أسامة شرشر يكتب: المال السياسى.. ويسألونك عن الكرتونة!
هناك حالة قلق وغضب شديد داخل الشارع المنوفى خاصة والشارع المصرى عامة من عودة ثقافة الكرتونة الانتخابية، حيث يلعب المال السياسى لعبته فى محاولة شراء كرسى البرلمان لأهداف مشبوهة.. لقد ظل المال السياسى يشوه تجربتنا السياسية لسنوات طويلة وهو سبب من أسباب الغضب الشعبى وآفة من آفات الممارسة السياسية التى تخلصنا منها بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
ولكن المشهد العبثى ها هو يحاول العودة من جديد ليفرض نفسه فى ماراثون الانتخابات البرلمانية التى تحدد بوصلة المواطن وحقه الدستورى والقانونى فى اختيار من ينوب عنه ليحصل على حقوقه الدستورية من الخدمات العامة، وخاصة الصرف الصحى ومياه الشرب والطرق والكهرباء، وهى خط أحمر للمواطن الذى يدفع من قوت يومه نتيجة لارتفاع الأسعار والمصالحات حتى يحظى بخدمة آدمية وخاصة فى الصرف الصحى.
ناهيك عن عدم وجود اعتمادات كافية فى المستشفيات وعدم وجود أجهزة تنفس صناعى داخل وحدات العناية المركزة، وهذا يسبب حالة من الاستياء لدى قطاع كبير من المواطنين، وخاصة محدوى الدخل، بالرغم من محاولات محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبوليمون الذى حصل على 100 مليون جنيه لإعادة تطوير وهيكلة المستشفيات الحكومية داخل محافظة المنوفية التى تصرخ من قلة الإمكانيات وانتهاء صلاحية بعض الأجهزة، وكادت المشكلة تجد طريقها للحل، ولكن جاء القرار الذى يفرض أن يتم التعاقد من خلال هيئة الشراء الموحد، فتوقفت قاطرة الإصلاح الإدارى فى المنوفية التى تعانى من ضعف شديد فى الإمكانيات على كل المستويات، والذى يدفع فاتورة هذا هو المواطن.
ورغم تحمل أبناء المنوفية والشعب المصرى هذه الفاتورة الباهظة على أمل أن يأتى الخير نتيجة الصبر والتحمل فوجئ المواطن العادى بسيل من الأموال السياسية لا يعرف مصدرها أو قبلتها تدخل الميدان وساحة الانتخابات متجاوزة كل عقل ومنطق، فضلًا عما يحدده القانون والهيئة الوطنية للانتخابات من حجم الإنفاق على الدعاية الانتخابية؛ حتى بات المواطن يتساءل علنًا: لماذا هناك بذخ وإسراف غير عادى فى الإنفاق على الانتخابات البرلمانية؟
ما الذى سيحصده هؤلاء اللاعبون والعابثون بالوطن والمواطن من وراء المقعد البرلمانى والحصانة؟
ولأن الشعب يعرف الصالح من الطالح والشريف من الفاسد فإنه يشاهد عبث المال السياسى باندهاش واستغراب من أولئك المتاجرين بأزماته واحتياجاته.
ورغم هذا يبقى الشعب هو المعلم، وسيلقن الجميع درسًا فى اختياراته، وسيتصدى لهذه المؤامرات التى تسببت من قبل فى كوارث وتريد أن تعود لتتسبب فى كوارث أكبر، لكن الله ونحن ومعنا كل شريف ومحب لهذا الوطن سنتصدى لهذه الجريمة.. وعلى الله قصد السبيل.
«إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
فثقتى فى أهل دائرتى وفى مواقفهم العظيمة بلا حدود..
وموعدنا يومى 7 و 8 نوفمبر القادمين.