الدكتور عادل القليعي في تصريحات خاصة للنهار ويحلل دور خوارج العصر في هدم الاوطان والتشكيك في القيادات والثوابت
- الدكتور القليعي : الخوارج الجدد خطر داهم علي المجتمعات ودورهم ينحصرفي هدم الأوطان.
منذ انطلاق ثورة الشعب المصري العظيمة في يونية 2013 والتي اعادت الوطن الحبيب من الاختطاف وبرزت بشكل كبير اهمية قضية الوعي القصوي في توعية الشعب المصري العظيم بحقيقة وتحديات المرحلة في ظل حالة والكم الكبير من الشائعات الرهيبة التي تضخها الة العصر من كتائب الخوارج الجدد جماعة الاخوان الارهابية والتي دأبت علي بث روح التشكيك والضرب في القيادات والثوابت وبث روح الانهزامية والانكسار وغيرها من ظواهر هدم الاوطان وهو ما يتعارض تماما مع سعي الدولة المصرية و الأمة العربية والإسلامية ، إلى المواكبة والمعاصرة ومسايرة ركب التقدم العلمي والنهضة الحضارية.
ويقول الدكتورعادل القليعي استاذ ورئيس قسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة حلوان والخبير في التحليل السياسي والكاتب السياسي ان خوارج العصر يمثلون خطورة داهمة وكبيرة علي بنية المجتمع خاصة و إنه تأبى قلة قليلة ، شرذمة قليلة تأبى إلا أن تثير الفتن وتحدث البلبلة عند أبناء المجتمع ، خصوصا الطبقة غير المتعلمة التي تتلقى معارفها تلقينا ، عن طريق خطاب جماهيري حنجوري سفسطائي يقلب الحق باطلا والباطل حقا وجل هدفها التشكيك وإثارة القلاقل بين جماهير الأمة وزعزعة الاستقرار وبث روح الريبة واليأس في نفوس المواطنين. سواء فى المجال الديني أو المجال السياسي ، أو المجال التعليمي ، أو المجال الإقتصادي ، أو المجال المعرفي والثقافي.
واشار القليعي فبدلا من أن يصطف الجميع ويتخندقوا في خندق واحد ضد أي موبق أو مهلك يتربص بأمتنا ، يساعدوا في تيسير مهمة هؤلاء المغرضين الذين لا يألون جهدا في ضرب أمتنا العربية والإسلامية في صميمها ، في ثوابتها ، في عقائدها ، في قيمها ، وعاداتها، وتقاليدها.
ويتسأل القليعي لماذا يفعل هؤلاء كل هذه الموبقات المهلكات ، هل مثلا لجهلهم ، لو كان ذلك كذلك فهم معذورون بجهلهم ومن ثم وجب تنمية الوعي لديهم بأهمية وقيمة الوطن عن طريق خطاب توعوي يحمل ما يحمله من التوجيه والنصح والإرشاد.عن طريق أساتذة من ذوي الخبرات الفائقة كل في مجاله فإذا كان المراد ضرب الثوابت الدينية في صميمها وتفريغ النصوص الدينية من مضامينها ولي عنقها ، كتأويل آيات الحاكمية تأويلا خاطئا ، بحجة التجديد ، فهذا ليس تجديدا وإنما تدليس وتضليل ، ومن ثم وجب على المؤسسات الدينية التصدي لمثل هذا الخروج وإعادة هؤلاء إلى رشدهم وصوابهم وإرشادهم إلى الصواب والجادة.
وإذا كان الخروج عن المألوف عمدا مع سبق الإصرار والترصد وتصيد الأخطاء تنفيذا لتوجيهات معينة وتنفيذ لاجندات مشبوهة مدفوعة الأجر من أجل إثارة الفتن وإحداث حالة من اليأس بين الناس معتمدين على الحالة الاقتصادية التي ضربت العالم كله ، من هنا وجب التصدي لكل هذه الهجمات الشرسة بخطاب توعوي مضاد يتبناه علماء أفاضل عن طريق دحض فكرهم فلا يرد الفكر الخرب إلا فكر معتدل يصلح ما أفسدته هذه الشرذمة وكيف يتحقق ذلك ، يكون ذلك عن طريق خطاب إعلامي ديني متزن ، فليس كل من حفظ أيه أو حديث نصب نفسه داعية ، فالدعوة إلى الله لها شروط وضوابط.
واشار القليعي في تصريحاته للنهار فمن غير المعقول أن تجلس سيدة في كامل زينتها أمام كاميرا التلفاز وتفتي في أمور الدين بغير علم ، فنجدها تفتي فى فقه الزواج والمواريث والصلاة بغير علم ، فتاوى ضآلة مضلة قد تجر المتلقي إلى بئر سحيق لا يستطيع الخروج منه ، حتى وإن خرج سيخرج مشوشا ذهنيا كذلك الأمر فإن الخروج ليس فقط في المجال الديني ، وإنما في المجال الاقتصادي ، فجميع الدول النامية تعاني من مشكلات إقتصادية خطيرة ومن ثم لا يمكن بحال من الأحوال أن نترك الباب مفتوحا على مصرعيه لكل من هب ودب ، ينصب نفسه خبيرا إقتصاديا يفتي بغير علم ، وهذا من وجهة نظري خروج عن الجادة والصواب ومن ثم وجب التصدي لأمثال هؤلاء.
ويحدد القليعي خروجا آخرا هذا النوع من الخروج أعده خروجا ناعما ، خروج بحجة إثراء واقعنا الفكري والثقافي ، عن طريق نشر الأفكار الإلحادية والعلمانية والشيوعية والحجة ، إثراء واقعنا الثقافي ، وتوسيع نطاق الحريات وهنا يبرز السؤال هل إثراء الواقع الثقافي لا يكون إلا عن طريق نشر الفكر اللاديني والفكر الإلحادي والفكر العلماني ، والأفكار المتطرفة ، والشذوذ والمثلية ، هل هذه الأمور ستثري واقعنا الثقافي المعاصر.
ويؤكد القليعي علي اننا لا نرفض التعددية الفكرية ، لكن ما نرفضه وننقضه بشدة هو الانقياد الأعمى خلف هذه التيارات الفكرية دون روية وفهم واستبصار.
فلماذا ونحن أمة تدين بديانات سماوية مختلفة ، فهل يليق بنا أن ننقاد خلف الإلحاد والشذوذ.
ومن ثم وجب التصدي لهذا الخروج عن المألوف بفكر مستنير يوضح مآلات الانقياد خلف هذه التيارات الفكرية المختلفة وقيسوا على ذلك في مجال التعليم والسياسة والاجتماع وكل مناحي حياتنا التي نحياها.
ويحدد القليعي مصطلح الخروج بأنه الخروج عن كل ما هو متعارف ومألوف يعد من وجهة نظري موبقة تقود إلى التيه والضلال ومن ثم ينبغي التصدي لهؤلاء وأمثالهم بكل ما أوتينا من قوة الحجة والمنطق والبرهان فالخارجي هو الذي يترك ما اصطلحت عليه الأمة وتوافقت عليه ويشذ منفردا برأيه مصرا على خطأه فحقا لكل عصر خوارجه.