أسامة شرشر يكتب: إنتى فين يا حكومة من نار الأسعار؟!
حديث البيوت المصرية فى كل المستويات، ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم، لا يدور إلا حول الأسعار، فالجميع يتوقع ارتفاع أسعار السلع والمنتجات التى تعتبر العمود الفقرى للشعب المصرى، فقرائه قبل أغنيائه، فى ظل حالة التربص والترقب من مافيا المحتكرين الجدد، الذين يقومون بتخزين السلع والمنتجات الغذائية واللحوم والدواجن؛ حتى يقوموا برفع الأسعار التى أصبحت نار الله الموقدة وتحرق جيوب الجميع.
وفى ظل غياب رقابى وعدم اتخاذ كل أدوات الردع القانونى، نجد أن الحكومة- للأسف الشديد- فى وادٍ والشعب فى وادٍ آخر، لأنها لا تملك الحس السياسى بمعاناة الناس، فالارتفاع الجنونى فى الأسعار أصبح كل ساعة؛ حتى أصبحت الناس تخشى أن يهل علينا شهر رمضان الكريم ونُفاجأ بارتفاع آخر فى الأسعار.
فشهر رمضان يُعتبر نموذجًا للتكافل الإنسانى والدينى والاجتماعى، ولكن للأسف الشديد هذا الغلاء الفاحش وصل حتى إلى شنط رمضان التى تذهب إلى فقراء مصر الحقيقيين الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف؛ فقد زادت أسعار الشنط بنسبة 300% عن أسعار العام الماضى.
ناهيك عن الارتفاع غير المبرر والغريب والتصاعدى فى أسعار اللحوم، حتى بدأ الناس فى التفكير فى الشراء الجماعى للبهائم والمشاركة فى لحومها، بسبب الارتفاع المبالغ فيه وغير المسيطَر عليه فى أسعار اللحوم فى الأسواق، والتى وصلت إلى 260 جنيهًا للكيلو فى معظم الأماكن، وفى بعض أحياء القاهرة وصلت إلى 425 جنيهًا، وهذه أسعار جنونية.
نحن هنا ننقل نبض المواطنين، فالرئيس يرفع شعار المواطن ثم المواطن أولًا، والحكومة تسبح ضد هذا المواطن، الذى أصبح يدعو فى صلاته ليل نهار ألا تزيد الأسعار؛ حتى يحافظ على الحد الأدنى من القدرة على شراء المواد الغذائية لأسرته، نتيجة الخلل الرهيب الذى أصاب ميزانية معظم البيوت المصرية فى الشهور الأخيرة، التى أصبح إيرادها لا يغطى ربع مصروفاتها، وما لا تعرفه الحكومة أن كثيرًا من العوائل والأرامل والأيتام لا دخل لهم أصلًا، وهذه هى الكارثة الكبرى، وأم الفواجع.
والطامة الكبرى هى ارتفاع أسعار الدواجن؛ فقد وصل سعر كيلو الفراخ إلى 120 جنيهًا بعدما كان 40 جنيهًا، وتهافت الناس على أرجل الفراخ؛ حتى وصل سعر الكيلو إلى 40 جنيهًا!.
والمحتكرون ومافيا الأسعار والسماسرة الجدد يرددون جميعًا نفس الأسطوانة المشروخة عن ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف استيراد الذرة الصفراء واختفاء صغار المربين، ولكن هل هذا يصل بسعر طبق البيض إلى 120 جنيهًا؟!.
كيف يجرى ذلك والحكومة تعلن ليل نهار أنه لا توجد أى ارتفاعات فى تكاليف استيراد الأعلاف والذرة الصفراء التى هى غذاء البهائم والدواجن، وتم رصد مليارات الدولارات لهذا؟!.
والسؤال الذى يتردد على ألسنة الناس (إنتى فين يا حكومة من كل هذا؟!).
وكما قال سيدنا على بن أبى طالب، رضى الله عنه، عندما سُئل: من أحقر الناس؟ فأجاب (الذى يقوم برفع الأسعار وينهب ويغتنى من جيوب الفقراء فى أوطانهم)، فما بالك بمحتكرى الحديد والسلع الغذائية، فهم ليسوا حقراء عند الناس فقط، ولكنهم ملعونون فى السماء والأرض!.
أردت أن أكشف وأوضح أن الشعب المصرى أرسل إنذارًا أخيرًا ومحضرًا من دفتر أحوال الناس، ضد الحكومة قائلًا بأعلى صوته (اتقوا الله فى الناس والشعب يجعل الله لكم مخرجًا يوم الحساب)؛ لأن دعوات الناس فى المساجد والكنائس أصبحت (اللهم نجّنا من الحكومة وأسعارها).