أسامة شرشر يكتب: اصطياد فى الجو وحرائق فى الأرض
1) أعتقد أن من أخطر العمليات التى تمت فى الآونة الأخيرة، هى عملية اصطياد حسام منوفى، أحد قيادات حركة حسم الإخوانية الإرهابية، وهى العملية التى كشفت عن زيف وكذب ادعاءات كثيرة لجماعة الإخوان الإرهابية عن الاختفاء القسرى والتعذيب فى السجون، بدليل ما نشرته جماعات حقوقية منذ أسابيع قليلة عن تعذيب منوفى فى سجن العقرب، لنفاجأ عند الإعلان عن ضبطه بأنه كان فى السودان ومسافرًا منها إلى تركيا.
هذه العملية تؤكد على يقظة الأجهزة الأمنية فى مصر التى استطاعت أن تحدد شخصيته خلال دقائق قليلة من هبوط طائرته على أرض مصر، وأظن أنها كانت على علم بتحركاته مسبقًا.
والتساؤلات التى تدور الآن معظمها عن موقف الأجهزة الأمنية التركية؛ فهى تصرح فى العلن برغبتها فى التقارب مع مصر، إلا أن كل أفعالها تخطيط وتدريب وتمويل لعمليات من العيار الثقيل ضد الدولة المصرية.
فلذلك جاء تنفيذ هذه العملية بهذه الاحترافية والمهنية العالية بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل للإخوان وتركيا وكل الأجهزة الموالية لهم.
برافو خير أجناد الأرض.
2) الانفجارات التى حدثت فى أبوظبى والتى تحدث لأول مرة هى مؤشر خطير جدًّا على أن أصابع الحوثيين أصبحت تطول كل مكان فى منطقة الخليج، لأنهم نفذوا تهديدهم بضربة قاسية فى العمق الإماراتى، بالوصول إلى مطار أبوظبى وصهاريج البترول من خلال طائرات مسيرة و12 صاروخًا بالستيًا، حسب المتداول.
إن اشتعال الحرائق فى العاصمة الإماراتية أبوظبى لأول مرة- يعطى دلالة خطيرة بأن منطقة الخليج قابلة للاشتعال فى أى لحظة من خلال أدوات إيران فى المنطقة سواء كانت جماعة الحوثى أو غيرها.
وكان البيان الصادر عن الخارجية المصرية شديد اللهجة محذرًا الحوثيين ومن وراءهم بأنهم تعدوا الخطوط الحمراء وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد مباشر للأمن القومى العربى.
ولأن الأفعال خير من الأقوال وهى التى ترد على هذا الهجوم الغادر فى هذا التوقيت المفاجئ، فإنه من المثير للتأمل أن هذا الهجوم لم يتم إلا بعد إعلان أمريكا رفع الحماية عن دول الخليج أثناء المفاوضات النووية مع إيران، وبعد أن أصبح اتجاه السياسة الأمريكية منصبًا حول الصين والمحيط الهادى وروسيا. هذه هى أولويات أمريكا فى المرحلة القادمة حتى لو ذهب الخليج إلى الجحيم.. وإلا فلماذا رفضت واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية حتى الآن؟
أقولها وأرددها مرارًا وتكرارًا (المتغطى بالأمريكان عريان).. أفيقوا يرحمكم الله.
3) أصبحت حوادث الطرق والمعديات عرضًا مستمرًا، وعشرات الشهداء توزعت دماؤهم بين الأسفلت والمياه ثمنًا للقمة العيش.
فالمعديات أصبحت قنابل موقوتة، وكل عدة أيام نسمع عن عشرات الضحايا فى حادثة لمعدية متهالكة، وكل يوم نسمع عن أكثر من حادثة على الطريق فى محافظات مصر المختلفة.
هذه الحوادث أصبحت لغزًا مستمرًا ومسلسلًا متصل الحلقات.
هذه القضية يجب التحقيق فيها مع المسئولين ومحاكمتهم، إما بتهمة الإهمال أو الفساد، فهناك أشخاص باعوا ضمائرهم لكسب الأموال، ويجب تطبيق القانون على الفاسدين والمهملين فى كل موقع وما أكثرهم!.
رحم الله شهداء لقمة العيش.
4) هناك أخبار ومعلومات عن زيارة الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون، القاهرة، قريبًا، فى أول زيارة له إلى مصر.
أعتقد أن هناك الكثير من الملفات السياسية لمناقشتها، خاصة الملف الليبى الذى تلعب فيه الجزائر دورًا محوريًا، وكذلك ملف سد النهضة الذى تسعى الجزائر فيه للقيام بدور الوسيط بدعوة الأطراف الثلاثة للتفاوض، بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية الهامة، وخاصة اللجنة المشتركة بين مصر والجزائر التى ستبحث الكثير من الشراكات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لا سيما أن الجزائر لاعب رئيسى فى شمال إفريقيا.
والحقيقة أن الجزائر لها وضع عروبى خاص، بعد رفضها التطبيع مع إسرائيل مهما كانت المبررات، ومهما تجملت الدعوات أو حملت طابعًا دينًيا كالمتن الإبراهيمى أو المتن المثلثى.. فهى بالنسبة لنا ليست بلد المليون شهيد فحسب، ولكنها امتداد حقيقى للمد القومى المصرى.
5) سرعة انتشار فيروس كورونا بمتحوراته المختلفة وآخرها أوميكرون فى العالم تثير القلق، وهنا فى مصر الوضع أيضًا مقلق، نتيجة حالة التسيب والإهمال التى صنعها عدم وجود وزير صحة متفرغ للوزارة بملفاتها المعقدة والكثيرة حتى الآن.. فالأعداد تتزايد بطريقة مثيرة للقلق، وهناك حالة صمت ولا مبالاة من المسئولين فى الوزارة مصحوبة بحالة من اللامبالاة والإهمال من المواطنين.. وهناك الكثير من القرارات والإجراءات التى تحتاج لوجود وزير صحة لاتخاذها سواء بتنفيذ صارم للإجراءات الاحترازية فى الأماكن العامة، أو بوقف الدراسة أو استمرارها، لأن الموقف يتطور بسرعة.
والسؤال الذى ليس له إجابة: هل أصبح منصب وزير الصحة فيروسًا جديدًا يتجنبه الجميع.. أم أن هذا المنصب ليس له مكان الآن على خارطة الحكومة؟!.
6) رغم أن هناك أصواتًا معارضة من بعض المذيعين الذين يحظون برفض شعبى تزعم أن قنوات مهمة مثل قنوات بى بى سى هى قنوات إرهابية أو إخوانية أو تعمل ضد الدولة المصرية، إلا أن لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، مع القناة على هامش منتدى شرم الشيخ كشف هذه الادعاءات وأسقطها، فهؤلاء المذيعون يضرون الدولة المصرية ومصالحها بسبب هذه المعلومات غير الموثقة.. ولقاء رئيس الوزراء على القناة يؤكد احترافيتها ومهنيتها.
وكشف رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أن القطاع الخاص بشركاته شريك أساسى فى التنمية، وأننا لابد أن نصل مع إثيوبيا لاتفاق ملزم فى قضية سد النهضة.. وجدير بالعلم أن رئيس الوزراء لم يلتق بأى قناة مصرية منذ فترة طويلة.
7) أطالب الدكتورة النشطة الفنانة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بتكريم الشيخ سلطان القاسمى فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب التى تبدأ أواخر يناير الجارى، فهو أحد أهم الداعمين للثقافة المصرية والعربية وعاشق يذوب فى حب مصر.
وكذلك أن يكون الدكتور جابر عصفور إحدى شخصيات قائمة شرف المهرجان كأحد رواد التنوير، على غرار تكريم اسم الراحل الكبير يحيى حقى، العام الماضى.
8 ) ما زلت أؤكد أن منتخبنا الوطنى فى بطولة الأمم الإفريقية أصبح للأسف الشديد أضحوكة بين المنتخبات، بسبب التصرفات الغريبة، التى يقوم بها المدير الفنى للمنتخب، كارلوس كيروش، الذى أهدر سمعة وتاريخ الكرة المصرية فى هذه البطولة.. والأدهى أنه فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البطولات الإفريقية أنه قام بالاعتداء اللفظى والمعنوى على جماهير الكرة المصرية العظيمة بتكبر وغرور (ما تيجى تدرب مكانى!).
ولكن الطامة الكبرى هى العقد الذى أبرمه أحمد مجاهد مع حارس المرمى كيروش، والذى يعتبر فسادًا مع سبق الإصرار وإهدارًا للمال العام، ومسمارًا فى نعش سمعة الكرة المصرية.
فهل يفلت أحمد مجاهد من المساءلة وتنفيذ القانون؟ فهو ضرب بعرض الحائط توجهات وتصريحات الدولة المصرية بالاعتماد على العناصر الوطنية.. فالمدرب الوطنى هو الأولى، وخير دليل ما فعله الكابتن الجوهرى والكابتن حسن شحاتة لأن الانتماء والروح الوطنية يساويان كنوز الدنيا.
والملاحظة التى أزفها إلى جمال علام وأعضاء اتحاد الكرة الجديد أن (كيروش أثناء عزف النشيد الوطنى المصرى كان غير مبالٍ وصامت لأنه ليس منا ولسنا منه).
9) أعتقد أن عزاء الأخ والصديق والزميل المرحوم وائل الإبراشى كان استفتاءً صحفيًا وشعبيًا على وطنيته ومصداقيته، وأنه نجح فيه بامتياز.
فالإبراشى واجه بالكلمة، وليس بالبندقية، كل أفكار الإخوان ومواقفهم وهم فى الحكم ولم يهادن ولم يصالح.
وأشكر زملائى الصحفيين المحترمين فى مؤسسة روز اليوسف العريقة الذين أقاموا هذا العزاء الذى أعطى رسالة صحفية للجماعات الظلامية التى شمتت فى وفاة وائل الإبراشى أن كل المصريين فى خندق المواجهة ضد الميليشيات الإرهابية والطيور الظلامية.
10) ستظل بطولات رجال الشرطة المصرية على مر التاريخ علامة مميزة فى مواجهة الجريمة والإرهاب والحفاظ على الأمن الداخلى المصرى.. فشهداء الشرطة الذين سقطوا ويسقطون كل يوم، دماؤهم الذكية تؤكد على الثمن الغالى الذى دفعوه ويدفعونه للحفاظ على أمن مصر الداخلى.
وكأن شهر يناير علامة فارقة للشرطة المصرية أمام الأحداث التى شهدها هذا الشهر.. ولا ننسى محاولات (أخونة الشرطة) التى رفضها كل رجال الأمن فى مصر رغم كل الإغراءات والامتيازات والحوافز المادية والأدبية، وأبوا أن يقبلوا ببيع شعب مصر مقابل أى امتيازات من الجماعات الظلامية.. لسبب بسيط أن معظم البيوت المصرية لا تخلو من ضابط شرطة أو مجند أو عسكرى.
فاحتفالات الشرطة هذا العام تأتى بطعم الضربات الاستباقية لكل الميليشيات الإرهابية بكل أشكالها وأطيافها، وخاصة ما شاهدناه فى سنوات سابقة فى احتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد. لقد نجح الأمن المصرى فى حصار هذه المخططات التى أوجعتنا وأفقدتنا الأعزاء من شهداء الشرطة الأبرار طوال السنوات الماضية من أجل أمن وأمان مصر.
فتحية لرجال الشرطة العيون الساهرة للحفاظ على أمن مصر فى عيدهم.
وصدق الرسول الكريم الذى قال (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ الله).