النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 08:33 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: هل يكرّم الرئيس المنتخب الأوليمبى؟

النائب والإعلامي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
النائب والإعلامي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

أعجبنى أداء شباب المنتخب الأوليمبى الذى مثّل مصر فى بطولة أمم إفريقيا تحت 23 عامًا، وتابعت أداء هؤلاء الشباب الذين أظهروا قدراتهم فى المباريات الكبيرة، وكان آخرها مباراة منتخبى مصر والمغرب، والتى بهر فيها شباب المنتخب الأوليمبى الجميع، حتى جمهور المغرب نفسه الذى وصل عدده فى المدرجات إلى أكثر من 60 ألف مشجع.

ورغم خروج محمود صابر الذى أحرز هدفًا أوروبيًّا بعد 17 دقيقة من بدء المباراة ليكمل الفريق مهمته فى أكثر من 100 دقيقة بـ10 لاعبين فقط، فإن الأمر الرائع أنه لم يشعر أحد بوجود نقص عددى بين هؤلاء الشباب الذين يمثلون نواة حقيقية لمنتخب مصر القادم، ولاستعادة سمعة وروح الكرة المصرية.

ورغم الظلم الإعلامى وعدم الاهتمام بهؤلاء البراعم والشباب الذين أبلوا بلاءً حسنًا، أستطيع أن أقول كمتابع ومراقب لهذه المباراة الرائعة إن منتخبنا الأوليمبى حبس أنفاس الجمهور المغربى بأدائه المتميز وروحه القتالية العالية فى الملعب، واستطاع المدرب البرازيلى المتميز روجيرو ميكالى أن يعيد شكل الكرة المصرية.

وأتحدى بأن هذا الفريق إذا تم رعايته من خلال خطط وتوفير التمويل المادى، وعمل مباريات ودية للاحتكاك بفرق كبرى مشاركة فى أوليمبياد باريس مثل البرازيل أو فرنسا أو غيرهما من المنتخبات الكبرى، سيحقق شباب المنتخب الأوليمبى مفاجأة كروية فى أوليمبياد باريس 2024.

ودعونا نقُل إنه عندما تكون هناك نقطة إيجابية يجب الإشادة بها، فاتحاد الكرة المصرى تعاقد مع هذا المدرب البرازيلى الذى يحظى بسمعة عالمية فى تدريب كثير من منتخبات الشباب، وخاصة المنتخب البرازيلى محققًا نتائج واقعية وحقيقية، وظهر ذلك جليًّا من خلال أداء المنتخب الأوليمبى تحت 23 سنة فى المغرب.

وأصبح لمصر درع وسيف كروى حقيقى كعلامة على استعادة أمجاد منتخب مصر أيام حسن شحاتة الذى كان يمثل بعبع الكرة الإفريقية، فلقد حصل إبراهيم عادل على جائزة أحسن لاعب فى البطولة، وحمزة علاء على جائزة أحسن حارس مرمى، فى ظل وجود منتخبات قوية جدًّا مثل منتخب مالى ومنتخب غينيا، فضلًا عن منتخب المغرب وغيرها، فهذه علامة على أننا فى بداية العلاج لسمعة الكرة المصرية، عربيًّا وإفريقيًّا ودوليًّا، من خلال اختيار الكفاءات والمدربين ذوى السمعة الدولية المتميزة، لتشكيل فريق قادر على منافسة المنتخبات الكبرى، بالرغم من أنه لا يضم محترفين فى أندية أوروبا الكبرى مثل الفريق المغربى، ولكنه يضم لاعبين محليين من مختلف الأندية المصرية على نفس القدر من المهارة، وهو ما تفتقده كثير من المنتخبات العربية والإفريقية، فإذا ركزنا مستقبلًا على دعم واكتشاف الموهوبين والاهتمام بالناشئين فى المراحل العمرية المختلفة فى الأندية المصرية، من خلال من كانوا يُسمّون بالكشافين فى كل أندية مصر، سنصنع جيلًا كرويًّا جديدًا يعيد للكرة المصرية حلاوتها وأداءها وسمعتها، ويكون منتخب مصر جديرًا بتحقيق تصنيف دولى عالٍ، وبه لاعبون قادرون على مقارعة منتخبات شمال إفريقيا والسنغال ومالى وغينيا، لنخلق قاعدة من النشء الجديد بناء على اختيارات واقعية وليس مجاملات أو رشاوى مادية، وبذلك نستعيد سمعة الكرة المصرية التى تراجعت كثيرًا على جميع المستويات.

دعونا نعترف بأنه لأول مرة– فى الفترة الأخيرة- نشعر بالفخر بأداء منتخب مصر الأوليمبى تحت 23 سنة، الذى أدى مباراة المغرب بأداء انبهرت به جماهير المغرب وجماهير الكرة الإفريقية، وكان قاب قوسين أو أدنى من أن يحصل على البطولة لولا ضربة الحظ فى الشوطين الإضافيين اللذين استطاع المنتخب المغرب من خلالهما أن يسرق المباراة من رجال المنتخب المصرى الذى كان على مستوى الأداء والتحدى.. فأنا أستطيع أن أقول إنه لم يكن وصيفًا بل يستحق الميدالية الذهبية بلا منازع.

فتحية لهؤلاء الشباب الذين استطاعوا أن يستعيدوا اسم الكرة المصرية، وبإذن الله سيحققون المفاجأة فى أوليمبياد باريس فى 2024، إذا تم رعايتهم رعاية حقيقية.

وأقترح على الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى كان يتابع المنتخب لحظة بلحظة، أن يرتب لقاءً لهؤلاء الشباب بالرئيس عبد الفتاح السيسى، لمقابلتهم وتكريمهم لأنهم حصلوا على المركز الثانى ويستحقون الأول، وليؤكد لهم أن مصر ترعى أبناءها الذين يرفعون اسمها وعلَمها فى المحافل الرياضية الإفريقية والدولية.

شكرًا رجال المنتخب الأوليمبى الذى حقق المعادلة المستحيلة فى عالم كرة القدم واحترمه خصومه قبل أنصاره.