أسامة شرشر يكتب: رأس تميم وعرش قطر
قطر إمارة صنعها الوهم.. الوهم الذى تم الترويج له عبر الإعلام بالمال مدعومًا بقناة تخسر سنويًا 40 مليون دولار يدفعها لهم الأمير لسد العجز فى موازنتها، كما صنعها مفتى الدم المعروف الشيخ يوسف القرضاوى الذى يرتدى الزى الأزهرى على غير حق، فهو ليس أستاذًا فى الجامعة العريقة ولا إمامًا فيها، هو الشيخ ذاته الذى راح يستغل الحراك الشعبى فى الربيع العربى ليزعم أن قطر من حركت ثورات الربيع العربى، وهو الادعاء الذى اعتبرته الشعوب العربية سبة وإهانة لها وغطاء لسرقة ثورتها، وتساءل الجميع: كيف يكون لإمارة قطر وحاكمها دور فى تحريك غضب الشعوب الذى نتج عن سنوات من الإفساد والفساد ووأد الحريات وتكميم الأفواه، وحصار التظاهرات، وسياسة الحزب الواحد والصوت الواحد وعدم الاستماع للمعارضة حتى لو كانت شكلية؟.. وهى أسباب فجرت الغضب الشعبى الذى سرقته قطر وحلفاؤها من الإرهابيين، حتى تم الخلاص منهم فى مصر وتونس واليمن، فالشعوب العربية ليست دمية فى يد قطر أو الجزيرة يحركونها كيفما شاءوا، ففى مصر، مثلًا، كان الدور الذى قام به أحمد عز، وريث الوريث، سببًا رئيسًا فى انتفاضة الشعب وإسقاط النظام، بعد سيطرة الحزب الواحد على المشهد السياسى المصرى.
والحقيقة أننى أتعجب كيف يكون هذا المفتى مفتى القتل والدم الذى بلغ من العمر أرذله، مصريًا، وهو يدعو لقتل وتشويه وتدمير الجيش المصرى العظيم، الذى عمره وتاريخه أقدم من إمارة قطر بآلاف السنوات، إلا أن العجب يزول وتحل محله الدهشة، حينما نعلم أن مفتى الخراب الذى يُحلّ الحرام ويحرِّم الحلال بات أداة فى يد شيوخ وأمراء يدفعون له الدولارات، بعدما فشل فى تحقيق حلمه الأكبر بالجلوس على كرسى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بعدما أسقط الشعب المصرى حكم المرشد فى ميادين مصر، واضطر مفتى الضلال للتوجه إلى قطر التى يحمل جنسيتها، فوجد فى الدوحة ضالته بعدما سعى إليه تميم مقبلًا الأيادى ومعتبرًا إياه ملهمًا وإمامًا لقطر.
ويبدو أن تميم قد أصابته جنة ما جعلته يظن أن بإيوائه القرضاوى وأمثاله من عناصر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، أصبح بإمكانه أن يتطاول على الكبار، فسعى لتصدير الأزمات والفوضى ودعم الإرهاب بالسلاح، مستخدمًا فى ذلك أموالًا بلا حدود، بل إنه استغل هذه الأموال فى السيطرة على وسائل إعلام ضخمة فى دول كبرى مثل بريطانيا وأمريكا ليبث إعلامًا موجهًا ومدفوع الأجر، لتشويه الدولة المصرية والمؤسسة العسكرية الوطنية.
بل إن تميم سعى ودبر لمحاولة ضرب الاقتصاد المصرى، وتصدير الإرهاب، وتمويل العمليات الإرهابية فى سيناء، خاصة ضد المسيحيين ليقوم إعلامه المأجور بتصوير الأمر على أن هناك فتنة طائفية فى مصر من ناحية وضرب السياحة المصرية من ناحية أخرى.. وخلال سعيه المحموم لإثبات وجوده لعب على كل الأوتار وتجاوز كل الحدود، حتى إنه دبر لإسقاط الحكم فى المملكة العربية السعودية، فكان ما يحدث معه الآن جزاءً وفاقًا لما اقترفته يداه.
وفى أخطر خطاب سياسى ألقاه منذ توليه الحكم فى قمة الرياض، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بفضح وكشف الدور القطرى البشع فى إيواء واحتضان وتمويل وتدريب العناصر الإرهابية، واستخدام قطر آلتها الإعلامية المأجورة للترويج للعناصر الإرهابية من ناحية وإيذاء مصر ودول مجلس التعاون الخليجى من ناحية أخرى.
وجاء الرفض القطرى لمطالب الدول العربية غير مفاجئ فى الواقع، بسبب دخول تميم وعصابته نفق السمع والطاعة على الطريقة الإخوانية، حتى إنه بطريقة مفضوحة استعان بأردوغان الذى يمثل رمزًا للديكتاتورية وإبادة شعبه، وكذلك بالحرس الثورى الإيرانى، حتى أصبح الشارعان اللذان هما كل مساحة قطر مليئين بجنود مرتزقة.. وهو أمر يدعو للأسى والسخرية معًا أن يظن حاكم ما أن المرتزقة يمكن أن يثبّتوا أركان حكمه.
وأعتقد أن عرش قطر بعد قرارات تميم الاستعانة بجنود مرتزقة أصبح مباحًا ومستباحًا، من خلال نفس هذه القوى التى توهمه أنها تحميه، أما الرد العربى فأظن أنه سيكون بتجميد أو إسقاط عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجى أولًا ثم الجامعة العربية، وأخيرًا المفاجأة إقامة قاعدة عسكرية مصرية فى البحرين.
أما الضربة الأخيرة فستكون وقف التعامل بالريال القطرى، وبعدها سيتحرك القطريون لإسقاطه، بعد أن باعته أمريكا وتجاهله ترامب، لأنه يعلم أن مصالحه مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين لا يمكن التضحية بها مقابل تميم والإخوان وأردوغان.
سيراوغ تميم إلى حين قد يطول لكنه فى النهاية سيسقط مثل كل الذين نشروا الخراب والدمار فى بلد الجوار وغير الجوار.. وإن غداً لناظره لقريب.