أسامة شرشر يكتب: سامح شكرى مايسترو الأمن القومى العربى
وزير الخارجية سامح شكرى هو مايسترو الأمن القومى العربى باقتدار، وهو يترجم بحكمة وجهد كبيرين استراتيجية القيادة السياسية فى هذا الملف، ومنذ اللحظة الأولى التى وقع فيها الاختيار على السفير سامح شكرى ليكون وزيرًا للخارجية ظهرت الرؤية العميقة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى إدارة ملف السياسة الخارجية فى عالم ليس فقط متغيرًا لكنه مضطرب ومرتبك أيضًا.
ومن خلال خبرتى فى متابعة ودراسة ملفات السياسة الخارجية أرى أن الوزير سامح شكرى يمضى فى الطريق الصحيح الذى رسمته القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومى العربى الذى يعلم الجميع حجم ونوعية الأخطار والمخاطر التى تحيط به.. وقد تابعت زيارته للسودان، الاثنين الماضى، وهى زيارة كاشفة وموضحة للدور المصرى فى حماية وإنقاذ أشقائه، حيث تحدث الوزير صراحة عن الدور والجهد الذى تبذله مصر لرفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، حيث أكد الوزير سامح شكرى أن مصر تجرى اتصالات حول هذا الشأن مع العديد من الدول المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وفى النطاق الإفريقى أيضًا.
وأتفق تمامًا مع ما جاء فى بيان الخارجية من أن هذه الزيارة «تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين خلال المرحلة الانتقالية فى السودان».
وقد التقى سامح شكرى بالفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى الانتقالى فى السودان، كما التقى بوزيرة الخارجية السودانية أسماء عبد الله، وسلم للفريق البرهان رسالة دعم للسودان من الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى أعرب فيها الرئيس عن تقدير القاهرة لنجاح السودان فى الانتقال بشكل سلس إلى المرحلة الجديدة، وبدء مسار العمل الحقيقى نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السودانى الشقيق.
والزيارة إلى جانب بعدها الدولى والإقليمى تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تهتم مصر بدفع مسار التعاون مع السودان فى كافة مجالات التنمية إلى آفاق أرحب، وعلى رأسها مجالات التعليم والصحة والربط الكهربائى وبناء القدرات وتبادل الخبرات.
وقد عبر رئيس المجلس السيادى السودانى، خلال اللقاء، عن تقديره الكبير لدور مصر الداعم للسودان خلال المرحلة الأخيرة، وبما أسهم فى تجاوز صعوبات تلك المرحلة، حيث أكد تطلُع السودان لمواصلة تدعيم العلاقات الراسخة والاستراتيجية مع مصر.
النجاح الكبير لمصر فى ملف السياسة الخارجية والذى يحمل توقيع وبصمة الرئيس وإدارة وقيادة الوزير سامح شكرى- يكشف حجم الجهود التى تقوم بها الدبلوماسية المصرية التى تستلهم روح العزيمة والإصرار التى قدمها أعضاء وزارة الخارجية المصرية عبر تاريخها العريق فى الذود والدفاع عن مقدرات ومصالح الوطن الغالى.
وما زلت أذكر كلمات الوزير سامح شكرى فى الاحتفال بيوم الدبلوماسية عندما أكد أن موقع مصر الجيواستراتيجى، وارتباط أمنها القومى بالعديد من الدوائر الخارجية- يضيف بعدًا مهمًا لسياسة مصر الخارجية ويمنحها هامشًا واسعًا من الحركة للانخراط فى صياغة الأجندة العالمية، والمشاركة الحقيقية والفعالة فى معالجة الأزمات الدولية، والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، وإحداث التوازن والتنوع الضروريين فى علاقات مصر الخارجية.
وقد كثفت وزارة الخارجية المصرية من جهودها من أجل تحصين ودعم ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، ونقل صورتهما الحقيقية للعالم الخارجى وتبنى مبادئهما، والعمل على استعادة مصر موقعها العربى والإفريقى والمتوسطى وتنشيط دورها إقليميًا ودوليًا، والتعامل مع القضايا العاجلة المرتبطة بالأمن القومى المصرى، فضلًا عن وضع الأرضية الشاملة والأسس الملائمة للسياسة الخارجية المصرية فى المرحلة الراهنة.
وقد جاء نشاط الدبلوماسية المصرية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، معبرًا وبوضوح عن رؤية مصرية خالصة ترتكن إلى قاعدة راسخة من المبادئ المستمدة من تاريخنا وحضارتنا الممتدة بتنوعها، تعلى من قيمة العدالة والاحترام المتبادل فى صياغة علاقاتنا بالآخرين.
وتؤكد على تبنى مصر سياسة نشطة ومبادرة تستند إلى اعتماد مفهوم الشراكات الاستراتيجية- إقليميًا ودوليًا- كمحاور ارتكاز لتحقيق مصالح مصر، والتأكيد على مكانتها الإقليمية فى التفاعلات العميقة الجارية فى ساحات الجوار الاستراتيجى غير المباشر فى حوض النيل، والقرن الإفريقى والساحل والصحراء، والمشرق والخليج العربى، فضلًا عن إعادة التوازن للعلاقات المصرية مع القوى الكبرى والصاعدة بما يسمح بإقامة علاقات مستقرة معها، قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة، واحترام مفهوم السيادة الوطنية والحفاظ على بنية الدولة الوطنية ومؤسساتها.
لقد أصبحت المعادلة الدولية أكثر تعقيدًا، وحماية المصالح الوطنية لم تعد تقتصر على السبل الدبلوماسية التقليدية، فالبيئة الدولية الجديدة أصبحت تفرض على الدبلوماسى أن يكون متعدد المواهب والقدرات بما يمكنه من التواصل مع مختلف الأطراف فى إطار من المؤسسية والمهنية، ولا شك أن عزيمة وإصرار أبناء مؤسسة الدبلوماسية المصرية، ووضوح أهداف ورؤى ومنطلقات السياسة الخارجية- تمثل معًا صمام أمان يستطيع شعب مصر أن يركن إليه.. وإننى لعلى ثقة تامة بأنكم تدركون حجم المسئولية الملقاة على عاتقكم .
وأوصيكم جميعًا بالتسلح بالمعرفة والاستزادة من التمكن من أدوات العصر والمزيد من بذل الجهد لخدمة المواطنين المصريين فى الخارج، فكل التحية والتقدير لأعضاء الأسرة الدبلوماسية المصرية..
وكل عام وأنتم أكثر عطاء لوطننا الغالى مصر. خالص الأمنيات والدعوات للدبلوماسية المصرية.