النهار
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:47 مـ 26 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مجلس جامعة مدينة السادات يعلن الفائزين بجوائز الجامعة لعام 2023/ 2024 بحوزتهم أسلحة ومخدرات.. مقتل 3 عناصر إجرامية خلال مداهمة أمنية كبرى في قنا بهدف إيشو.. الزمالك يتقدم على بلاك بولز بهدف نظيف بالشوط الأول مبابى وبيلينجهام يقودان تشكيل ريال مدريد ضد ليفربول محمد صلاح يتصدر تشكيل الريدز أمام ريال مدريد في دوري الأبطال المصري يفتتح مشواره في مجموعات الكونفدرالية بثنائية أمام إنيمبا بحضور محافظي السويس وبورسعيد محافظ الدقهلية يعتمد المخططات التفصيلية لعدد 14 قرية دار الإفتاء المصرية تشارك في قافلة دعوية إلى شمال سيناء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف محافظ الجيزة يثمن جهود جامعة الأزهر التنموية ويشيد بدعمها الطبي للمبادرات الرئاسية ناصر ماهر وأحمد حمدي يدعمان الزمالك من مدرجات ستاد القاهر فرصة للشراء.. اقتصادى يكشف: انخفاضات في أسعار الذهب قريبًا مظاهرات قرب مقر إقامة نتنياهو بالقدس المحتلة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: حصاد 365 يومًا فى عام 2021

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

(1)

المواطن المصرى بطل العام

مع آخر أيام العام 2021 لا بد من شهادة حق للمواطن المصرى؛ فهو بطل العام بلا منافس بعد أن تحمل ضغوطات اقتصادية كبيرة، وهو أمر لا يمكن أن يجادل فيه أحد حتى المؤسسات الدولية اعترفت به فى حصاد 2021.. وإذا كان الاقتصاد المصرى بشهادة هذه المؤسسات انتقل من حافة الإفلاس إلى ثالث أكبر اقتصاد عربى فإن هذه المعجزة بفضل المواطن المصرى.

فحسب التقارير الدولية عن حصاد 2021 حل الاقتصاد المصرى ثالثًا بين أقوى 5 اقتصادات عربية.. بناتج محلى إجمالى تجاوز 390 مليار دولار.. وهناك توقعات للعام تشير بمزيد من التعافى والتقدم فى عام 2022 مع استمرار صمود المواطن المصرى وتحمله فاتورة الإصلاح والغلاء رغم جائحة كورونا ولا يتوقف حصاد ملف العام 2021 عام المواطن المصرى على الجانب الاقتصادى، بل طال الأمر كل الملفات.

(2)

هزيمة الإرهاب ونهاية الإخوان

إلى جانب المواطن المصرى، حرصت مصر وقيادتها على دعم منظومة الأمن والاستقرار وسط حدود إقليمية وظروف دولية شديدة الاضطراب والقلق، سواء على الحدود الشرقية فى سيناء أو الحدود الغربية مع ليبيا أو الجنوبية مع السودان أو فى الشمال مع دول البحر المتوسط، فضلًا عن أزمة سد النهضة التى لا يزال ملفها مفتوحًا.

ومن هنا كان العمل على محورين، الأول يخص قواتنا المسلحة والآخر يخص جهاز الشرطة، وقد تابعنا جميعًا التدريبات والمناورات العسكرية ورفع الجاهزية القتالية للجيش، وهى رسائل ردع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومى، خصوصًا مع تصاعد التهديدات التى تمس الأمن القومى فى السنوات الأخيرة وهى كثيرة ومتعددة، فقد نفذت قواتنا المسلحة نحو 33 مناورة وتدريبًا عسكريًا على كافة الاتجاهات الاستراتيجية داخل البلاد، وتعاونت مع جهاز الشرطة فى هزيمة الإرهاب ووضع نهاية لجرائم الإخوان.

فرأينا التنظيم الدولى للإخوان يترنح ويتراجع إعلامه الذى تم إنفاق المليارات عليه لنشر الفوضى والشائعات فى مصر، ويمكن أن نقول بكل ثقة إن تنظيم الإخوان الإرهابى كانت نهايته فى عام 2021 وإن عام 2022 ربما يشهد محاولات إحياء للتنظيم الميت.

وقد تم هذا النجاح للأمن بضرب قمة الهرم التنظيمى فى الإخوان، وتجفيف منابعه الاقتصادية والعسكرية فى سيناء وفى كل محافظات مصر.

(3)

نظرة مرورية لقاهرة المعز

ولأن الشىء بالشىء يُذكر فإن الملف الأمنى يحتاج فى قاهرة المعز لتفكير خارج الصندوق بشأن التكدس المرورى الذى من أسبابه توسيع المحور وإنشاء عدد من الكبارى والطرق لا تزال لم تكتمل، ولكن هذا لا ينفى ضرورة وحاجة القاهرة وشوارعها فى عدة مناطق لحلول علمية وفورية، لأن عذاب الانتظار الطويل للمواطنين داخل السيارات يفسد أشياء كثيرة تتعلق بإحساسهم بما حققته الطرق والكبارى من راحة لهم فى حياتهم وتحركاتهم، والأمر ينطبق على بقية المحافظات حيث إن مشروعات الطرق والكبارى بحجمها وتأثيرها لابد أن يشعر المواطن بأثرها، خاصة أنها تكلفت المليارات.

(4)

سياسة خارجية متميزة

شهد العام 2021 وكالأعوام السابقة منذ ثورة 30 يونيو 2013 نجاحات كثيرة، من السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، وكتيبة السفراء بالوزارة التى تفوقت على نفسها فى إدارة ملفات معقدة مع القوى الدولية والإقليمية ساهمت فى ارتفاع أسهم مصر وتزايد تأثيرها ونفوذها.

وقد تجسد هذا العام تحديدًا وقت العدوان على غزة ومعالجة آثاره وتداعياته بدور بارز للدبلوماسية المصرية والمخابرات العامة فى جولات مكوكية أوقفت النار والدمار هناك، كما تواجدت مصر فى كل المحافل الدولية والنزاعات الإقليمية كقوى مؤثرة فى إفريقيا وإقليم البحر المتوسط وكذلك الملفات الدولية، وهذا أمر لا يأتى من فراغ بل كان خلفه رجال كثيرون فى الدبلوماسية المصرية العريقة، وخبرة ورؤية أعضاء جهاز المخابرات العامة خير أجناد الأرض.

وبالرغم من أن ملف سد النهضة يلوح فى الأفق كل فترة، فقد نجحت الخارجية المصرية بامتياز وتفوقت على نفسها فى ملف "الهجرة غير الشرعية" فى البحر المتوسط واحتواء اللاجئين الذين وصل عددهم إلى 5 ملايين شخص يعاملون كمواطنين مصريين، وهذا لم يحدث من قبل.

(5)

أبطال المواجهة مع كورونا

لا يمكن لأى مراقب أو محلل أن يتجاهل إدارة ملف كورونا سواء عبر القيادة السياسية أو اللجنة العليا لإدارة الأزمة أو عبر وزارة الصحة التى كان من سوء حظها أن ينتهى العام بقضية فساد فى الوزارة لا تزال التحقيقات جارية بشأنها، ورغم هذا فإن إدارة هذا الملف والنجاح فيه تعود إلى الدور الذى قام به د. محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس السيسى للشئون الصحية، أو حتى وزيرة الصحة التى لا يزال موقفها حتى الآن محاطًا بالغموض.

وبالطبع فإن جيش مصر الأبيض من الأطباء وقطاع التمريض هم أبطال المواجهة مع كورونا، وقد دفعوا الثمن عن قناعة ورضا؛ فسقط منهم شهداء ولا يزالون مستمرين فى أداء دورهم البطولى مع استمرار الجائحة التى نتمنى أن يكون عام 2022 هو نهايتها.. مع التمنيات لهم بالتوفيق والسداد.. ومطالبتى المستمرة بأن يصدر تشريع يضم شهداء ومصابى الجيش الأبيض إلى صندوق تعويض شهداء القوات المسلحة والشرطة ومعاملتهم فى المعاشات أسوة بشهداء ومصابى القوات المسلحة والشرطة.

(6)

الثقافة فى زمن الوباء

رغم كل ما أحدثته جائحة كورونا من تأثير فى المحافل الثقافية نجحت وزارة الثقافة، عبر وزيرتها، فى تطويع التكنولوجيا لخدمة الثقافة؛ فرأينا تنظيمًا مختلفًا للمعرض الدولى للكتاب سواء فى عرض الكتب أو نظام الدخول بالحجز الإلكترونى المسبق، وتم إنقاذ المعرض من شبح الإلغاء، كما استمرت الفعاليات الثقافية عبر دار الأوبرا وقصور الثقافة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، ورغم تأجيل المعرض عدة شهور فإنه أقيم فى مكانه الجديد خلال 2021 وحقق نجاحًا كبيرًا سواء فى التنظيم أو عدد الزوار. وتشير الأنباء والاستعدادات إلى عقده فى موعده فى العام 2022 وهذا شىء جيد وسيكون نجاحًا لوزارة الثقافة ومكسبًا للثقافة فى مصر والعالم العربى.

(7)

ماذا فى جعبة وزير السياحة؟

نجح وزير السياحة الدكتور خالد العنانى فى إقامة عدة مواكب ترقى إلى الأساطير أبرزها موكب الموميات من التحرير للمتحف الجديد وافتتاح طريق الكباش وافتتاح المؤسسات السياحية الجديدة فى العاصمة الإدارية، وقد ساعد النجاح الأمنى فى هزيمة الإرهاب ونشر الاستقرار فى جذب مزيد من السائحين؛ فكان عاملًا قويًا ودافعًا لينجح وزير السياحة فى زيادة عدد السياح؛ حتى إننا شاهدنا لأول مرة منذ بداية الإرهاب والوباء فنادق الغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها مشغولة بالكامل، فضلًا عن زيادة السياح فى الساحل الشمالى الذى شهد اهتمامًا غير مسبوق بتنميته عبر شبكة طرق تليق بمصر ومكانتها.

(8)

الوزارة المليارية

من الأحداث المهمة فى حصاد 2021 تراجع كوارث القطارات وهذا لا يمكن حدوثه بسهولة، فخلفه أمور مهمة لا تتوقف فقط عند تحديث القطارات والمزلقانات والأسوار وكشف المخدرات على السائقين لكنها تتجاوز ذلك إلى تطهير الوزارة من الإخوان بعد أن كانت شبكة خفية بالمئات داخل هذا المرفق الحيوى، وهو الأمر الذى استلزم تشريعًا مهمًا يتضمن فصل الموظف الذى ينتمى لجماعة إرهابية دون اتخاذ الإجراءات التأديبية التى كانت تعوق تطهير المرفق، ناهيك عن أن هذه وزارة مليارية، ويكفى فقط ذكر أمثلة عابرة حول حجم بعض المشروعات، فقد تم الانتهاء من تنفيذ مشروعات بأطوال 5000 كم وبتكلفة 127 مليار جنيه، كما تم تنفيذ 857 كوبرى ونفقًا بإجمالى تكلفة 120 مليار جنيه، وقائمة طويلة من المشروعات التى تبلغ تكلفتها مبالغ مليارية سوف يكون لها انعكاس كبير على التنمية وتشجيع الاستثمارات، ولكن من المهم حمايتها والحفاظ عليها من خلال إدارة تنعكس على المواطن وحركته وصورة مصر الجميلة التى نتمناها جميعًا.

(9)

اعتراف عالمى بالمشروعات الكبرى

أصبحت المشروعات الكبرى حديث الشارع العربى من مسئولين ومنظمات وأفراد .. فالجميع يتساءل: ماذا يحدث فى مصر؟.. فرغم معاناة المواطن المصرى بطل العام وتحمله الغلاء والوباء وفاتورة الإصلاح فإن المشروعات الكبرى شكلت أهم سمة من سمات هذا العام فى مسيرة انطلقت بعد الخلاص من حكم الإخوان عام 2013 ومستمرة بقوة حتى الآن، وقد شاهدنا جميعًا إحياء مشروع توشكى وهو مشروع ضخم كان للدكتور كمال الجنزورى دوره المهم فيه؛ ولذا ذكره الرئيس السيسى بالاسم، ولا يمكن أن نغفل عن إنجاز مصرى مهم تحدث عنه العالم أجمع وهو فوز مصر بأربعة مشروعات مصرية فى مسابقة التحكيم العالمية لـ أفضل أعمال إنشائية فى العالم لعام 2021، وذلك بمشاركة 21 دولة فى 18 مجالًا مختلفًا فى صناعة التشييد والبناء، وجاء نصيب مصر من الفوز بحصد جوائز 4 مشروعات ضمن قائمة ضمت 30 مشروعًا فائزًا، ومن هذه المشروعات محطة معالجة مياه صرف بحر البقر ومترو الأنفاق الخط الثالث ومبنى مجلس النواب بالعاصمة الإدارية.

(10)

محمد صلاح وكيروش واتحاد الكرة

أم عن الحصاد الرياضى لعام 2021 فى مجال اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم فقد واصل نجم ليفربول محمد صلاح تألقه بتسجيل المزيد من الأهداف وحصد المزيد من التكريمات والألقاب، فى حين خيب المنتخب الوطنى خلال العام كل الآمال سواء مع حسام البدرى أو كيروش أو من سبقهما، فقد شهد العام تولى ثلاثة مدربين تدريب المنتخب دون تحقيق أى بطولة أو إنجاز، وفى الأوليمبياد أيضًا لم يكن الحصاد مشرفًا سوى فى بعض الألعاب الفردية، حيث حصدت البعثة المصرية فى أولمبياد طوكيو 6 ميداليات، منها ذهبية فريال أشرف فى الكاراتيه والميدالية الفضية لأحمد الجندى فى الخماسى الحديث و4 ميداليات برونزية عن طريق هداية ملاك لاعبة التايكوندو وسيف عيسى بطل التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو بطل المصارعة، وجيانا فاروق لاعبة الكاراتيه، وهى كما ترى كلها ميداليات فى لعبات فردية ليس بينها أى لعبة جماعية، وإن كان فريق كرة اليد هو الأفضل بين كل فرق الألعاب الجماعية.

ولابد من وقفة مع اتحاد الكرة رغم إطلالة العام الجديد 2022 وأن تكون هناك محاسبة وشفافية وفتح ملفات فساد اللجان المؤقتة التى أدارت الاتحاد؛ حتى تستعيد منظومة كرة القدم وضعها الطبيعى بعد تراجعها فى كأس العرب بالدوحة، لأن شعب مصر وكل الجماهير والبيوت المصرية أصابهم الحزن بسبب المشهد المأساوى للمنتخب فى قطر وإهدار ملايين الجنيهات التى ذهبت هباءً نتيجة عدم الالتزام والأداء السيئ، فالأخطاء واردة، ولكن عدم المبالاة وعدم المسئولية فيروس جديد أصاب الكرة المصرية واتحاد الكرة يجب استئصاله مبكرًا.

(11)

إنجازات قطاع البترول مشرفة

تطالعنا كل يوم اكتشافات وافتتاحات جديدة سواء بترولية أو غازية أو بتروكيماوية، وهو ما يؤكد أن منظومة العمل فى قطاع البترول برئاسة المهندس طارق الملا وكتيبة العاملين معه، هى رأس الحربة فى تحقيق اكتفاء مصر الذاتى من الطاقة التى أصبحت مثار صراع بين دول العالم.

كل عام ومصرنا بخير وأنتم جميعًا بكل خير.