أسامة شرشر يكتب: الموجة القاتلة.. الهند تدق ناقوس الخطر
لا شك فى أننا نعيش أسوأ فترة فى تاريخ العالم، وأن ما يجرى فى الهند يدق ناقوس الخطر للجميع، ويعلن أن فيروس كورونا هذا الوباء المجهول أصبح يهدد البشرية كلها من خلال تحوراته الجديدة وأشكاله المتعددة التى تصيب الإنسان فى كل مكان.
لقد أصبح العالم فى سباق مع الزمن لمواجهة هذا الفيروس اللعين، بعدما وصل عدد الإصابات فى الهند إلى أعلى مستوى فى العالم بمعدل 400 ألف حالة يوميًّا، وإصابات إجمالية تجاوزت الـ20 مليون مواطن هندى، رغم أن الهند من البلدان المتقدمة تكنولوجيًّا وصحيًّا وبحثيًّا، بل قامت بتصنيع اللقاح محليًّا، ولكن نتيجة الاستهتار واللامبالاة والاحتفال بالأعياد الدينية فى تجمعات كبيرة بسبب العادات والتقاليد أصيب المواطن الهندى فى مقتل، ودخلت الهند فى كارثة لا تعرف كيف تتجاوزها.
ونحن فى مصر، ما زال المستهترون يستخفّون بفيروس كورونا وهناك حالة غريبة من اللامبالاة وثقافة عامة لدى الغالبية من الناس بأنه لا يوجد فيروس أصلًا، وهذه هى الكارثة الكبرى، رغم كل التحذيرات والإجراءات الاحترازية التى أقرتها الدولة والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، التى كُتب عليها الجهاد فى مواجهة أسوأ فيروس بالعالم فى العصر الحديث.. فهى تكافح وتقاوم مع كتيبة وزارة الصحة والأطباء والتمريض والإسعاف والفنيين والعاملين فى كل مستشفيات مصر، لحصار هذا المرض اللعين.
ولكننا نجد على الجانب الآخر، بعض المواطنين يقومون بتزاحم غير عادى فى الشوارع والميادين والأسواق وداخل وسائل النقل، خصوصًا المترو والأتوبيسات، ولا أحد مهتم حتى أن يرتدى كمامة أو يترك مسافة للتباعد، وكأن فيروس كورونا لا وجود له فى مصر.. وهذه هى الطامة الكبرى التى علينا مواجهتها والقضاء عليها بالحسم والصرامة فى تطبيق القانون.
ولا أنسى فى ليلة بكى فيها المرضى، عندما حدث عطل فنى فى تانك الأكسجين بمستشفى سرس الليان، كيف كان الفزع هو سيد الموقف.. إلا أن الوزيرة هالة زايد استطاعت مع الدكتور فيصل جودة، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، وبناءً على تعليمات المحافظ النشط اللواء إبراهيم أبو ليمون، أن يواجهوا الأزمة قبل حدوث الكارثة.. وينقلوا حالات مرضى كورونا خلال ساعات معدودة إلى المستشفيات المجاورة ويجنبونا كارثة لا قدر الله.. واستطاع الدكتور أسامة الشلقانى والدكتور سيد زهران التعامل بحرفية ومهنية فى نقل المرضى.
ومن هذا المنبر، أطالب الدكتورة هالة زايد التى لا تتوانى ولا تتأخر دومًا عن تسخير كافة إمكانيات وزارة الصحة لخدمة المرضى والمواطنين، بأن يتم تغيير تانك الأكسجين بمستشفى سرس الليان، والذى لم يتم تطويره أو تحديثه منذ عام 1997 حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى.
وأعتقد أن الدكتورة هالة زايد واللواء إبراهيم أبو ليمون لن يتوانيا لحظة واحدة عن توفير الإمكانيات المادية التى تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه لتحديث تانك الأكسجين الذى يعتبر رئة ومصدر حياة مرضى كورونا والحالات الحرجة.
وأطالب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بأن تكون إدارة الأزمة فى المرحلة القادمة على مستوى الحدث والطوفان والوباء الذى يصيب العالم كله، ويضرب أعتى النظم الصحية، وأن يتم فرض حظر كلى خلال الأسبوعين القادمين؛ حتى نطمئن على سلامة المواطنين، ونحافظ على حياتهم، وأن تكون هناك قرارات فورية وحازمة لمنع التجمعات فى هذه الفترة، خصوصًا الأفراح فى الأعياد، والمآتم، والاحتفالات بالعيد فى الأماكن العامة، لأن هذا المرض لا يفرق بين هذا وذاك.
ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.