أسامة شرشر يكتب: موسم الشائعات قبل 25 يناير
نحن ننبه ونحذر من الآن بأن موسم الشائعات قبل 25 يناير قد بدأ يبث هجماته وشائعاته باستخدام العقول الإلكترونية والأدوات المصرية والعناصر الخارجية، وكأنه ماراثون سنوى يتحالف فيه كل الأقزام والجماعات الظلامية للنيل من سمعة مصر داخليًا وخارجيًا، لإحداث نوع من الإرباك والارتباك فى المشهد المصرى وبث بذور الفتنة الإلكترونية من خلال المواقع والقنوات مدفوعة الأجر، وخلق حالة من القيل والقال ومحاولة اختراق المجتمع المصرى لزرع عدم الثقة فى قيادته أو القوات المسلحة، وهى لعبة قديمة حديثة مارستها الجماعات الظلامية منذ نشأة الإخوان عام 1928 إبان الاحتلال الإنجليزى لمصر، حيث كانوا إحدى الأدوات الفاعلة فى محاولة تشويه صورة مصر؛ لأنهم لا يعنيهم الأوطان ولا الحدود، ولكن كل الذى يعنيهم هو الحكم والسلطة ومشروع الخلافة المزعوم الذى لا يرتبط بأرض أو مكان أو زمان.
وليست هذه مجرد كلمات ولا أستطيع أن أنسى ولا أنت تنسى أيها الشعب العظيم ما قاله مهدى عاكف فى أحد لقاءاته الصحفية والتليفزيونية وببجاحة (طظ فى مصر!).
فلذلك هم يجهزون الشائعات والأكاذيب والكتائب الإلكترونية، التى تخطط لهذا الموضوع فى الداخل وفى الخارج لخلق حالة من التشكيك والفوضى واللعب على وتر معاناة المواطن المصرى العظيم من ارتفاع الأسعار.. لمحاولة تشويه خير أجناد الأرض من رجال القوات المسلحة والزعم بأنهم يتدخلون فى كل شىء وبث المزيد من الشائعات مع اقتراب ذكرى 25 يناير.
وهذه ورقة تم استخدامها من قبل من خلال المقاول الهارب محمد على، ولكن الشعب المصرى بوعيه أجهز على مخططاتهم، وكان رد فعله أقوى من محمد على ومن وراء محمد على؛ حتى أصبح كارتًا محروقًا من بعض القنوات مثل (الجزيرة وأخواتها).
ولكن لا بد من أن نعترف بأن الإعلام المصرى أصبح رد فعل لما يقال ويُنشر، وليس فاعلًا من خلال نشر الأحداث بمنتهى الشفافية والمصداقية وخلق ثقة بين المواطن وإعلامه.. لأن الإعلام فى محتواه ومضمونه يجب أن يكون فى النهاية (إعلام المواطن).. وهذا لن يتأتى إلا بسرعة إصدار قانون تداول المعلومات حتى نسابق كل المشاريع والمخططات الظلامية فى الداخل والخارج، ونتعامل معها بمهنية وموضوعية بعيدًا عن لعبة الشتائم والسباب بلا وعى أو معلومة أو مستند؛ لأن ذلك يفقد الإعلام مصداقيته.
فلذلك يجب أن يكون هناك رؤية وفكر وخطة إعلامية خاصة لمواجهة الشائعات والأكاذيب؛ لأنها من أخطر الأسلحة المؤثرة على الروح المعنوية للمواطنين بإحداث نوع من عدم الاستقرار وإثارة البلبلة لدى الرأى العام ونشر الإحباط مستخدمين أسلحتهم الفتاكة من خلال استغلال التطور التكنولوجى السريع والسوشيال ميديا.. وكما قلت مرارًا وتكرارًا إن (الآلة الإعلامية الآن أصبحت أخطر من الآلة العسكرية) لأنها تضرب الهوية والشخصية المصرية فى مقتل.
ولا بد أن نقول إن هناك علاقة طردية بين الإنجازات التى تحققها الدولة وزيادة حجم الشائعات والأكاذيب، إلا أن المواطن المصرى الذكى بفطرته يميز كل ذلك ويفرز ما هو إيجابى وما هو سلبى، ويجب أن نحترم عقليته التى لا يمكن الاستخفاف بها تحت أى مسمى.. حتى لو كان يعانى مما يسمى الأمية الإلكترونية فإنه يعى ويدرك ما يدور حوله فى الداخل والخارج، لأن فطرته فطرة اختصها الله فى هذا المواطن الذى يكون أكثر وعيًا ونضجًا وثقافة وإدراكًا من كل المدعين الجدد.
إذن يجب أن تكون هناك خطة إعلامية حقيقية باستخدام وسائل التواصل الإلكترونية والتركيز عليها وكذلك السوشيال ميديا بمنصاتها المتعددة كفيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب وغيرها؛ لأنه بتحليل بسيط للهدف من الشائعات، نجد أن هذا الهدف هو النيل من العقل والفكر والخيال والوجدان (للخصوم) وتضليل الرأى العام، وزرع الفتن وبث الرعب وتصدير ما يُسمَّى (القلق الاجتماعى) وزعزعة الأمن والتشكيك فى النظام والحكومة والمؤسسات.
ولعلاج كل هذا لا بد أن تكون هناك آليات وخطوات إعلامية قابلة للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، وأظن أن أهمها هو الاهتمام بإعلام الدولة (ماسبيرو) لأنه إعلام المواطن الذى يثق فيه.. وعودوا للتليفزيون فى الخمسينيات والستينيات، تجدوا أنه كان مصدرًا حقيقيًّا للمعلومة.. وأقولها إن التليفزيون والإذاعة المصريين، وخاصة إذاعة صوت العرب، لعبا دورًا حقيقيًّا قبل ظهور التواصل الاجتماعى وكانا صوتًا لحركات التحرر العربية والإفريقية بل العالمية من خلال الإذاعات الموجهة.. لأنه كان هناك خطة ورجال قادرون على توصيل المعلومة للمواطنين.
ومن الضرورى فى هذا الصدد الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والمسئولين فى إبراز الحقائق للرد على الشائعات فى حينها.. ولا بد أن يعود للمشهد الإعلامى المصرى العناصر الوطنية من الباحثين المتخصصين ومن رجال الإعلام والصحافة الحقيقيين حتى نرد بالأدلة والمستندات والحقائق، لأننا فقدنا رموزًا ساهمت فى بناء الوعى الحقيقى مثل الدكتور عبدالقادر حاتم وعصره.
وأقترح أن يتم تخصيص برنامج فى التليفزيون الرسمى ويُبث أيضًا على القنوات الخاصة يُسمَّى مثلًا (حقائق وأكاذيب) يستخدم فيه كافة التقنيات الحديثة والكوادر المهنية الحقيقية لتحليل الشائعات والأكاذيب والرد عليها فورًا.. وكذلك عمل بروموهات وفيديوهات خاصة بالمشروعات مع الاستعانة بالأرقام والصور والحقائق، وهذا يصنع ثقة ويقلل الفجوة بين المواطن والإعلام.. بدلًا من (إعلام الروبابيكيا) الذى يسىء للمواطن وللدولة المصرية.
والحقيقة أن حقيبة وزارة الإعلام المهمة والخطيرة فى هذا التوقيت أصبحت عبئًا على المواطن والدولة؛ لأن من يتقلدونها لا يفهمون دورهم السياسى والإعلامى فى تشكيل لجان إعلامية وتأسيس كوادر مهنية والاستعانة بخبراء متخصصين لاستعادة دور مصر الإعلامى الذى فقدناه بفعل فاعل، حتى أصبح البعض يدعى أن الإعلام المصرى يُدار تليفونيًّا وهذه ليست حقيقة ولكنه يُدار بالعقل والفكر من وطنيين مخلصين.
وأخيرًا.. تبقى كلمة.. انتبه أيها الشعب العظيم.. فأعتقد أن هناك خطة شيطانية وظلامية من جماعات الظلام لإنهاك الشرطة بمناسبة أعياد الميلاد ومحاولة فعل شىء لإثبات الوجود حتى ولو للشو فقط وهو أمر يجب ألا نغفل عنه.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.