النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 08:25 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: يا حكومة تخفيف الأحمال.. فولت المواطن نفد

النائب والإعلامي أسامة شرشر
النائب والإعلامي أسامة شرشر

الناس يتساءلون فى كل البيوت المصرية، من أسوان إلى الإسكندرية: ماذا حدث؟ وماذا يحدث؟ وماذا سيجرى مستقبلًا؟ فى موضوع قيام الحكومة بإضافة معاناة جديدة للمواطن بعد ارتفاع الأسعار، وهو عذاب انقطاع الكهرباء تحت شعار «تخفيف الأحمال».

نحن ننبه ونحذر من أن فولت المواطن قد نفد، والحكومة لن تستطيع أن تخمد غضب ورفض واستياء الشعب المصرى على كل المستويات، خصوصًا مع هذا العذاب اليومى من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة فى جميع محافظات مصر، حيث أصبح المواطن يطلق على الحكومة لقب «حكومة تخفيف الأحمال».

ولنا أن نتساءل: هل الحكومة كانت فى غيبوبة واستيقظت فجأة على هذه الفكرة الشيطانية والجهنمية التى تؤكد أنه ليس هناك رؤية أو تخطيط لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة على مستوى مصر كما يحدث على مستوى العالم؟ ونحن كنا ندعى أننا من الدول التى تصدّر الكهرباء للخارج، ونصدّر الغاز لأوروبا ولدينا فائض من كليهما.

فهل يُعقل أن يتم إنارة باريس وروما بالغاز المصرى، ونطفئ قاهرة المعز ومحافظات مصر؟!

لماذا لا يوجد نوع من الشفافية والمصداقية لدى الحكومة وتخرج على الشعب من خلال كل من وزير الكهرباء ووزير البترول، ويعلن كل منهما لنا بالحقائق والأرقام، الموقف الواقعى، وأسباب انقطاع التيار الكهربائى والخطط المستقبلية لعلاج هذه الأزمة التى تهدد كل البيوت المصرية، وتتسبب فى خسائر فادحة سواء للإنتاج فى المصانع أو غرف العناية المركزة فى المستشفيات أو فى كل وسائل الحياة فى مصر؟!، خصوصًا مع ما يقال من أن استهلاك الكهرباء زاد على 35 ألف ميجا وات يوميًّا ووزارة البترول توفر وقودًا يكفى لإنتاج 32 ألف ميجا وات يوميًّا، لأن الكهرباء أصبحت الوجه الآخر للمياه، فلا يمكن أن يحيا الإنسان فى ظل متغيرات مناخية شديدة القسوة، ولا توجد خطط أو بدائل لدى الحكومة.. وعذاب انقطاع الكهرباء هو نفسه عذاب نقص المياه.

الأمر الغريب أن فواتير الكهرباء مرتفعة أصلًا، وفى نفس الوقت يقوم وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر بمطالبة الناس بتخفيف الأحمال، رغم أنه فى تصريحات سابقة لم يمر عليها أكثر من شهر، وتحديدًا فى يونيو الماضى، أكد أنه لن يكون هناك تخفيف للأحمال وأنه لا يوجد نقص فى الكهرباء، لنُفاجأ بعدها بأقوال تتردد بأن هناك نقصًا فى الغاز والمازوت وأنه لا توجد عملة صعبة.. كيف يتم ذلك ونحن نصدّر الغاز المصرى؟! هذا أمر لا يقبله عقل ولا منطق.. وكما يقول المثل البلدى (ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع)؛ فكيف نقوم بتصدير الكهرباء لبعض الدول العربية مثل العراق والأردن، وتصدير الكهرباء لبعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا، ثم نُفاجأ بالانقطاع المستمر للكهرباء لساعات طويلة؛ مما يعطل حركة الحياة والإنتاج ويجعل الناس فى حالة غضب ورفض غير عادى؟!.

هل نحن نتقدم أم نتأخر؟!

وأعتقد أنه من الضرورى عدم التعامل بالطريقة المعتادة، بأن يتم تغيير الأشخاص فقط، بل يجب تغيير الأفكار والحلول لأن قطاع الكهرباء به كفاءات وعناصر تستحق تحمل المسئولية فى هذا التوقيت المهم والحساس، واحتكار المناصب لسنوات طويلة يولد اللامبالاة واللامسئولية.

الناس تحملت كل شىء، وصبرت على الكثير، ولكن ما أخشاه ويخشاه معى كثير من المتابعين، هو غضب الناس، والجميع وصل إلى قناعة بأن ردود الأفعال الغاضبة سببها عدم شفافية الحكومة.

فلماذا نصرّ على تعذيب المواطن المصرى؟

هل هناك حكومة فى العالم تتفنن فى إيذاء وتعذيب مواطنيها مثل حكومتنا الرشيدة وبأمور غير رشيدة؟!

أعتقد أن الحكومة رفعت الكثير من الشعارات التى لم يعد المواطن المصرى يثق فى شىء تقوله، وهذه أم الكوارث.

وكما يقول الرئيس السيسى إن المياه خط أحمر، فإن الكهرباء أيضًا خط أحمر لدى المواطن المصرى، فكيف تضلل الحكومة الشعب وتقوم بقطع الكهرباء تحت مسمى «تخفيف الأحمال» .. والله ثم والله، أخشى أن هذا الشعب العظيم بدلًا من تحمل تخفيف أحمال الكهرباء، سوف يحمّلكم ويجبركم على الاستقالة الفورية وتكونون أنتم أول ضحايا انقطاع الكهرباء عن المواطنين.

كل هذا يجرى، والمواطن فى وادٍ والحكومة فى وادٍ آخر، فهذه الحكومة التى ترفع شعارات الرقمنة والحكومة الذكية والحكومة الإلكترونية فى كل مناحى الحياة، هى نفسها المسئولة عن انقطاع الكهرباء وتعطل أسباب الحياة التى أصبحت مرتبطة بالتكنولوجيا والإنترنت والأجهزة الحديثة، فهل هذه حكومة إلكترونية، أم أنها للأسف الشديد حكومة غبية ليس لديها سيستم أو نظام تسير عليه؟!

فأى رقمنة أو مكلمة تتحدث عنها الحكومة التى من المفترض أن تكون مسئولة مسئولية جماعية عن راحة المواطن، بينما هو يتعذب من انقطاع الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وعدم الرقابة على الأسواق، وعدم الإحساس بالمسئولية من المسئولين؟!.

فهل هى حكومة «تخفيف الأحمال» أم حكومة تعذيب المواطنين، وجعلهم يصرخون من أعلى مئذنة فى قاهرة المعز (انتى فين يا حكومة تخفيف الأحمال؟!).

مشكلة مصر الحقيقية فى إداراتها، فيجب أن تكون هناك كوادر سياسية تقوم بإطلاع المواطن على كل ما يجرى، لأن الشفافية والمصداقية هما سمة الحكومات التى تحترم مواطنيها، بينما ما يجرى فى مصر على أرض الواقع هو عدم احترام للمواطن المصرى.

استقيلوا يرحمكم الله

استقيلوا قبل أن تشتعل كهرباء المواطن ولا تستطيعون إطفاءها، لأنكم خنتم اليمين الدستورية (بالعمل على احترام راحة المواطن)، فالفولت الشعبى أصبح عاليًا، ولا نعرف مداه.

أفيقوا يرحمكم الله.