أسامة شرشر يكتب: السيسى يحاصر الإخوان فى الأمم المتحدة
لا شك أن حرص الرئيس السيسى على التواجد للمرة الخامسة فى أكبر منظمة دولية، وهى الأمم المتحدة، يعطى رسائل قوية للعالم أمام 193 دولة تشارك فى اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة.
وأخطر هذه الرسائل:
أولًا: أنها تعلن عن رؤيتها فى محاصرة ومقاومة الإرهاب الإخوانى من خلال طرح التجربة المصرية أمام العالم، وكشف حقيقة أن الإرهابيين لا وطن لهم وهم ينتشرون فى كل مكان فى العالم، لمحاولة ضرب الاستقرار ونشر الفوضى وإسقاط الدول.. كانت مصر نموذجاً يحتذى به فى حصار هذه الجماعات الإرهابية من كل جنسيات العالم، والمدعومة بأجهزة استخبارات عالمية، وتفوقت مصر على نفسها، وضربت قواعد الإرهابيين فى سيناء والبلاد المجاورة لها، وهذا يعطى دلالة أن مصر مستقرة وآمنة، وأعتقد أن مؤسسة جالوب العالمية صنفت مصر على أن ترتيبها رقم 15 قبل بريطانيا وأمريكا فى مؤشرات الاستقرار الأمنى.
ثانياً: أن مصر عادت بقوة إلى إفريقيا وأن كلمة مصر فى اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة لتكريم مانديلا تؤكد على زعامة مصر لإفريقيا من خلال التواجد والاتصال والمشاركة فى كل اللقاءت المعنية بالشأن الإفريقى سواء أوروبياً أو دولياً، وما يجرى داخل أروقة الأمم المتحدة يؤكد أن قيادة مصر لإفريقيا تجعلها لاعباً أساسياً فى الأمم المتحدة، وعندما تتكلم يستمع الجميع.
ثالثاً: الدور المصرى الفاعل فى شواطئ البحر المتوسط للتصدى لوباء الهجرة غير الشرعية الذى يؤرق أوروبا، خاصة دور مصر فى ضبط عصابات تهريب البشر ومقاولى السفريات، وهو ما حدّ كثيراً من الهجرة إلى أوروبا التى كانت تمثل نقطة فزع للاتحاد الأوروبى، حيث كانت هذه الهجرات غير الشرعية إحدى أدوات ضرب الاستقرار من خلال الميليشيات الإرهابية التى كانت تتسلل بحجة اللجوء والهجرة.
رابعاً: لقاءات السيسى المكثفة مع ترامب وماكرون وميركل وكثير من رؤساء وزعماء العالم- تؤكد على أجندة الإصلاح والاستقرار الاقتصادى فى مصر من خلال التعاقد مع كبرى الشركات العالمية فى كل القطاعات، فتواجد رئيس مصر داخل الأمم المتحدة واللقاءات المباشرة مع رجال الأعمال والمستثمرين تذلل كثيراً من العقبات والعوائق أمام دخول الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرية.
خامساً: لقاءات الرئيس مع الساسة وكبار المفكرين والسياسيين فى الأمم المتحدة ولقاءاته مع بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى والاتحاد الأوروبى- مؤشر قوى على أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح وتصحيح مفاهيم ومعلومات وشائعات خاطئة عن نفسها من خلال اللقاءات المباشرة مع المسئولين من كل أنحاء العالم، خاصة بعد الحملة الإعلانية والإعلامية الضارية ضد مصر والرئيس السيسى شخصياً التى مولتها الجماعة الإرهابية لمحاولة إسقاط الدولة.
سادساً: إن قيادة مصر اجتماعات المجموعة العربية لبحث القضية الفلسطينية وحل الدولتين يعطى زخماً كبيراً للقضية، ويعطى دلالة واضحة أن مصر ما زالت وستستمر داعمة للقضية، وأن الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال مصر، فهى الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية بعيداً عن أكاذيب صفقة القرن وما يتردد من أنباء غير حقيقية وبدون أى دلالة على أرض الواقع.
سابعاً: كشفت هذه اللقاءات أن الموقف المصرى ثابت فيما يتعلق بالأزمة السورية، خاصة بعد اللقاءات المكثفة مع اللاعبين الفاعلين فى الملف السورى، فالموقف المصرى يؤكد دائماً أنه لا خروج من مأزق إدلب أو غيرها فى سوريا، إلا بالحل السياسى وليس الحل العسكرى.. بالإضافة إلى الملف الليبى ومحاولة فك الحصار العسكرى عن توريد السلاح إلى ليبيا، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تضييق الخناق على إيران وتركيا وقطر الداعمين الرئيسيين لإخوان ليبيا والجماعات الإرهابية الداعشية.
وأخيراً.. إن ما يقوم به رئيس مصر على مدار 6 أيام من حوارات ومفاوضات واتفاقات ولقاءات- يؤكد أن مصر عادت بقوة كلاعب أساسى فى كثير من الملفات على المستوى الإقليمى والعربى والدولى، لأن مصر كانت من أوليات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، فهل يعقل أن تغيب مصر؟ وإذا غابت فمن يبقى؟!.