من وراء عزل المدعي العام لولاية تكساس الأمريكية ؟
تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي لأزمة عبور أكثر من مليون مهاجر مكسيكي للحدود الجنوبية الأمريكية إلي ولاية "تكساس" التي كان يرفض حاكمها "جريج أبوت" عبور المهاجرين في الكريسماس الماضي عندما اصطف الأطفال والنساء مُنتظرين إذن حاكم الولاية "أبوت" للعبور .
في ظل رفض أبوت تدخلت نائبة الرئيس الأمريكي الديمُقراطية "كامالا هاريس" بإعطاء الأوامر لدخول النساء والأطفال إلي الحدود الأمريكية واستقبالهم في العاصمة واشنطن وتقديم الدعم اللازم لهم .
لكن حصل "أبوت " علي انتقاد واسع من المجتمع الأمريكي بسبب سلوكه ضد النساء والأطفال بعد تصاعد أزمة عبور المهاجرين المكسيكيين إلي أمريكا نتيجة إنتهاء صلاحية القانون 42 الصادر في عهد ترامب لإجراءات فيروس كورونا وكان الرئيس الأمريكي بعد إزدياد الأزمة قد فكر في اللجوء إلي البند 8 من الدستور الأمريكي الذي يعطي الحق لكل مدعي عام في مختلف أنحاء الولايات ترحيل المُهاجرين الذين عبروا بشكل غير شرعي وقد زار "جوبايدن" ولاية تكساس للوقوف علي تفاصيل الأزمة .
لكن خلال زيارة بايدن دار حوار شديد اللهجة بين بايدن الديمُقراطي والمدعي العام الجمهوري "كين ماكستون" حول اللجوء إلي البند 8 وطرد المُهاجرين ليعلن المدعي العام رفضه توجيهات الرئيس الأمريكي "بايدن" قائلا " لن نُدار من قبلك كما تُدير الكونجرس " !
وتوجه بعدها بايدن لزيارة المكسيك ولقاء الرئيس المكسيكي "مانويل لوبيس " وقد طلب لوبيس من بايدن النظر بمبدأ حُسن الجوار من واشنطن إلي المكسيك ودعمها في حل مشكلاتها التي تدفع المكسيكيين إلي موجات الهجرة إتجاه أمريكا .
لكن فُتحت اليوم القضايا القديمة المُتعلقة بكين ماكستون وصوت 121 نائبا علي عزله من منصبه في سابقة تاريخية لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة منذ 200 عاما فهل عُزل ماكستون لاعتراضه علي أراء منع استقبال المهاجرين ؟
بينما كان قد تقدم "بايدن" بمشروع قرار إلي الكونجرس الأمريكي لمنع عبور المُهاجرين لكن عارض القرار أكثر من 70 سيناتور ديمُقراطي تلك الفكرة !
وقد قسمت قضية المهاجرين الشارع الأمريكي والساسة حول فكرة عبورهم أو منعهم بسبب إزدياد إرتكاب جرائم العنف والقتل في المجتمع الأمريكي وخاصة بعد واقعة مافيا المخدرات المكسيكيين الذين اخترقوا الحدود الأمريكية وقتلوا 4 مواطنين أمريكيين ليزداد الانقسام حول قضية المهاجرين المكسيكيين.