أبو العلاء ومحمد كردفاني يهديان جائزة وداعًا جوليا في مهرجان الجونة السينمائي للشعب السوداني والإنسانية
فاز الفيلم السوداني وداعًا جوليا للمخرج محمد كردفاني بجائزة سينما من أجل الإنسانية (جائزة الجمهور) ، وذلك ضمن فعاليات النسخة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، ليرتفع رصيد الفيلم إلى 21 جائزة دولية، وتُعد تلك هي جائزة الجمهور السابعة التي يفوز بها الفيلم، وهي أيضًا الجائزة الثالثة على التوالي التي يحصل عليها الفيلم خلال أسبوع، إذ تلقى مؤخرًا جائزة أفضل فيلم من مهرجان أفريكاميرا للفيلم الإفريقي في بولندا، جائزة موهبة العام في الشرق الأوسط التي قدمتها مجلة فارايتي لمحمد كردفاني تقديرًا لإنجازه في فيلمه الروائي الطويل الأول.
وتسلم الجائزة ثلاثي البطولة سيران رياك وإيمان يوسف ونزار جمعة، وتعليقًا على فوز الفيلم بـجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي قال كردفاني "شاكر وممتن لفوز فيلم وداعًا جوليا بجائزة الجمهور في مهرجان الجونة السينمائي، هذه الجائزة التي تحمل اسم الإنسانية هي تكريم لفيلم صنع بأيدي شباب أرواحهم مشبعة بثورة ديسمبر وقيمها المجيدة. يأتي هذا الفوز والسودانيون حول العالم، ومن بينهم هؤلاء الشباب، لاجئون ونازحون تتمزق بلادهم أمام أعينهم، وتشهد حربًا تهدد حياة الملايين من الأبرياء".
وتابع "مسؤوليتنا جميعًا أن نوقف هذه الحرب وداعميها فورًا، فالشعب السوداني لا يستحق ما يحدث له، وهو قادر على البناء في حال توقف الدمار كما بينت رحلة هذا الفيلم. أناشدكم باسم الإنسانية ألا تغفلوا عما يحدث في السودان وفي غزة، ولنكن الآن صوتًا موحدًا ينادي بالحرية والسلام والعدالة".
بينما قال المنتج أمجد أبو العلاء: "لطالما كان مهرجان الجونة بمنصاته وسوق أفلامه داعمًا للسينما السودانية محتضنًا أغلب تجاربها الحديثة ومحتفيًا بسينماها الأولى وصناعها، وقيام المهرجان الآن في هذه الظروف مرتديًا الشال الفلسطيني اثباتًا لأهمية السينما ومهرجاناتها كمنبر للبوح وللمواقف الفنية المعلنة كما كتب للفن أن يكن!"
وتابع: "سعادتي لا توصف اليوم بحصول فيلمنا وداعًا جوليا على جائزة من الجمهور تحمل اسم الإنسانية والسينما معًا في وقت يتمدد الاحتلال في بلدنا السودان كسرطان ينهش في جسد الوطن منتهكًا أبسط معاني الإنسانية. أهدي هذه الجائزة لكل من نزح ولكل من بقى ولكل من آمن بنا ودعمنا وساند هذه السينما المولودة من رحم الأحزان!".
وتدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.
الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر.
وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني الشهير أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين، كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز، وتتولى شركة MAD Solutions المبيعات الدولية للفيلم.
كما يشارك في الإنتاج باهو بخش وصفي الدين محمود (RED STAR/ مصر) ومايكل هينريكس Die Gesellschaft DGS)/ ألمانيا)، وخالد عوض ومحمد كردفاني (Klozium Studios/ السودان)، ومارك إرمر (Dolce Vita Films/ فرنسا)، وفيصل بالطيور (Cinewaves/ السعودية) وعلي العربي (Ambient Light/ مصر) وأدهم الشريف (CULT/ مصر) وإسراء الكوقلي هاغستروم (Riverflower/ السويد).
محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام ٢٠١٧ وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وجائزة أرنون بيلافيت بيليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان. عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام ٢٠٢١ أسس ستديوهات كلزيوم للإنتاج بالخرطوم.
سجل جوائز وداعًا جوليا يضم: جائزة التفوق وجائزة أفضل تمثيل لبطلته إيمان يوسف من مهرجان الفيلم المسلم الدولي في تورنتو، جائزة الجمهور في مهرجان موسترا السينما العربية والمتوسطية في كتالونيا، جائزة أفضل فيلم من مهرجان بلفاست السينمائي،، وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا (جائزة الصحافة، جائزة الجمهور)، و3 جوائز في مهرجان Paysages de Cinéastes (جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة لجنة تحكيم المرأة، جائزة الجمهور)، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وبدأ هذا المشوار من مهرجان كان السينمائي الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية.
وفي الوقت نفسه يستمر نجاح الفيلم على الصعيد التجاري، إذ يواصل الفيلم عرضه للأسبوع الثاني في الإمارات بواقع 27 سينما، ليصبح مجموع السينمات التي تعرض الفيلم في الخليج 84، حيث تستمر عروضه للأسبوع الثالث في 34 سينما في السعودية، و8 سينمات في عمان، و5 سينمات في البحرين، و6 سينمات في قطر، و4 سينمات في الكويت. وفي فرنسا، ارتفع عدد السينمات التي تعرض الفيلم إلى 67 شاشة بعد أن نجح الفيلم في بيع أكثر من 20 ألف تذكرة منذ انطلاقه في 21 مدينة في مطلع شهر نوفمبر ليواصل عروضه للأسبوع السابع على التوالي، بينما يُعرض في دور العرض المصرية للأسبوع التاسع مسجلاً أعلى إيرادات لفيلم عربي في تاريخ شباك التذاكر المصري.