النهار
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:53 مـ 26 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مستقبل وطن بالسويس ينظم ندوه عن مكافحة المخدرات وحماية الشباب بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الادمان مؤتمر غرفة التكنولوجيا cit ” وطن رقمي 8 ” الإعلامية نورهان عبد الفتاح تقدم فعاليات الثقافة المصرية في موسم الرياض مجلس جامعة مدينة السادات يعلن الفائزين بجوائز الجامعة لعام 2023/ 2024 بحوزتهم أسلحة ومخدرات.. مقتل 3 عناصر إجرامية خلال مداهمة أمنية كبرى في قنا بهدف إيشو.. الزمالك يتقدم على بلاك بولز بهدف نظيف بالشوط الأول مبابى وبيلينجهام يقودان تشكيل ريال مدريد ضد ليفربول محمد صلاح يتصدر تشكيل الريدز أمام ريال مدريد في دوري الأبطال المصري يفتتح مشواره في مجموعات الكونفدرالية بثنائية أمام إنيمبا بحضور محافظي السويس وبورسعيد محافظ الدقهلية يعتمد المخططات التفصيلية لعدد 14 قرية دار الإفتاء المصرية تشارك في قافلة دعوية إلى شمال سيناء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف محافظ الجيزة يثمن جهود جامعة الأزهر التنموية ويشيد بدعمها الطبي للمبادرات الرئاسية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الدين.. الإعلام.. الطب.. السياسة... أوقفوا هذه الفوضى!

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

1) ليس معنى حرية الصحافة والنقد المباح واحترام الرأى الآخر، أن نقف متفرجين أمام التجاوز والتعدى على كل الثوابت الدينية؛ فالأديان لها حساسيتها المعروفة وقدسيتها التى لا خلاف عليها، وخاصة فى مسألة تخص النبى، صلى الله عيه وسلم، وهى رحلة الإسراء والمعراج التى أُسرى فيها بالرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعُرج به خلالها إلى السماء، وهى أمور بسيطة فى جلال قدرة الله الذى لا يعجزه شىء، خاصة وأن رسول الله له فى قلوب جميع المسلمين مكانة خاصة، والمجتمع لا يستفيد شيئًا من قضايا جدلية، ففيه من القضايا المعيشية والسياسية ما يكفى وزيادة.

صحيح أن بعض الفقهاء اختلفوا حول كيفية حدوث رحلة المعراج، وهل كانت بالروح فقط، أم بالروح والجسد، إلا أن هذا كان اختلافًا فى كيفية حدوث المعجزة، وليس حدوثها من عدمه، على عكس ما ادعى الزميل إبراهيم عيسى بالنفى المطلق لحدوث المعراج.. فمثل هذه الأقوال على أمور لها من الدلالات القرآنية والدلائل فى السنة النبوية، قفزة غير مشروعة لا يجب التعرض لمثلها، فهى واقعة ثابتة بالقرآن الكريم فى سورة النجم وصحيح الحديث الشريف، ولم يقل بنفيها أى عالم محترم من علماء ديننا القدامى أو المحدثين.. وحتى الإمام المراغى، رحمه الله، عندما قال إن المعراج ربما حدث بالروح فقط، لم ينف حدوث الواقعة نفسها بل خالف السابقين فى طريقة الحدوث.

إن مثل هذه المعجزات التى حدثث لمعظم رسل الله وأنبيائه، عليهم جميعًا الصلاة والسلام، لم تكن بفعل النبى نفسه، ولكنها قدرة الله، عز وجل، ولا يجب إخضاعها لقواعد وقوانين العقل البشرى، بل هى إعجاز إلهى.. أما أن يسبح البعض ضد التيار ويدخل نفسه فيما لا يحسن فهذا أمر معيب.

والمشكلة الخطيرة أن القضية هنا متعلقة بمعجزة المعراج التى فُرضت فيها الصلاة، وعدم حدوثها يؤدى لاستنتاج عدم فرضية الصلاة نفسها، وهنا ندخل فى متاهة خطيرة يجب ألا تكون مجالًا لنقاش عامة الناس، ويجب ألا يصل الشطط والنقد إلى إنكار أمور معلومة فى الدين.

والمكابرة فى هذه المسائل تقودنا إلى السير فى الطريق المجهول، والاعتذار العلنى فيها ليس عيبًا ولا يقلل من الزميل إبراهيم عيسى بل يعيد الأمور إلى نصابها والأشياء إلى صوابها.

أوقفوا فوضى الإفتاء فى الدين!

2) أصبح الهواء الإعلامى يتم شراؤه، وهو ما فتح مساحة إعلامية لأشخاص غير مؤهلين، فى هذا التوقيت المهم؛ ما يؤثر تأثيرًا خطيرًا على المشهد والخطاب الإعلامى، وبالتبعية الخطاب الدينى.

كل هذه الخزعبلات التى تنهش فى جسد الإعلام المصرى من بعض الذين لهم مرجعيات إعلامية أو مهنية أو قواعد حاكمة خاصة كل شىء فيها للبيع- جعلت الإعلام مباحًا ومستباحًا، فى ظل عدم اتخاذ أى إجراءات قانونية فاعلة من الجهات المختصة؛ مما جعل المشهد الإعلامى أكثر عبثية.

فأخطر لعبة فى المجتمعات أن تردد الآلات الإعلامية الأكاذيب والشائعات سواء فى المحتوى السياسى أو الاقتصادى أو الدينى، وتلعب على دغدغة مشاعر المواطنين؛ مما جعلنا مادة للسخرية فى الإعلام الغربى، والإعلام الإخوانى والكتائب الإلكترونية الإرهابية التى تلتقط هذه السقطات وتروجها على أن مصر بلد الأزهر الشريف ليس لديها ضوابط للمحتوى فى الإعلام، وأن قاهرة المعز يحدث بها مهازل إعلامية.

المشهد يحتاج إلى وقفة حقيقية وتفعيل قوانين الهيئات الإعلامية حتى نحافظ على هيبة المواطن المصرى والدولة المصرية أمام هذه السقطات الإعلامية التى أصبحت حديث المواطن المصرى والعربى.

فارحموا الشعب المصرى والعربى من هذه الإرهاصات الإعلامية، وأعيدوا الثقة للشعب فى الإعلام المصرى الذى كان ولا يزال يشكل وجدان الشعب المصرى والعربى من المحيط إلى الخليج- يرحمكم الله.

أوقفوا فوضى الإعلام!.

3) تجاوزت الفوضى الطبية كل الحدود، ولم تعد مقصورة فقط على أحمد أبو النصر، طبيب الكركمين، والذى فضحت التحقيقات أنه مجرد دجال يتلاعب بالمرضى والبسطاء.

وللأسف الشديد سقط فى كمينه أسماء مشهورة وفنانون محبوبون، ولكن عندما يغيب العقل والمنطق يصبح كل شىء مباحًا ومستباحًا، حتى وجدنا هذا الطبيب يدَّعى علاج الأمراض البشرية وغير البشرية من خلال ما يُسمى «الكركم»، وهذا ضرب من الجنون البشرى.

ويبدو أنه كان يريد إغلاق كليات الطب وأن يكون التعليم الطبى كركميًّا؛ لأننا أصبحنا فى زمن العجائب وزمن اللا معقول.

وتحدثنى نفسى أنها علامة من علامات الساعة، حيث يدعى الجاهلون العلم ويختفى العلماء والباحثون فى كل المجالات.

إن مصر ذات تاريخ عريق فى الطب، وقادت العالم العربى بأطبائها النابهين والنابغين فى كل العواصم العربية، ولا يجب أن يصبح الدجل والشعوذة لهما صوت فى زمن السوشيال ميديا الذى ضرب بكل الثوابت الدينية والطبية والإعلامية عرض الحائط.

أوقفوا هذه الفوضى الطبية يرحمكم الله.

4) لقد دخلنا فى فوضى جديدة، هى فوضى النصب الإلكترونى عبر الإنترنت، والذى أظهرت بعضه القضية التى تكشفت مطلع هذا الأسبوع تحت مسمى تطبيق (الرمال البيضاء) من خلال استغلال حاجة بعض المواطنين وفراغ بعض الشباب فى النصب عليهم فى عشرات الملايين من الجنيهات، واستغلوا فوضى الإنترنت فى نشر سمومهم.

وهناك من يظن أن هناك فوضى مطلقة، ولكن هذا ليس حقيقيًّا؛ فلقد رأينا اقتحام وكرهم من خلال التنسيق بين التخصصات المختلفة فى وزارة الداخلية ورجالها الذين نجحوا فى فك شفرات ولغز هذا التطبيق.

والمثير للدهشة هو اكتشاف ملايين الجنيهات فى وكرهم، وهو ما يؤكد وقوع آلاف الضحايا لهذا النوع من عمليات النصب فى ظل حالة الفوضى الإلكترونية وفوضى الإنترنت التى انتقلت إلى عالم البشر.

أوقفوا فوضى النصب الإلكترونى.

5) الفوضى طالت تصريحات إدارة الرئيس الأمريكى بايدن، ففى سابقة تُعد الأولى من نوعها أن تناقش الحكومة الأمريكية مغادرة الرئيس الأوكرانى العاصمة كييف فى حالة حدوث غزو روسى.. وهذه فوضى ليس بعدها فوضى.

ويبدو أن الرئيس الروسى بوتين استطاع أن يحرج بدهائه وذكائه، أمريكا وأوروبا من خلال استخدام ورقة البارود والتعاون مع بيلاروسيا والصين، وجعل العالم الغربى فى حالة اجتماع دائم.

استطاع بوتين أن يدعم ويعترف بالأقاليم الانفصالية عن أوكرانيا.. ورغم كل هذا لن تحدث أى مواجهة عسكرية مباشرة، فحلف الناتو أعلنها أن أوكرانيا لن تنضم للحلف.

الفوضى الداخلية فى دول العالم هى جزء لا يتجزأ من الفوضى العالمية، وقرار بوتين أنه سيعترف باستقرار الإقليمين الانفصاليين عن أوكرانيا، هو ضربة قاضية لأمريكا والاتحاد الأوروبى الذى أصبح يتسابق على الرضا الروسى لعدم وقوع مواجهة عسكرية قد تدفع أوروبا ثمنها فادحًا، وهم لا يريدون أن تتكرر مأساة الحرب العالمية الثانية من خلال عودة الإمبراطورية الروسية على يد بوتين، بكل الأوراق المشروعة وغير المشروعة، بعيدًا عن لغة العقوبات الأمريكية والأوروبية، واسألوا إيران عن ذلك.

فهذا الفشل يعطى إشارة ودلالة قوية أننا أصبحنا نعيش فى عالم المتغيرات والتناقضات والفوضى.

6) من ضمن فوضى السياسة العالمية ما يقوم به آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، بتشغيل سد النهضة لتوليد الكهرباء بشكل أحادى دون الرجوع لدولتى المصب مصر والسودان.

والأغرب أن يقوم بدعوة مصر والسودان للاستفادة من تشغيل سد النهضة؛ فهل هذا استفزاز للدولتين؟

هل يرغب بنشر الفوضى فى إفريقيا وإشعال حرب جديدة على طريقة الأقاليم المتمردة مثل تيجراى والأمهرة؟ أم أنه وصل إلى حالة الشطط العقلى ليتوهم أنه أصبح زعيم الفوضى فى إفريقيا ويفعل ما يريد؟ ولكن أعتقد أن الحساب سيكون قريبًا؛ لأن الدولة المصرية ترصد وتصبر، وسيكون الرد ليس من خلال فوضى آبى أحمد ولكن من خلال الشرعية وتطبيق القانون الدولى على آبى أحمد وأى آبى أحمد آخر.

فما يحدث فى إثيوبيا من تشغيل سد النهضة هو (أم الفوضى) التى ما بعدها فوضى.. وأخشى ما أخشاه أن تقوم الأمم المتحدة وجائزة نوبل بمنح آبى أحمد جائزة (نوبل للفوضى).

أوقفوا الفوضى يرحمكم الله.