أسامة شرشر يكتب: ..وسقط أردوغان
لا شك أن أردوغان سقط بامتياز مع مرتبة الشرف والخزى، بعد أن كشفت الحرب فى إدلب بسوريا الحبيبة، عن تكبيد الجيش العربى السورى، القوات التركية خسائر لم يتوقعها المقاول أردوغان.
لقد أدرك أردوغان حقيقة الورطة التى وضع نفسه وقواته فيها بعد أن وصلت التوابيت إلى أنقرة تحمل جثامين ضحايا التطرف وجنون العظمة ومحاولة احتلال الأراضى السورية، فلقد اندحر أردوغان وجنوده على بوابة الصمود والتحدى من رجال الجيش السورى الأول، الذى يُعدّ بوابة الأمن القومى العربى الحقيقى من الناحية الشرقية وامتدادًا للجيشين الثانى والثالث المصريين العظيمين، وهما -الجيشان المصرى والسورى- يعدان صمام الأمن القومى الحقيقى بعد خوضهما كل الحروب والمعارك عندما احتاج العرب لمن يدافع عن الأرض والعرض.. وستظل البوابة الشرقية فى سوريا مقبرة للغزاة، وحتى لو تفوق عدوهم فى الجو فسيتم إزالته على الأرض، وهكذا يُسطر الجيش العربى السورى بطولات رائعة بالرغم من أننا لا نعرف منها إلا القليل.
فلذلك أصرخ من أعلى مئذنة فى قاهرة المعز: أين أنتم يا عرب من الشعب السورى العظيم الذى يقايضونه على أرضه؟
فنحن لا نهبّ لدعم القوات السورية الباسلة حتى ولو بالكلمة، والعامل النفسى والروح المعنوية جزء لا يتجزأ فى ظل استراتيجية الحروب الحديثة، وما حروب الشائعات وبث الإحباط عنا ببعيدة.
فلذلك نحن نفتخر بما يسطره الشعب والجيش السورى من بطولات فى مواجهة قوات أردوغان الذى أسقطت معركة إدلب كل الأقنعة عن قواه بالرغم من دهسه كل القوانين والأعراف الدولية، فهل يُعقل أن يقوم أردوغان باللعب بورقة اللاجئين السوريين فى ابتزاز فج لأوروبا لدعمه فى معركته المجنونة بالأراضى السورية؟!
ولماذا يصمت العالم على أردوغان بالرغم من تهديده الدائم تلميحًا وتصريحًا بنقل الإرهابيين إلى أوروبا؟! وهم يعلمون أنه هو الراعى الحقيقى للإرهاب والإرهابيين، فلقد أصبح أردوغان لا يتحدث التركية ولكن العبرية والأمريكية بعد أن أصبح أداة لتحقيق هدفهم ومحاولة تقسيم سوريا وإسقاط دمشق الحبيبة.. ولكن هيهات هيهات، لأنه لن يصمد أمام جينات وشفرات القوات المسلحة السورية العظيمة التى هى امتداد حقيقى للقوات المسلحة المصرية.
فأنا قلتها من حزب التجمع ومن قلب قاهرة المعز:
(من القاهرة.. هنا دمشق).
وأكثر ما يثير التعجب والدهشة هو موقف الجامعة العربية، التى ما زالت تعلق مقعد دمشق فى الجامعة، وهو القرار الذى يجب أن يتم إلغاؤه فى الحال وإعادة سوريا إلى مكانها الطبيعى على مائدة العرب، خصوصا أنها ما زالت عضوًا فاعلًا فى الأمم المتحدة.
وفى حضور الدكتور بسام درويش، السفير السورى بالقاهرة، طالبت وما زلت أطالب بعقد الجلسة القادمة للبرلمان العربى فى دمشق، لدعم الدولة السورية فى مواجهة المؤامرات التى تحاك ضدها من كل الاتجاهات، وطالبت أيضًا بعقد مؤتمر سياسى عربى كبير فى حلب أو إدلب، للتضامن مع الجيش العربى السورى فى مواجهة جنون أردوغان واختراقه كل المواثيق الدولية، كما طالبت الدول العربية بدعم الدولة السورية اقتصاديًّا من خلال إلغاء الجمارك على المنتجات السورية ولو لفترة محددة، حتى يتعافى الاقتصاد السورى أمام محاولات الحصار التركية والإسرائيلية والأمريكية.
ومن هنا أدعو الرئيس عبدالفتاح السيسى لإعادة النظر فى القرار الذى اتخذه الإخوانى محمد مرسى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الشقيقة، وإعادة هذه العلاقات إلى طبيعتها مرة أخرى.
إن صمود الجيش العربى السورى والشعب السورى الأبىّ، بل انتصارهم، فى مواجهة البربرية الأردوغانية، هو وسام شرف على صدور العرب جميعًا، ويجب أن يكون لنا دور فى تقديم كل الدعم الممكن سياسيًّا واقتصاديًّا وحتى معنويًّا، حتى يعلم أردوغان، وأى أردوغان آخر، أن الشعب العربى عصىٌّ على الانكسار مهما طال الزمن، وأن الدم العربى الذى يجرى فى عروقنا جميعًا سيجمعنا مرة أخرى ولو كره الكارهون.