أسامة شرشر يكتب: قطر.. الوجه الآخر لإسرائيل
قطر وإسرائيل وجهان لعملة واحدة.. يتشابهان إلى حد التطابق فى تشجيعهما الإرهاب وعشقهما الدم.. كلاهما يسعى بالمؤامرات مستخدماً السلاح والمال لخراب البلاد العربية؛ حتى الإعلام هم فيه شركاء.
حيث نجد الجزيرة صناعة المخابرات الإسرائيلية التى جرى استخدامها لنشر الفتن وإشعال الغضب فى كل بلاد العرب، ومنذ سنوات طويلة ومصر تحذر من الدور الذى تلعبه قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، كما أن تميم حاكم قطر، تربى على يد التنظيم الدولى للإخوان بداية من سعيد رمضان، وصولا للقرضاوي.
وكان البعض لا يصدق، لكن الآن كل شىء بدا واضحاً ومكشوفاً.. فالكل يتحدث حالياً عن دور قطر الخفى والقذر فى المنطقة الذى يتم بالتسيق وعلى أعلى المستويات بينها وبين إسرائيل، وما كانت قطر تخفيه صارت اليوم تعلنه رسمياً، حيث كشفت الدوحة لأول مرة عن علاقاتها المباشرة والسرية مع تل أبيب، وذلك خلال حوار أجراه المسئول القطرى البارز محمد العمادى، مبعوث دولة قطر للوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مع موقع «واللا» الإخبارى الإسرائيلى، كشف خلاله عن أن الدوحة تربطها علاقات ممتازة مع المسئولين فى تل أبيب.
علاقات كان يجرى الحديث عنها فى الخفاء لكنها الآن معلنة، حيث العمل على نشر الدمار والخراب فى سوريا وليبيا واليمن وتمويل عمليات إرهابية واحتضان إرهابيين يسعون لتخريب مصر. ومعروف أن للأسرة الحاكمة القطرية ولوزير خارجيتها ورئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم ممتلكات واستثمارات فى إسرائيل، وأن ثمة زيارات متبادلة بين البلدين على كافة الأصعدة والمستويات.
كما انكشف الدور الخفى الذى تلعبه الدوحة المتمثل فى الوساطة ما بين حماس وإسرائيل، فهو ليس دوراً عابراً تقتضيه الضرورة بل هو دور دائم ومستمر، حيث كشفت تل أبيب عن أن محمد العمادى، مسئول العلاقات بين إسرائيل وحماس، على اتصال دائم بالمسئولين الإسرائيليين، ومن بينهم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية فى المناطق الفلسطينية المحتلة الجنرال يوآف مردخاى.
واعترف القطريون أنفسهم بأن الدوحة تربطها علاقات وثيقة مع مسئولين أمنيين رفيعى المستوى بالجهات الأمنية الإسرائيلية المختلفة، وبالتحديد عناصر من الموساد الإسرائيلى، وبينهما خطط مشتركة لتخريب البلاد العربية والعبث باستقرار ما تبقى منها من خلال دعم وتمويل الإرهاب ومده بالسلاح.
وقد تم ضبط هذه الإمارة المارقة وهى تمنح، بالصوت والصورة، المال للدواعش فى العراق وتمدهم بالسلاح فى سوريا وتؤويهم وتمدهم بالمال للقيام بالأعمال الإرهابية فى مصر والسعودية والإمارات.. ولم تلجأ مصر والسعودية والإمارات والبحرين لمقاطعة هذه الإمارة المارقة إلا بعد أن ثبت بالأدلة والبراهين أنها وراء كل الإرهاب المنتشر بالمنطقة بهدف زعزعة الاستقرار خدمة لإسرائيل وتقرباً لإيران على حساب المصالح العربية واستقرار المنطقة.
وقد كشفت إسرائيل عن اللقاءات التى جرت بين مسئولين إسرائيليين وقطريين فى تل أبيب، والتى كانت تعد زيارات سرية ولم يتم نشرها فى وسائل الإعلام. وهناك مسئولون كبار ومنظمات فى إسرائيل تجرى دائمًا محادثات تليفزيونية مع قنوات قطر، وعلى رأسها قناة «الجزيرة»، كما أن الجنرال يوآف مردخاى يعد من أبرز مسئولى تل أبيب الذين يجرون مداخلات مع القناة القطرية برعاية من أميرها وبناءً على أوامره.
وليس غريباً هذا الدور القطرى المشبوه، حيث تعتبر الدوحة نفسها الراعى الرئيسى لحماس وتوفر ملجأ خاصًا لرئيس مكتبها السياسى خالد مشعل، وعدد من القيادادت الأخرى مثل أسامة حمدان، وصالح العارورى وغيرهم فى الوقت الذى تلتقى فيه كثيراً مع قادة الموساد الإسرائيلى.
لقد آن الأوان لوضع حد لهذا الدور القطرى التخريبى الذى تسبب فى خراب بلاد عربية وتدمير جيوشها، وما زال ينفخ فى بوق الشر والخراب مستهدفاً البقية الباقية من البلاد العربية المستقلة؛ فهم يكيدون كيداً، ولكن الله سيرد كيدهم خائبين خاسرين، «وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون».