أسامة شرشر يكتب: انكسار أردوغان
كل مغالطات أنصار وعبيد أردوغان بشأن هزيمته وانكساره فى سوريا حيث خضع لأوامر سادته الأمريكان بمجرد الإشارة بوقف العمليات العسكرية فوراً إضافة للضغوط الأوربية- ذهبت مع الرياح، وانكشف وهم الخلافة المزعوم، وتبين أنه مجرد تابع للأمريكان يتلقى الأوامر والتعليمات فقط.
وفيما يبدو أن أردوغان اعتاد الهزائم لينتقل من انكسار يتلوه انكسار، فمن هزيمة فى إسطنبول على يد المعارضة لهزيمة من مصر فى التصدى لسقطاته فى المؤسسات الدولية وكشف دوره فى دعم الإرهاب إلى هزيمة مهينة فى شمال شرق سوريا ليضاف انكسار جديد إلى انكساراته.
وقد بدا العالم كله يلاحظ هذه الحقيقة التى قلناها مراراً وتكراراً عن دعم أردوغان للإرهاب؛ حتى إن عضو الكونجرس الأمريكى، مات جايتس، أكد ما قلناه من أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يهدف من خلال عمليته العسكرية فى شمال سوريا إلى القضاء على الإرهاب، كما يزعم.
إنما الحقيقة أن أردوغان بعدما خسر الانتخابات البلدية وشعر بالانكسار راح يتحدث عن ترحيل 3 ملايين لاجئ سورى إلى بلادهم؛ لعل الداخل التركى والخارج ينسى هزيمته، ولكن هذا لم يحدث؛ فقام بهذه المقامرة العسكرية فى شمال شرق سوريا بزعم هزيمة الإرهاب، رغم أنه هو- وفق التقارير الدولية الرسمية- من أدخل لسوريا عبر الأراضى التركية 40 ألف داعشى ونقل إليهم السلاح بتمويل قطرى.
لقد أصبح أردوغان عبئاً على تركيا وعلى المنطقة وعلى حلفائها الدوليين؛ ما دفع ترامب للتبرؤ من أفعاله بل مخاطبته بلغة مهينة غير مسبوقة بين رؤساء الدول، فلم يكتف بتوجيه الإهانات إليه عبر التليفون بل أرسل إليه رساله مكتوبة يخاطبه فيها بالأحمق.
والرسالة تم نشرها وتسريبها عمداً لوسائل الإعلام وهى من ترامب إلى أردوغان بتاريخ 9 أكتوبر وهو اليوم الذى شنت فيه تركيا هجومها على شمال شرق سوريا، يقول له فيها: «لا تكن أحمق».
بل فى نفس الرسالة هدده ترامب بما خرج وأعلنه على الهواء مباشرة وهو تدمير الاقتصاد التركى تدميراً تاماً لن يبقى بعده أى وجود لاقتصاد تركى بل سيتم محو تركيا إذا لم يستجب أردوغان للأوامر الأمريكية بوقف القتال، وعلى الفور خضع أردوغان كتابع ذليل وأوقف كل شىء.
واتفق الأكراد مع الحكومة السورية على نشر الجيش السورى على الحدود للمساعدة فى صد أى هجوم تركى، ما أعاد إلى السوريين أمل جمع الشمل وإعادة سوريا الموحدة فى مواجهة أعدائها.
وقد كان واضحاً من لقاء نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، ووزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، مع أردوغان فى العاصمة التركية أنقرة كيفية صدور الأوامر الأمريكية الفورية بوقف العملية العسكرية التركية فى سوريا والسرعة الغريبة التى استجاب بها أردوغان الذى راح عبيده من الإخوان وغيرهم يروجون لانتصار وهمى لرئيس منكسر أمام الأمريكان بل أمام كل دول العالم التى رفضت عدوانه وجرائمة باستثناء جزيرة قطر.
العالم كله يعرف أن أردوغان انكسر، وأردوغان نفسه يعرف هذه الحقيقة، وأن تعامل ونظرة العالم لتركيا الفترة القادمة ستختلف عما سبقها ليبقى أردوغان معزولاً إلى أن يطيح به الشعب التركى من السلطة بعد أن قاد تركيا لمهانات متتالية وورطها فى كوارث لا يعلم سوى الله متى تخرج منها.