النهار
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:39 مـ 26 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مجلس جامعة مدينة السادات يعلن الفائزين بجوائز الجامعة لعام 2023/ 2024 بحوزتهم أسلحة ومخدرات.. مقتل 3 عناصر إجرامية خلال مداهمة أمنية كبرى في قنا بهدف إيشو.. الزمالك يتقدم على بلاك بولز بهدف نظيف بالشوط الأول مبابى وبيلينجهام يقودان تشكيل ريال مدريد ضد ليفربول محمد صلاح يتصدر تشكيل الريدز أمام ريال مدريد في دوري الأبطال المصري يفتتح مشواره في مجموعات الكونفدرالية بثنائية أمام إنيمبا بحضور محافظي السويس وبورسعيد محافظ الدقهلية يعتمد المخططات التفصيلية لعدد 14 قرية دار الإفتاء المصرية تشارك في قافلة دعوية إلى شمال سيناء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف محافظ الجيزة يثمن جهود جامعة الأزهر التنموية ويشيد بدعمها الطبي للمبادرات الرئاسية ناصر ماهر وأحمد حمدي يدعمان الزمالك من مدرجات ستاد القاهر فرصة للشراء.. اقتصادى يكشف: انخفاضات في أسعار الذهب قريبًا مظاهرات قرب مقر إقامة نتنياهو بالقدس المحتلة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: وداعًا 2019.. قراءة فى خريطة العالم العربى

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

مبكرًا ومنذ عام 2015 كانت مصر ترى المخاطر التى تحيط بالمنطقة وتهدد الأمن القومى العربى واستقرار الدول العربية؛ فكانت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لفض النزاعات والخلافات والحروب بين الدول العربية، ومقاومة الإرهاب، لأن العالم لا يحترم إلا لغة القوة والكيانات القوية، مثل الآلية الموجودة فى الاتحاد الإفريقى وحلف الناتو فى الاتحاد الأوروبى، والشىء المثير واللغز الذى لم يتم كشفه حتى الآن، أن رؤساء الأركان فى العالم العربى اجتمعوا واتفقوا ثم فوجئنا بتجميد الموقف، فلمصلحة من؟!

ولو تمت الاستجابة لهذه الدعوة لما كانت الدول العربية تدخل العام 2020 وهى بهذه الصورة تحيط بها الأخطار من الخارج والداخل لتمزيقها ونهب ثرواتها.

استغل أردوغان بانتهازية شديدة الضعف والانقسام العربى الحاد ووجد ضالته المنشودة، فقفز على كل الأعراف والمواثيق الدولية، وذهب إلى طرابلس ليحاول تقسيم المُقسّم، وتحويل ليبيا إلى ساحة دولية مثلما حدث فى سوريا، وأصبح يمثل لاعبًا فى المصالح الاقتصادية الليبية، خاصة أن حلمه أن يكون له قدم وتواجد على البحر المتوسط من خلال استيلائه على الغاز الليبى والبترول، ليكون مؤثرًا فى القرار الدولى، ويستغل ورقة الغاز والبترول ليساوم بها للدخول فى الاتحاد الأوروبى، وفى نفس الوقت يضمن تنفيذ جزء من مشروعه الوهمى وهو الخلافة الإسلامية، ومرضه وأوهامه صورت له أن يغازل تونس والجزائر لمحاولة أن تكون له الكلمة العليا مثلما فعل فى السودان سابقًا إبان حكم البشير (الإخوان) وهو ما يكشف عن نواياه الخبيثة، وأن هدفه الحقيقى هو إسقاط الدولة المصرية، إلا أننى على ثقة بأن القوى السياسية فى تونس والشعب التونسى العظيم لن يسمحوا بأن تكون بلادهم بوابة لتصدير الميليشيات الإرهابية إلى الجارة ليبيا، لتكون خنجرًا مسمومًا فى ظهر الشقيقة الكبرى مصر.

فلذلك ونحن نسمع ونرى أن الجيش الوطنى الحر على أبواب طرابلس، ليستعيد وحدة الأراضى الليبية، فنحن نراهن -ليس بالشعارات ولا بالكلمات ولكن بالتاريخ والجغرافيا السياسية- أن مقاومة الاحتلال وإسقاطه تجرى فى شرايين القبائل الليبية والشعب الليبى والجيش الوطنى الليبى الذى لن يقبل أن تتحول طرابلس إلى مسرح للميليشيات الإخوانية وأجهزة الاستخبارات الأجنبية.. فالأرض بالنسبة لهم مثل العرض والشرف، والمقاومة هى لغتهم، التى لم ينسوها منذ أيام المجاهدين العظام، عمر المختار ورفاقه أبوبكر بوذكرى، وحمد بوخير الله وحسن بوعزيزة وعاشور العوامى ومحمد عبدالكريم القطعانى وغيرهم من آلاف الشهداء الذين قدمهم الشعب الليبى قربانًا لوطنه، وثمنًا لتحرير بلاده من المحتل.

والتساؤل الأخطر هو: لماذا تأخرت الجامعة العربية– كعادتها- فى عقد قمة على مستوى الرؤساء لتوجيه رسالة قوية إلى العالم أن الدول العربية لن تقف صامتة أمام ما يحدث فى ليبيا، وستتدخل عسكريًّا فى حالة تدخل الجيش التركى فى الأراضى الليبية؛ حتى لا نكرر مأساة سوريا العروبة، لأن الجامعة العربية هى التى سمحت لحلف الأطلسى بإسقاط الدولة الليبية؟ وما نعانيه نحن الآن، هو نتيجة القرار الخطأ، من الجامعة العربية.. فهل تقوم بتصحيح الوضع فى ليبيا أم ستظل خارج الخدمة االعربية؟

ويجب أن يكون على جدول أعمال القمة قرار جماعى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، وطرد السفراء الليبيين لحكومة السراج من كل الدول العربية مثلما فعلت إيطاليا بطرد السفير الليبى لحكومة السراج من روما.

أعتقد أنه قد آن الأوان لنتفق ولو لمرة واحدة داخل الجامعة العربية لاتخاذ قرار عربى موحد ليكون بداية لحل الأزمات العربية عربيًّا.. وكفانا ما يجرى فى العراق الحبيب وسوريا الغالية واليمن غير السعيد.

فهل نتفق ولو لمرة واحدة فى التاريخ لمصلحة شعوبنا بعيدًا عن أى حسابات سياسية خارجية للاستمرار والبقاء فى الحكم؟