مسار التفاوض في السودان حسم من واشنطن بأن المستقبل السياسي للبلاد يؤول للمدنيين عقب انتهاء الصراع
تأتي استقالة فارس النور، مستشار قائد قوات "الدعم السريع" وكبير المفاوضين في مسار "منبر جدة"، ووفق ما أعلانة بإن الأستقالة جاءت دعماً لجهود وقف الحرب بعد تطورات محلية وإقليمية ودولية جعلت مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة لحقن دماء الشعب السودانى.
وفي الثالث من شهر ديسمبر، الجارى فشلت مفاوضات "منبر جدة" في التوصل إلى اتفاق بين القوات المسلحة والدعم السريع، وتم تعليق التفاوض لمزيد من التشاور بين قادة الطرفين والذى يعد مؤشرا قويا لتخلى مستشار قائد قوات "الدعم السريع" وتقديم أستقالتة .
ومع أحتدام المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أهم التطورات هو فشل محاولات حجز مقعد لقوات الدعم السريع في المشهد السياسي عبر أصوات السلاح .
فقد شهدت أمس الاثنين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط قصف مدفعي عنيف وانفجارات في الخرطوم. فيما شهدت ولاية الجزيرة أعمال نهب وسلب مع تقدم قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان.
ومع أعلان الولايات المتحدة، عبر سفارتها بالخرطوم رفضها لـ" الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بعدم السعي إلى لعب دور في الحكم بعد انتهاء الصراع في السودان مطالبة أنه لا حل عسكرياً يمكن قبوله للصراع في السودان، وأن المسار الوحيد المستدام للمضي قدماً، هو الذي يعترف بأن المستقبل السياسي للبلاد يؤول للمدنيين.
وكانت رسالة الادارة الامريكية واضحة بأنة يجب على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهاء القتال، والاضطلاع بواجباتهما وفقاً للقانون الإنساني الدولي، واحترام حقوق الإنسان، والتأكيد على مواصلة جهودها بجانب الشعب السوداني في تطلعه الدائم إلى سودان ديمقراطي ".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على نحو مفاجئ في منتصف أبريل، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
فقد دفعت المعارك الدامية التي اندلعت منتصف أبريل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، قرابة 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع.