أسامة شرشر يكتب: ملحمة جنين في مواجهة المذبحة الإسرائيلية
ما يجري في جنين الآن بالضفة الغربية، هو جريمة حرب بكل المقاييس والمعايير الدولية، وكارثة إنسانية يذبح فيها أبناء الشعب الفلسطيني من الشباب والرجال والنساء، في أكبر حملة عسكرية، يشارك فيها قوات النخبة الإسرائيلية والطائرات والمسيرات وقوات الجيش التى تحاصر مدينة جنين من كل الاتجاهات، لإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية.
وكما قال نتنياهو (ليس هناك حل سياسي للدولتين، ولكن يجب اجتثاث فلسطين من على الخريطة، وإنهاء مشروع المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وصورها) لأنه ببساطة شديدة، الصهيونية الدينية المستمدة من التراث المتطرف للحكومة اليهودية، تعمل بشكل علنى في ظل صمت الحكومات العربية التى لم تتحرك حتى الآن في مواجهة هذه المذبحة الإسرائيلية التى لم يتصدى لها إلا أبناء الشعب الفلسطيني في ملحمة مبهرة، يستخدمون فيها أبسط الأدوات القتالية مثل القنبلة اليدوية والبندقية، في مواجهة أكبر ترسانة عسكرية للمتطرفين الإسرائيليين.
المشكلة الأخطر أن هذه الحملات العسكرية والمذابح الإسرائيلة لن تتوقف عند جنين طالما طال الصمت العربي، بل ستمتد إلى نابلس والضفة الغربية كلها، لتمكين المتطرفين من بناء مستوطناتهم وتغيير الهوية الفلسطينية للأماكن والممتلكات والأراضي والعقارات الفلسطينية.
فما يجري في جنين هو نكبة جديدة تذكرنا بنكبة فلسطين عام 1948م، والأمر الذى ليس تفسير، هو أن الدول العربية والإسلامية لم تتحرك حتى الآن، رغم ما نتابعه على شاشات التلفزيونات، وما يراه العالم كله من مذابح ترتكب على الهواء مباشرة، وهوما يؤكد لنا أن ضمائر العالم قد ماتت، في ظل حالة ضعف الحكومات العربية والإسلامية، وهو الأمر الذى ظهر جليا بعد حرق المصحف الشريف (القرآن الكريم) منذ أيام في ستوكهولم بالسويد، ونحن لا نملك إلا موروث الإدانة والشجب سواء مع السويد أو مع إسرائيل.
فلماذا لا تقوم الأنظمة العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وإعداد العدة لمواجهة هذا الزحف الديني المتطرف، والذى يسعى لإقامة الدولة اليهودية على أنقاض المسجد الأقصى وكل القرى والمدن الفلسطينية؟! ويجب أيضا على السلطة الفلطسينية أن توقف كل أشكال التنسيق الأمنى مع إسرائيل.
وآن الأوان أن تتوحد كل فصائل المقاومة الفلسطينية بكل اتجاهاتها تحت راية واحدة.. راية فلسطين!
متى نتحرك؟! أعتقد أننا سنتحرك بعد قيام الساعة يوم القيامة!
معذرة .. ففي جنين تُسلب الروح وتُقتل النفس وتُغتال في هذا الزمان .. زمان اللا معقول .
وشكر الله سعيكم.