النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 09:19 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: قراءة في أخطر خطاب لولي العهد السعودي

الأمير محمد بن سلمان- ولي العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان- ولي العهد السعودي

جاء حوار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، مع مجلة أتلانتك الأميركية، بعد صمت طويل منذ بداية جائحة كورونا تقريبا، ليشكل خطابًا كاشفا، متسما بالصراحة والوضوح، وعدم وجود تحفظات أو خطوط حمراء، وهو ما ظهر تأثيره على محاوره جريم الذى بدا مذهولا من الشفافية التى خاطبه بها الأمير، والقضايا الحساسة التى تحدث فيها.

فعند سؤاله عما إذا كان قد أمر بقتل جمال خاشقجي، نفى أن يكون قد فعل ذلك وأضاف قائلا: "هذا الأمر يجرحني، يجرح شعوري وشعور السعوديين عامة"

وأضاف ولي العهد السعودي قائلا: "أتفهم الغضب، خصوصا من جانب الصحفيين، احترم مشاعرهم لكننا أيضا لدينا مشاعر هنا، ألمنا هنا" ووصفت المجلة الأمر بأن "حادثة خاشقجي أسوأ شيء حدث معه على الإطلاق، لأنها كادت أن تُفسد كل خططه لإصلاح البلاد".

وتابع ولي العهد السعودي قائلا عن قضية خاشقجي: "أشعر أن قانون حقوق الإنسان لم يُراع بالتعامل معي"، وأضاف: "المادة رقم 11 من المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان تنص على أن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته"، حسب المجلة.

وتابع محمد بن سلمان مدافعا عن نفسه في قضية خاشقجي ومبرزا عدم أهمية الصحفي السعودي ليأمر باغتياله: "لم أقرأ مقالا لخاشقجي في حياتي".

وأردف ولي العهد بالإشارة إلى أنه لو اختار أن يرسل فريق اغتيال لكان فعل ذلك مع شخص أكثر أهمية من كتاب الرأي الذين انتقدوه، وأضاف: "خاشقجي لن يكون ضمن أول 1000 كاتب في هذه القائمة، إذا كنت تريد القيام بمثل هذه العملية لشخص آخر، يجب أن يكون محترفا وواحدا من الـ1000 اسم على هذه القائمة"، لكنه اعتبر أن مقتل خاشقجي كان "خطأ فادحا"، وفقا للمجلة.

وكشف ولي العهد السعودي أن برامج الترفيه السعودية هدفها تأتى لدعم السياحة.

وقال بن سلمان خلال الحوار إن المملكة العربية السعودية تحاول «إقناع المواهب بالمجيء إلى هنا»، وأضاف محمد بن سلمان: «ونحاول إبقاء الموهبة السعودية في السعودية نفسها، وإبقاء المستثمرين السعوديين في السعودية، وإقناع المستثمرين الأجانب، ونحاول الوصول إلى هدف مئة مليون سائح بحلول 2030م»

وأردف: «على المرء أن يجلب أفضل ما هو موجود ليتأكد من أن يصل إلى هذا الهدف السياحي، والهدف الرياضي، والهدف الثقافي، إذ يجب أن نعمل على هذه الأهداف جميعًا» مشيرًا إلى أن المملكة تهدف أن تشكل هذه الأهداف ما يعادل 10% إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في 2030م«.

وحول رأي القادة الدينيين في الموسيقى، ذكر ولى العهد أنهم يعترضون، مضيفاً: «يجادلون ونحن نجادلهم بدورنا، ومرةً أخرى، نرجع إلى التعاليم الإسلامية، وبالتالي تعد الموسيقى أمرًا ذا خِلاف في الإسلام، وليست أمرًا متفّقًا عليه في الإسلام مع عِلمهم بذلك، وإذا كان متفّق عليها عند المسلمين، فلدينا أمور في تعاليم الرسول تقول: إن الضرورات تبيح المحظورات».

وحول تفضيلاته الشخصية في الغناء والموسيقي قال ولي العهد أنه: «لا تعجبه الموسيقى العربية الجديدة، رغم أن البعض منها جيد».

وأضاف «لكن غالبًا ما أرى أن الموسيقى القديمة أفضل، وأيضًا أحب الاستماع إلى الموسيقى الوطنية من مناطق مختلفة».

وكشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن تفضيله متابعة الأعمال الدرامية المنتمية للخيال العلمي، وكذلك التي تتناول الأبطال الخارقين، فضلا عن رسوم «الأنيميشن».

وأكد أنه يفضل تلك النوعية من الأعمال لكونها تخرجه من وتيرة العمل، قائلا: «ما أود متابعته هو شيء من خارج هذا العالم، كالخيال والخيال العلمي والأبطال الخارقين والأنبمبيشن أيا كانت، ولكن شيئا على الأقل من شركة (مارفل) أو اليابان».

وأردف: «ولذلك كأنني أقول: أخرجوني من هذا العالم، وأقوم بمتابعة تلك الأعمال غالبا لمدة نصف ساعة يوميا قبل النوم».

وعن أكثر المسلسلات التي يتابعها ولي العهد السعودي، أفصح أنه يحب «فاونديشن» و«صراع العروش»، الذي أكد أن ما يجعل قصته مشوقة هو ضمه للعديد من الشخصيات المثيرة، وأردف موضحا: «إنه مشوق ومذهل».

كما كشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان أنه يحرص على ممارسة تمارين «الكارديو» ليوم واحد، مثل ساعة ونصف، كما أنه يحب ممارسة كرة السلة لأنها آمنة، بينما لا يفضل لعب كرة القدم لأنها «قد يتعرض المرء للإصابة» بحسب قوله.

وأكد ولي العهد السعودي أنه يتابع منصات «تويتر» و«إنستجرام» لأنه يريد التأكد من أن فريقه الإعلامي يعلم أنه يبحث عن نفسه، وأضاف أنه يتابع كذلك تطبيق «أبل نيوز»، مشيرا إلى أنه «من المذهل أن يتم جمع كل هذه الصحف في تطبيق واحد».

وأضاف أنه يقضي 20 دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونصف ساعة على وسائل الإعلام الأخرى، وأنه يفعل العديد من الأمور أثناء قضائه وقتا مع عائلته، منها قراءة الأخبار ومتابعة التلفزيون.

كما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن جماعة الإخوان لعبت دورا كبيرا وضخما في صناعة التطرف.

وأضاف "عندما تتحدث إلى الإخوان لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف".

كما تابع "على سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم داعش كان من الإخوان المسلمين، ولذلك تعد جماعة الإخوان المسلمين وسيلة وعنصرا قويا في صنع التطرف على مدى العقود الماضية، ولكنَّ الأمر لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين فحسب، بل خليط من الأمور والأحداث، ليس فقط من العالم الإسلامي، بل حتى من أمريكا التي بخوضها حربًا في العراق أعطت للمتطرفين فرصة سانحة".

وحول رؤية ولي العهد لازدياد عدد الأمراء في المملكة أوضح بن سلمان قائلا: "نحن في السعودية ليس لدينا مفهوم الدماء الملكية، وطريقتنا كأسرة مالكة هي خدمة الشعب والحفاظ على وحدته، نحن جزء من الشعب، فعلى سبيل المثال، والدتي ليست من الأسرة المالكة، بل من أسرة قبلية، من قبيلة العجمان من قبائل يام، وعددهم ما يقارب مليون نسمة في السعودية، وإذا نظرتم إلى الأسرة المالكة، ستجدون أننا نتزوج من عامة الناس، وأننا جزء منهم، نحن نعيش هنا وتربينا هنا.."

وتابع الأمير قائلا: "نحن جزء من شبه الجزيرة العربية، لقد كنا نحكم المناطق كـ بني حنيفة منذ كُتب التاريخ، وحتى قبل الإسلام وقد أسسنا الدرعية الأولى في وقت غير معروف، ثم أسسنا الدرعية الثانية قبل 600 سنة، وأسسنا السعودية قبل 300 سنة، لذا نحن جزء من الشعب".

وأضاف: "ليس لأي فرد من الأسرة المالكة حق خاص ليمارسه ضد الشعب، وإذا تخطى حدًّا فسيُعاقب مثل أي شخص في السعودية، وإذا ارتكب جريمة سيُعاقب ويواجه القانون كأي شخص في السعودية، أما كونه فردا من الأسرة المالكة فهو لقب عليه احترامه".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن المملكة العربية السعودية ستحذو حذو بعض الدول العربية في مسألة إيجاد علاقات مع إسرائيل، صرح الأمير محمد بن سلمان ، أن "الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أو أمني، أو اقتصادي من شأنه أن يلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى"، مؤكداً أن "جميع دول المجلس ملتزمة بذلك".

كما أضاف ولي العهد السعودي: "وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى. إنهم يملكون الحق كاملاً في القيام بأي شيء يرونه مناسباً للإمارات العربية المتحدة".

كذلك أردف الأمير محمد بن سلمان قائلاً: "أما بالنسبة لنا، فإننا نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إننا لا ننظر لإسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك".

وعن مكافحة الفساد، قال "معركتنا مع الفساد لا تتسامح مع أي متجاوز حتى وإن سرق 100 دولار".

كما أضاف: "لولا تصدينا للفساد لما كان هناك نمو ولا وزراء أكفاء ولا استثمار أجنبي". وشدد على أن القانون في المملكة يطبق على الجميع ولا يوجد مفهوم "الدماء الملكية".

أما في ما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، فشدد على أنه جسم واحد ودولة واحدة تواجه نفس المخاطر والتحديات والفرص أيضا.

وفي الملف الإيراني، أشار إلى أن المملكة وإيران جارتان لا يمكن لإحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش.

وعن المحادثات النووية وإمكانية إعادة إحياء الاتفاق الموقع بين طهران والغرب عام 2015، فرأي أن أي اتفاق نووي ضعيف سيؤدي لنفس نتيجة امتلاك قنبلة نووية وهو ما لا ترغب به السعودية والعالم.