سمير غطاس، والفنانون فردوس عبدالحميد ومحمد فاضل وصلاح الشرنوبى.
كان وقع اللقاء يحمل عبق الشعب الفلسطينى بكل تاريخه العريق، بعد أن نجحت القاهرة فى لم شمل الانقسام الذى كان صناعة غير فلسطينية.. وحمل بث إذاعة فلسطين من قاهرة المعز رسالة للجميع أن مصر ستظل الحاضنة الحقيقية ورأس الخيمة التى اختلطت فيها دماء شهداء فلسطين مع أشقائهم المصريين وهم يدافعون عن فلسطين وعن أمن مصر.
وقال عزام الأحمد إنه لولا ثورة 30 يونيو والرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان وزيرا للدفاع وقتها لذهبت مصر والمنطقة العربية فى مهب الريح، فلذلك كان اللقاء والالتقاء فريدا يعبر عن نبض وإرادة الشعب الفلسطينى الذى رفض كل المحاولات الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية بالتهديد بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية حال لجوء الرئيس محمود عباس أبومازن إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة مرتكبى جرائم الحرب الإسرائيليين، إلا أن رد الرئيس الفلسطينى كان واضحا بتجميد كافة أوجه التعاون والتعامل والاتصال مع الإدارة الأمريكية «لأننا لا نتسول»، حسبما أكد عزام الأحمد، وهو ما أجج فى الصدور القضية الفلسطينية التى ناضل من أجلها الشعب العربى من المحيط إلى الخليج.
وكان ختامها عندما غنت الفنانة صفاء سليمان التى كرمها الشاعر محمود درويش أغنية «أنا اسمى القدس» منشدة «أنا عربية الوجدان.. أنا أحمد الإنجيل والقرآن» فأعادتنا إلى زمن المقاومة وعدم الانكسار والانتفاض للقضية الفلسطينية.. وكانت «أنا القدس» هى خاتمة اللقاء.. وما أحوجنا فى هذا الزمن إلى هذا اللقاء!.