أسامة شرشر يكتب: مصر تتحدث عن نفسها
كانت تجربة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التى جرت على مدار ثلاثة أيام خارج مصر، حيث الجاليات المصرية فى الخارج، وداخلها حيث المصريون الذين يعرفون بجيناتهم كيف يختارون الوطن- رسالة إلى العالم كله بأن الشعب المصرى، عندما يشعر بالخطر، يتوحد فى خندق الدفاع عن الأرض، بعيدًا عن أى حسابات سياسية أخرى، لأن جينات وشفرات المواطن المصرى، بمفرداتها الوطنية الرائعة، ستظل لغزًا يحير كل وسائل الإعلام الغربية، ومواقع الإخوان الإلكترونية، وميليشيات الإرهاب الإعلامية الذين حاولوا مرارًا وتكرارًا من خلال حملات إعلامية ممولة من أجهزة استخبارات عربية وإقليمية ودولية، الترويج لدعوات المقاطعة، ومحاولات التشكيك والترهيب، والادعاء الباطل بوجود رشاوى انتخابية؛ فكان الرد العملى فى الإقبال على التصويت وبأغلبية نعم.
كانت صفوف الشباب والسيدات والرجال وكل فئات الشعب المصرى بارزة وظاهرة للعيان، ولن أنسى هذا المشهد عندما قابلتنى إحدى السيدات الفضليات فى دائرتى الانتخابية سرس الليان ومنوف، وطلبت منى أن أحمل رسالة للقيادة السياسية مفادها أن الشعب المصرى يلتف حول الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وأقسم بالله إنى لا أبالغ فى وصف تأثر السيدة وصدقها لأننى أقسمت على الدستور أن أحمى مصالح الوطن والمواطن لوجه الله.
هذه السيدة ومثلها كثيرات هن أيقونة الشعب المصرى، وظهرت المرأة المصرية العظيمة وهى تغرد بالأغانى الوطنية والإقبال اللافت للنظر، خاصة من الشباب والفتيات، وهذا ما سجلته الكاميرات، والصور لا تكذب ولا تتجمل.
وكان لموقف القضاء المصرى الشامخ الذى حافظ على صوت المواطنين أكبر الأثر فى نجاح العرس الانتخابى، فضلًا عن حماية رجال القوات المسلحة والشرطة الوطنية خير أجناد الأرض للعملية الانتخابية برمتها، من تأمين المقرات الانتخابية، على مستوى محافظات الجمهورية، والتقاط المواطنين البسطاء الصور مع ضباط الجيش المصرى، ورجال الشرطة- كان أكبر رسالة عن التلاحم الوطنى، بل إن مشهد الإخوة المصريين المسيحيين وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن من السيدات الفضليات والرجال الشرفاء دليل قوى على أن هذا الشعب مرتبط بالوطن، ويستشعر الخطر بعيدًا عن الأيديولوجيات والتنظيرات السياسية، فعفوية ووعى المواطن المصرى كانا دومًا نبراسًا ونموذجًا مضيئًا يحرق كل الفضائيات والمواقع المشبوهة، ويعطيان رسالة قوية بأن الشعب المصرى ينتفض عندما يشعر أن هناك مؤامرات تحاط ضده ليل نهار، بل وصل الأمر إلى أن طالبت الميليشيات الإرهابية وعناصرها من جماعة الإخوان بتدخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أثناء لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لوقف التعديلات الدستورية.
وكانت المفاجأة الكبرى المشاركة الكثيفة من المصريين بالخارج التى مثلت لحنًا وموقفًا كذّب كل الشائعات والتضليل والمعلومات الكاذبة بأن المصريين غير موافقين على التعديلات الدستورية، وإن الذين خرجوا للمشاركة فى هذا الاستحقاق الدستورى، وشاركوا بآرائهم سواء بالقبول أو الرفض، أعطوا دلالة على حرية الممارسة السياسية والانتخابية، بل إن قطر، وهى رأس تمويل الإرهاب والإخوان فى كل مكان، كان خروج المصريين العاملين هناك مذهلًا، مما جعلهم فى حالة ذهول، وكان ترديد المصريين للأغانى الوطنية، وخاصة «تسلم الأيادى»، رسالة ذات معنى، إذا كانوا هم يدركون المعنى أصلًا.
فتحية إلى دائرتى من أبناء سرس الليان الشرفاء، وأبناء منوف العلا، وتحية إلى الشعب المصرى فى الداخل وفى الخارج، ونرفع القبعة إلى المرأة المصرية، ونؤكد على وعى الشباب والفتيات، وهذه المنظومة اكتملت بفضل رعاية الله فى السماء وحماية رجال القوات المسلحة والشرطة الأبطال فى الأرض.
فشكر الله سعيكم، يا كل الذين راهنوا على عدم خروج الشعب المصرى ودعوا للمقاطعة فلقّنهم الشعب درسًا قاسيًا لن ينساه هؤلاء المنافقون فى الأرض وفى السماء.