أسامة شرشر يكتب: الأقصى يحاكمنا!
هل ماتت ضمائرنا يا عرب، ويا أكثر من مليار مسلم في العالم حتى نترك المسجد الأقصى وحيدًا أمام التتار الفاشى الصهيونى وهم يعبثون فى قبلته وثناياه تحت مسمى تغيير المكان والزمان للمسجد الأقصى؟!.
يا مسلمون أتتركون الفلسطينيين والنساء والأطفال يقاتلون ويُقتلون وحدهم؟!.
ها هو بايدن يعلن أن أمن إسرائيل هو أمن أمريكا، وأنه فشل استخباراتى أمريكى قبل أن يكون إسرائيليًّا؛ لأنه لم يعرف موعد طوفان الأقصى الذى قامت به كتائب القسام وكل فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة والتى لقنت الأمريكان قبل الإسرائيليين درسًا فى (الخداع الإستراتيجى).
وها هو اليوم الذى نرى فيه أمريكا وأوروبا تنتفض علنًا وتدعم إسرائيل، ونحن كعرب لا نملك من أمرنا شيئًا ولا نهبّ ولا ندعم الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
فهل سنترك رجال المقاومة يقاتلون ويستشهدون وحدهم؟ ماذا حدث؟ هل العيب فى الزمان؟ أم فى الإنسان العربى الذى فقد الحد الأدنى من المروءة والشهامة وإغاثة المظلوم؟!.
وهنا أتذكر على محمود طه هذا الشاعر الذى عبر منذ زمن طويل وكشف بشكل مستقبلى ماذا يحدث لنا كعرب فى قصيدته الرائعة التى قال فيها:
(أخى، جاوز الظالمون المـدى .. فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ .. مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟)
وهذا ما يجرى الآن فى الأقصى وفى الضفة الغربية وفى غزة التى يتم ضربها بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ولا تفرق بين رجال أو نساء أو شيوخ أو أطفال أو أى شىء؛ فهى تدمر فحسب، والعالم كله، وعلى رأسه أمريكا، يمولها، والأدهى أن البيانات التى خرجت من أمريكا وكندا وإنجلترا وفرنسا والمكسيك تدعم إسرائيل بل يقولون (لنا أسرى عند حماس!).
ماذا يحدث؟ هل فقدنا رجولتنا ونخوتنا وعقيدتنا حتى نترك بن غفير وأمثاله يعبثون بالأرض والعرض العربى ويدمرون أروقة الأقصى ونحن لا نملك إلا أن نشجب بالكلمات الرنانة فقط؟!.
فالأوطان لن تموت، ولكن الذل والخضوع والتبعية هى شعارنا اليوم؛ فماذا نحن فاعلون؟ هل سنظل صامتين ولا ندعم أبناء عمومتنا فى العالم العربى والعالم الإسلامىى؟ هل هانت علينا كل القيم والمثل وتعاليم الإسلام فى دعم المظلوم (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)؟!.
كل هذا يجرى وهناك نوع من الغليان الصامت فى الشارع العربى، فى ظل صمت تام من معظم الحكام العرب، فهل سنظل نتابع ونشاهد الموقف فى صمت أم سيحدث أمر ما؟!.
أعتقد أن المقاومة الفلسطينية أعادت كبرياء القومية العربية والفلسطينية واستعادت جزءًا من كرامتنا عندما قامت بأسر الضباط والجنود الإسرائيليين من مواقع تمركزهم، بل من داخل دباباتهم، فهذا المشهد ذكرنا بعبور مصر العظيم عام 1973 وأسر عساف ياجورى وإذلال إسرائيل والقضاء على ما يسمى أسطورة الجيش الذى لا يُقهر.
ولكنى أبحث وأفكر وأحلل ما سر شهر أكتوبر؟ وما سر انتصاراته؟ لقد انتصرنا على إسرائيل فى 6 أكتوبر، واليوم حققت كتائب المقاومة معجزة فى يوم 7 أكتوبر عندما قامت بالهجوم على 25 موقعًا إسرائيليًّا على حدود 40 كيلومترًا وأذلّت الإسرائيليين وأسرت منهم ما يصل فى بعض التقديرات إلى 150 أسيرًا.
بين هذا المشهد وذاك مضى 50 عامًا، ولكن الفارق وقتها أن الدول العربية هبت عن بكرة أبيها لدعم مصر وسوريا، والوقوف فى صف واحد ضد العدو الإسرائيلى.
والتساؤل الآن: لماذا لا تهب الدول العربية لدعم فسطين والدفاع عن الأطفال والأرض والعرض؟ هل نحن أقل من أمريكا وأوروبا التى تدافع بكل قوتها عن حليفتها إسرائيل رغم أننا ندافع عن أرضنا وعقيدتنا وعن الإنسان الفلسطينى القابع لمدة 70 عامًا تحت وطأة الاحتلال؟!.
الشارع العربى يغلى من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين فى القدس والضفة وقطاع غزة والجليل وكل الأراضى الفلسطينية، وهذا مؤشر خطير على أن الشعب العربى سينتفض فى لحظة ما للدفاع عن الأقصى؛ حتى تكون حرب النهاية بين العرب والإسرائيليين.
أما آن الأوان أن نفيق؟!
أما آن الأوان أن نخرج من التبعية؟!
أما آن الأوان أن نتحرك للدفاع عن المسجد الأقصى؟!
أما آن الأوان للدفاع عن إنسانيتنا وإخواننا الضعفاء؟!
وشكر الله سعيكم