أسامة شرشر يكتب: أوهام الجزيرة.. وأحلام الإخوان فى مصر
لست من أنصار مدرسة استخدام الفزاعات الإعلامية أو الدينية فى محاولة تشويه الآخر، والإساءة إليه إعلاميًّا أو مهنيًّا أو شعبيًّا، ولكن الملاحظ أن هناك نوعًا من أنواع الإصرار مع سبق الترصد عبر محاولات مستميتة بل مستحيلة وتصل إلى حد الإعجاز فى أوهام قناة الجزيرة ومحاولاتها لإحياء أحلام الإخوان فى مصر.
فالقناة القطرية الكارهة لمصر ضربت بكل المواثيق المهنية والإعلامية عرض الحائط لتنفيذ أجندات أكبر منها بكثير وكأنهم يعيشون فى عالم آخر، أو فى حلم أو بالأحرى كابوس لهم اسمه مصر والرئيس السيسى والجيش المصرى.
فهم يحاولون أن يثبتوا لأنفسهم أولًا أنهم أحياء عندما يتسابقون فى التطاول والهجوم على مصر، وادعاء أن هناك تظاهرات ومظاهرات تهز الشارع المصرى من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، وهم واهمون، مهما حاولوا أن يمولوا أو يشوهوا بالمال، أو من خلال قناة الجزيرة، التى يردد البعض أنها تحكم الأسرة المالكة وليس العكس، والقناة لديها هاجس مستمر يتجسد فى أن مصر والسعودية والإمارات تحاول إسقاط الأسرة الحاكمة القطرية.
وبعيدًا عن الأوهام والأحلام، فقد شاهدنا ما قالته إحدى الزوجات المحترمات لأحد أمراء عائلة آل ثانى، وهى رسالة واضحة من ألمانيا تكشف عورات النظام القطرى، وأن هناك رفضًا حقيقيًّا صامتًا داخل الشعب القطرى الطيب، وأن هذه السيدة أعلنت أمام لجان حقوق الإنسان والمنظمات الدولية– فى الخارج وليس فى مصر- الاختفاء القسرى لزوجها منذ 3 سنوات، وهى لا تعلم عنه شيئًا طوال هذه السنوات، وأعتقد أن فاقد الشىء لا يعطيه.
إننا لا يمكن بحال من الأحوال أن نشوه الآخر لمجرد التشويه، ولكن التطاول المستمر، والهجوم غير المبرر واختلاق الشائعات والاتهامات والتظاهرات- عبث لا يمكن السكوت عنه، فهم كأنهم يعيشون فى كوكب آخر، أو أننا كمواطنين ونواب نعيش فى بلد ثان.. فأى مصداقية أو موضوعية تتحدث عنها هذه القناة الضالة التى فقدت مصداقيتها بين العاملين بها أنفسهم؟!
أعتقد أن نيران الجزيرة فى لحظة فارقة ستطال الأسرة الحاكمة فى قطر نفسها، لأن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
أما القنوات الإخوانية فإنها تعيش فى وهم وتتنفس كذبًا، وتظل تكرر أوهامها فى قنواتها الإعلامية وكتائبها الإلكترونية وصحفها الظلامية وتكذب حتى تصدق نفسها.
نحن مع النقد البناء ونشر الأدلة والمستندات لأننا لسنا مجتمعًا ملائكيًّا أو مجتمعًا فوق الخطأ أو حتى الخطيئة، فهناك بعض السلبيات التى لا ينكرها أحد، ونعبر عنها تحت قبة البرلمان وفى كل مكان، ولكننا أيضًا ضد الإسفاف والشتائم ونشر الشائعات والأكاذيب ومحاولة إسقاط الدولة، وحالة الثأر المستمرة مع المؤسسة العسكرية الوطنية والشرطة المصرية ورئيس الجمهورية.
كل هذه التداعيات الفكرية مرت بخاطرى، وأنا أشاهد قنوات الإخوان وعلى رأسها الجزيرة، التى تؤكد يوميًّا أن التظاهرات والاحتجاجات منتشرة فى محافظات مصر لليوم الثامن على التوالى، بل إن الهوس وصل بأيمن نور إلى حد الزعم بأن هناك 62 بؤرة مظاهرات فى المحافظات، وأن ثورة تشبه ثورة 1919 الآن تملأ ربوع مصر. هذه الخزعبلات لهذه القنوات تبدو كأننا فى ماراثون دراجات أو بلاد الواق واق، وكأن لهم آلاف العيون ترى ما لا يراه أبناء مصر.. إن أخطر ما يدمر النفس البشرية ويسقط المصداقية هو الإصرار على التزيد والمزايدة، والمحاولات المستميتة لتضليل الرأى العام المصرى والعربى والدولى.
أفيقوا أيها الصغار من أحلامكم، لأن مصر بشعبها وجيشها عصية على الانكسار.