النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 09:15 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: جرس إنذار.. كورونا وحصانة الأخلاق

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

1) نحن ندق جرس إنذار حول انتهاك القيم بشكل عام، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاهير، فقد أصبح انتهاك الخصوصيات أمرًا يهدد حصانة القيم والأخلاق داخل المجتمع المصرى، وهى حصانة لا تعلو عليها أخرى، لأنها حصانة للوطن وللمواطن المصرى الذى هو فوق أى قانون أو دستور.

إن غياب التشريعات التى تناسب المتغيرات السريعة والشاذة فى المجتمع المصرى- أمر خطير؛ فلابد أن يكون هناك رادع تشريعى قوى، قابل للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع؛ لأن الجرائم الإلكترونية أصبحت على المشاع، وأسلحتها فى متناول الجميع من خلال الموبايل وفيسبوك وتويتر ويوتيوب وتيك توك وغيرها. هذا الخطر يصيب المجتمع والناس بقذائف الكتائب الإلكترونية ويجرى عبرها المتاجرة بأعراض المواطنين بلا حساب أو رقابة.

نحن ننبه ونحذر بأنه إذا لم يكن هناك أى إجراء قانونى سريع وحاسم، أعتقد أن آدمية أى مواطن مصرى ستكون معرضة للانتهاك، وهذا عار يجعلنا نبدو أمام العالم وكأننا شعب بلا قيم أو أخلاق.. ويبدو أنه لا أحد خارج مرمى سهام هذه الجرائم الإلكترونية، حتى إننى أخشى أن تتطاول فوضى هذه الجرائم الإلكترونية وتنتهك خصوصية تمثال أبو الهول!

2) أثار غياب وزيرة الصحة وعدم تعيين أحد فى المنصب بصورة دائمة، حالة من البلبلة لدى الرأى العام، والحكومة صامتة، رغم أننا فى أشد الحاجة لوجود شخص فى منصب وزيرة الصحة بسبب اشتداد جائحة كورونا مرة أخرى، والتى أخذت منا هذه المرة نماذج إنسانية وإعلامية وثقافية من العيار الثقيل نتيجة إصابتهم بهذا الفيروس الخطير الذى يهدد الجميع.

ففى الأيام القليلة الماضية فقط من بداية عام 2022 فقدنا الدكتور جابر عصفور والكاتب الصحفى إبراهيم حجازى والمستشارة تهانى الجبالى والفنانة الراقية مها أبو عوف والفنان أحمد الحجار والإعلامى الكبير وائل الإبراشى الذى عانى من آثار كورونا لمدة عام، فهم دفعوا – ومعهم العديد من المواطنين- حياتهم بسبب هذا الفيروس اللعين.

فهل نحن أمام عدم وجود نظام صحى حقيقى ومنضبط؟ وهل هو السبب فى زيادة أعداد الوفيات مرة أخرى، وفقدان هذه القامات الفكرية فى أيام معدودة؟ سؤال يجب أن ندرسه ونجيب عنه.

وهل نعزى الناس على فقدان أحبائهم أم نعزيهم لعدم وجود وزير للصحة يتابع انضباط المنظومة الصحية؟ ومن يحاسب من؟.

3) منتدى الشباب أصبح منصة دولية واقعية وعملية على أرض مصر، اعترفت به لجان الأمم المتحدة، وأصبحت هى والاتحاد الأوروبى مشاركين فى وقائع هذا المنتدى الشبابى الذى يجمع شبابًا ونماذج من كل دول العالم، باختلاف أفكارهم وآرائهم ومبادراتهم. ولكن السؤال: كيف تستفيد مصر من هذا الحدث الشبابى العالمى؟

ولذلك نقترح أن يكون هناك مؤتمر سنوى خاص بالشباب الإفريقى.. لأن إفريقيا هى البوابة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية فى المرحلة القادمة.. ودليلى على ذلك هو الصراع العلنى والخفى الذى يدور بين أمريكا والصين وروسيا على كيفية نهب ثروات القارة الإفريقية العظيمة.

فهل ننجح فى إقامة هذا المؤتمر «منتدى شباب إفريقيا»؟ وليكن مثلًا تدريبًا افتراضيًّا، فى ظل جائحة كورونا، لآلاف المدرسين الشباب فى مجال التعليم وكذلك الشباب فى مجال الأعمال وهكذا؟!.. حتى يكون الشباب لاعبًا حقيقيًا فى تنمية إفريقيا.

وهذا التواصل يعطى مؤشرًا خطيرًا على أن مصر عادت إلى إفريقيا بعد سنوات طويلة لتكون حائط الصد لمنع إسرائيل والدول الكبرى من أن تكون القارة السمراء فريسة لهم اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا.

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

4) بلاغ لمن يهمه الأمر..

منطقة الصحراء الغربية خارج اهتمام الدولة والحكومة بسبب زرع ملايين الألغام منذ الحرب العالمية الثانية.. حتى قيل إن مصر بها 25% من الألغام المزروعة فى العالم.

ونتيجة التغيرات المناخية ونشاط الكثبان الرملية أصبحت هذه الألغام تنتقل من منطقة إلى أخرى.

فلذلك نطالب الحكومة بضرورة مطالبة دول الحلفاء بخرائط تواجد الألغام، حتى يتم الكشف عنها وتطهير الصحراء الغربية منها، والاستفادة منها فى التنمية المستدامة من خلال استصلاح ملايين الأفدنة من الأراضى الزراعية واستغلالها أيضًا فى أغراض السياحة والكشف عن الموارد من الغاز والبترول والثروات المعدنية المدفونة فى هذه المنطقة الاستراتيجية.

فبعد 80 عامًا.. نضع هذا الاقتراح والملف المهم على مائدة الرئيس والحكومة المصرية.. فالألغام تتحرك ونحن ثابتون.

5) أعجبتنى التصريحات النارية من صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميرونى لكرة القدم، الذى اعتز بالقارة الإفريقية، وأصر على إقامة الدورة الإفريقية رغم أنف الاتحاد الدولى وأوروبا.

لا يهم ما يحدث فى البطولة بعد ذلك، فمجرد انطلاقها وإقامتها فى موعدها هو انتصار حقيقى للشعب الإفريقى رغم أنف الأوروبيين ورئيس الاتحاد الدولى الذى جلس فى المقاعد الخلفية وليس الأمامية.. وهو رد فعل حقيقى بأن إفريقيا تعتز بثقافتها وسكانها الذين يشكلون قارة من أكبر قارات العالم وأقدمها.

هكذا يكون رئيس اتحاد كرة القدم، فهذا الكاميرونى نجم منتخب بلاده السابق استعاد كرامة المنظومة الرياضية فى إفريقيا، وليس على شاكلة أحمد مجاهد ورفاقه الذين أساءوا لمنظومة الكرة المصرية، وحتى الآن لم يتم محاسبتهم على الخلل الذى أصاب المنتخب القومى.. ولأن الشعب المصرى عاشق لكرة القدم ويتعامل بشكل عاطفى استثنائى لا وجود له كثيرًا فى بلدان أخرى، فهو دائمًا يدفع فاتورة فساد اتحاد الكرة.

وكما أعلنت العدد الماضى بأننى أتوقع أن يكون أداء منتخبنا فى الدورة الإفريقية ليس على اسم وحجم وتاريخ مصر الرياضى، جاءت تصريحات اللاعب الذى تباركه السماء محمد صلاح لتؤكد ذلك، عندما قال «لا أعتقد أن مصر مرشحة لحصد البطولة».. ولكن نسألكم الدعاء، ففى عالم كرة القدم كل شىء وارد.

6) بين الحدود الجنوبية والغربية لمصر.. ماذا نحن فاعلون فيما يجرى فى الشارع الليبى والسودانى؟

فالأحداث سريعة وغير متوقعة ومفاجئة للجميع.

والأمر هنا ليس تدخلًا خارجيًا فى الشأن السودانى والليبى، فالشعب الليبى والسودانى هما صاحبا القرار الأول، ولكنه دعوة للتوحد والاتفاق من أجل إنقاذ البلاد والعباد.. حتى لا تتكرر المأساة فى عمق الأمن القومى المصرى.

7) لم يكن غريبًا قيام الفرق الإلكترونية الإخوانية والسلفية، هذه القوى الظلامية، بالشماتة فى موت الدكتور جابر عصفور، والمستشارة تهانى الجبالى، والإعلامى وائل الإبراشى، فقد عودونا على هذا السقوط والتدنى ضد كل قمة ترحل لم تخضع لمخطط الأخونة.

فالدكتور جابر عصفور كان ينادى ويرفع شعار (الدولة المدنية وليس الدولة الدينية)، والمستشارة تهانى الجبالى قالت لمرسى (أنت غير مؤهل لقيادة مصر) داخل المحكمة الدستورية.

وكان برنامج الحقيقة لوائل الإبراشى كاشفًا للمستور فاضحًا لعورات كل الفرق الظلامية والإرهابية.

فليس مستغربًا عليهم أن يقوموا خلال الساعات الماضية بحملات إلكترونية (شماتةً فى الموت).

ولكن عليهم أن يعلموا أن الموت ليس انتقامًا إلهيًا بل هو مكتوب على كل المخلوقات.. وإلا.. فهل الإخوان محصنون ضد الموت؟!.