هل يسهم لقاء البرهان وحميدتي في تهدئة الاوضاع المشتعلة في السودان ؟
مع ارتفاع وتيرة الصراع في الاونة الاخيرة جراء الهجمات الكبيرة التي شنتها ميليشيات الدعم السريع والتي ادت الي انسحاب فرقتين من قوات الجيش السوداني من الجزيرة وواد مدني وما تبعه من عشرات القتلي والمصابين ودمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة واعمال نهب وسلب يعول السودانيون علي عقد لقاء بين الفريق اول البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ومحمد دجلو قائد ميليشيات الدعم السريع بغية وقف النار واطلاق هدنة انسانية والشروع في مفاوضات جادة بين الطرفين سواء برعاية الايجاد والاتحاد الافريقي ودول جوار السودان
يقول الدكتور محمد فوذي الخبير في شؤون حوض النيل والقرن الافريقي ان سخونة الاحداث الملتهبة اليوم في مناطق مختلفة في السودان خاصة قلب السودان مناطق الجزيرة وحاضرته واد مدني وفي دارفور وفي مناطق النيل الازرق ووصولا الي ام درمان ومناطق شرق السودان ليست ببعيدة عن الاوضاع الملتهبة في انحاء السودان اليوم السودان علي حافة الانهيار الكامل في كل شيء ربع سكان السودان باتوا مهجربن ونازحين من مناطقهم الي الداخل السوداني والي دول الجوار سواء في الغرب الي ليبيا وتشاد وافريقيا الوسطي او الي الشرق في اريتريا واثيوبيا او الغالبية قصدت الشمال الي جمهورية مصر العربية او الي الجنوب حيث جمهورية جنوب السودان .
واضاف الدكتور فوذي ان السودان بمتلك من الثروات الطبيعية التي حباها الله عزوجل الكثير والكثير وهي تكفي لكي يعم الوئام والسلام والرخاء كل انحاء السودان لو حدثت عملية توزيع عادل للثروة بين جموع السودانيين والاقالبم السودانية ولك ان تتخيل ان مشاهد الجوع والفقر تتناقض تماما مع كل هذه الثروات غير المستغلة لذا يجب علي قيادات الدولة السودانية في طرفي الصراع العمل للحيلولة دون الانهيار الكامل للبقية المتبقية من مؤسسات الدولة السودانية الجميع خاسر لا هازم ولا مهزوم الجميع يرقص علي جثة الوطن وهو يلفظ الانفاس الاخيرة لذا علي طرفي الصراع التقاط دعوة الايجاد والاتحاد الافريقي لعقد اللقاء المهم والبعد عن النقاط الخلافية والبدء الفوري في وقف اطلاق النار اليوم وليس غدا ووضع جدول زمني محدد للاتفاق علي البدء في مفاوضات محددة بسقف زمني لوضع الإطار العام للمرحلة الانتقالية وصولا الي مرحلة تسليم السلطة سربعا الي حكومة منتخبة ديمقراطيا من الشعب.
وطالب فوذي الاحزاب والقوي السياسية ورجال القبائل السودانية ممارسة ضغوطا علي طرفي النزاع من اجل البعد عن التقاط الخلافية التي داىما ما افشلت جولات المفاوضات السابقة سواء في منصة القاهرة وجدة وجميعها وصلت الي نقطة الصفر واليوم مطلوب من منظمات المجتمع المدني الفاعلة والاحزاب ان تجبر طرفا الصراع بالدعوة الي وقف دائم للنار .
وطالب فوذي الاتحاد الافريقي ومنظمة الايجاد ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ان تعير ملف الصراع الدامي في ربوع السودان الاهتمام الكافي خشية تحول السودان تماما الي مصاف الدول الفاشلة والتي تسفط من الحسابات الدولية وناشد كذلك دول جوار السودان خاصة الجبهة الشرقية والغربية بوقف تحريك اجندتها الخارجية لتقحم نفسها في الداخل السوداني.
وتوقع فوذي انه في حال إتمام لقاء البرهان حميدتي المرتقب بدون شروط مسبقة للقاء وتوسيع الافق بين الطرفين والتفكير العميق في مستقبل السودان الغامض اذا استمر الصراع ويلي هذه الخطوة استعداد طرفا الصراع علي تقديم التنازلات والقبول بالحلول الوسط من المؤكد ان يؤدي ذلك الي اقرار السلام ولو مؤقتا للسلام وبعدها البدء في استكمال مفاوضات سلام شامل لعودة الهدوء الي ربوع السودان