أسامة شرشر يكتب: ما بين موائد الرحمن وموائد الشيطان.. من الذى قتل قمص الإسكندرية؟!
1) ما أحلى التجارة مع الله فى شهر رمضان المبارك!
فالمشهد ظهر مهيبًا فى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، واحتشاد أكثر من مليون معتمر من كل بقاع الدنيا يتهافتون ويتقربون ويتضرعون إلى الله، أن يعفو عنهم ويتقبل أعمالهم، ويمحو ذنوبهم، وأن تزول الغمة وألا تعود جائحة كورونا التى كانت سببًا فى عدم أداء مئات الآلاف وربما الملايين للعمرة أو زيارة مسجد الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فى المدينة المنورة العام الماضى.
يا لها من لحظات لا تُقدَّر بكنوز الدنيا، فى ظل الاضطرابات التى يعيشها العالم، فما أحلى الرجوع إلى الله، فى شهر رمضان، الذى نرجو أن تقبل فيه أعمالنا وتمحى ذنوبنا، وأن يرفع عنا ارتفاع الأسعار الذى أصاب البلاد والعباد فى أرجاء الدنيا.
ولا ننسى هنا أن نشيد بالإجراءات الصارمة التى اتخذتها المملكة العربية السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، بإعادة المعتمرين إلى بيت الله لأداء العمرة بسلاسة ويسر ودون أزمات.
2) من الذى قتل قمص الإسكندرية؟
استفزنى هذا الحادث المأساوى على كورنيش الإسكندرية، لمقتل القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس الرسول بمنطقة كرموز، محرم بك بالإسكندرية، وسط تلاميذه ومحبيه.
واستفزنى أكثر العبارة التى ترددت بعد هذه الجريمة البشعة أن مرتكبها (مريض نفسى).. فأى مريض نفسيًّا يستهدف شخصًا بعينه وسط عشرات الأشخاص الذين يسيرون معه أو حوله؟!
دعونا نتعامل مع الحادث بعيدًا عن المرض النفسى، أو هذه الثغرات الطبية والقانونية، ونتكلم بشفافية، لأن الإسكندرية كانت دائمًا وما زالت معقلًا للسلفيين، وخصوصًا المتطرفين دينيًّا الذين يحرِّمون حتى السلام على الإخوة المسيحيين، فيجب معرفة الدوافع الحقيقية التى أدت إلى مقتل هذا الإنسان الراهب فى محراب الكنيسة، حتى نعالج أسباب هذا الموقف المتطرف، كيلا يتكرر مرة ثانية، وحتى نقتص ممن قتله أو من حرَّض على قتله (إن وُجد)، لأن هذا الكاهن يعتبر (شهيدًا للإنسانية)؛ فقد دفع حياته ثمنًا لأفكار بعض المتطرفين.
فلن نعزى فيه إلى أن يتم كشف المستور ومعرفة أسباب هذه الجريمة الإنسانية البشعة.
3) فرنسا الآن تعيش حالة من الزخم السياسى والترقب، بعد إجراء الجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية وظهور النتائج المتوقعة بالإعادة بين ماكرون الذى يمثل تيار الوسط ولوبان التى تمثل اليمين المتطرف.
فهل ينجح ماكرون فى احتواء أزمات السترات الصفراء، والمهاجرين، والصدام الدينى، للعبور من أصعب معركة انتخابية واجهته؟ أم أن المفاجأة ستحدث يوم 24 إبريل الجارى، فى الجولة الثانية وتفوز لوبان التى نادت بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو والتى ترفض بشدة العقوبات الموقعة على روسيا وتحظى بدعم كل الشعبويين والمتطرفين؟ وخاصة بعد نجاح رئيس وزراء المجر الذى دعمها صراحة.
النتائج متقاربة وغير مطمئنة.. فهل تحقق لوبان (جائحة سياسية) جديدة فى أوروبا وتهز القارة العجوز وتصبح أول سيدة تجلس على كرسى قصر الإليزيه؟
4) لا أنسى يوم العاشر من رمضان وأنا فى مدينة السويس الباسلة مع المحافظ الرائع اللواء تحسين شنن، أفضل محافظ جاء إلى السويس فى الفترة الأخيرة، والذى جمع بين الانضباط العسكرى والمرونة والذكاء السياسى، وكتبت يومها قصيدتى التى كان مطلعها:
يوم العاشر من رمضان..
فك الرقبة.
وصوت يوسف برهان البراءة
على ثورة صدقى
على كل الخونة.
فهى رسالة إلى رجال القوات المسلحة الذين أبلوا بلاءً حسنًا وغيروا الاستراتيجية والنظريات العسكرية فى العالم، والتى ما زالت أفكارهم وخططهم حتى الآن يتم فك شفراتها وتدريسها، فهم خير أجناد الأرض الذين لقَّنوا العدو الصهيونى درسًا لن ينساه عبر الأيام والتاريخ، بعيدًا عن الاتفاقيات الإبراهيمية وأى تطبيع مع الكيان الصهيونى.
فالقضية الفلسطينية والقدس الشرقية ستظل فى وجدان كل مصرى وعربى ومسلم حتى لو كره المطبِّعون.
5) منذ البطولة العربية، كان موقفنا ورأينا واضحًا أن كيروش لا يصلح لتدريب المنتخب الوطنى المصرى.. وطالبنا بضرورة إعادة ترتيب المنظومة الكروية بشكل علمى، لأن كيروش جاء بناءً على اتفاق وتعاقد هو جزء أصيل من ملفات الفساد التى قامت بها لجنة اتحاد الكرة السابقة، وأعتقد أن فاقد الشىء لا يعطيه.
فكنت أتوقع عدم استمرار كيروش، ولكن الأهم هو فتح ملف فساد الذين تعاقدوا مع كيروش؛ لتكون هذه هى بداية الإصلاح الرياضى فى مصر.
وأتساءل ويتساءل معى الكثيرون: ما دور فينجادا فى اتحاد الكرة؟ وما سر استمراره فى منصبه؟ وكم تقاضى من أموال هو وكيروش بالعملة الصعبة؟!.
لا بد أن يُثار هذا الموضوع فى لجنة الشباب والرياضة فى البرلمان، وأن يعرف الرأى العام المصرى بالأرقام والحقائق، حجم الملايين التى تم إهدارها فى إصلاح خلل مبنى على خلل وفساد.. وقلنا ذلك مرارًا وتكرارًا.
أعيدوا المنظومة الرياضية إلى المتخصصين، والأمر ليس مقتصرًا على كرة القدم فحسب، بل يمتد لكل الاتحادات الرياضية المصرية التى تحتاج إلى إعادة ترتيب وضبط، حتى يعود اسم مصر فى عالم الرياضة إلى وضعه المستحق، وهذا الإصلاح يبدأ من اتحاد كرة القدم، فلا تحمِّلوا صلاح وزملاءه أخطاءكم وخطاياكم، لأن المنتخب الوطنى المصرى لا يصلح أن يديره بحكم الثقافة الرياضية المصرية إلا مدرب وطنى حقيقى، ورحم الله محمود الجوهرى وأطال بقاء حسن شحاتة.
والحقيقة المرة والخلل الحقيقى والرياضى فى مصر أن الأندية أقوى من اتحاد الكرة.
وهذا بلاغ لجمال علام ورفاقه فى اتحاد الكرة.. فإما أن تعلنوا الحقائق بشفافية وإما أن ترحلوا.
6) سؤال برىء جدًّا للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وحكومته الأشاوس: هل يأكلون من طعام عامة الشعب المصرى الذى وصل سعر كيلو ورق العنب فيه إلى 100 جنيه والطماطم أصبحت «عاقلة جدًّا» ووصل سعر الكيلو إلى حدود 30 جنيهًا؟! ولن أعُدَّ بقية الأصناف فالأمر محزن!.
هل هم معنا يأكلون على طبلية المواطن؟ أم هم فى وادٍ ونحن فى وادٍ آخر؟!
لقد أصبح المواطن المصرى فى هذه الأيام المباركة حائرًا بين موائد الرحمن التى هى لوجه الله، وموائد الشيطان التى يقيمها المحتكرون ومافيا الأسعار الذين لا يشبعون، والذين وصلوا إلى مرحلة الاحتكار المطلق بلا حدود.
فهل يستمر المواطن المصرى فى العذاب والعناء للحصول على الطعام بأسعار مناسبة فى هذا الشهر المبارك؟ أم سيكون للحكومة رأى آخر؟!
7) أعتقد أن الضجة التى أثيرت حول إعلان الهيئة القومية للبريد، بالتعاون مع الفنان عمرو دياب، قد حققت الهدف المرجو من أى إعلان، حتى أصبح إعلان هيئة البريد هو حديث البيت المصرى، حتى وصل الأمر إلى البرلمان الذى ترك كل المسائل التى يعانى منها المواطن المصرى من ارتفاع الأسعار غير المبرر والقضايا التشريعية المهمة، وتفرغ للحديث عن جدوى وتكلفة إعلان تلفزيونى لهيئة البريد المصرى التى استغلت هذه الضجة فى الترويج لمنتجاتها الجديدة مثل خدمات الشحن للمشروعات الصغيرة وخدمات التجارة الإلكترونية المختلفة بالإضافة لمنتجاتها التقليدية.
أعتقد أن مجرد الحوار الدائر حول هذا الإعلان قد حقق الهدف من الرسالة الإعلانية لهيئة البريد المصرى.