النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 08:41 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الرئيس فى المنوفية

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

أعتقد أن أول زيارة رسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى، لشعب المنوفية، تعتبر لفتة إنسانية رائعة، ورسالة سياسية هامة جداً فى توقيت خطير. إن الرئيس السيسى، رئيس كل المصريين، يصالح أبناء المنوفية، بعد فترة من المعاناة والحرمان، حيث ظلت المحافظة بدون محافظ فى الفترة السابقة بعد سقوط المحافظ السابق بتهمة الرشوة، وقد عانت المحافظة من توقف كل خدمات البنية التحتية فى عهد المحافظ الفاسد السابق، الأمر الذى عانى منه المواطن المنوفى على مدار سنوات.

ولا شك أن الرئيس السيسى يترجم ترجمة واقعية برنامجه السياسى الذى أعلنه أمام البرلمان والذى أكد فيه أنه سيهتم ببناء الإنسان صحياً وتعليمياً وثقافياً، لذلك جاء افتتاح أكبر مستشفى عسكرى فى المنوفية ومنطقة وسط الدلتا ليكون دليلا على أن أبناء المنوفية يحظون باهتمام كبير ومباشر من القيادة السياسية، وأن هذا الصرح الطبى يمثل أملا جديدا لأبناء المنوفية من العسكريين والمدنيين ليجدوا أحدث سبل العلاج والاهتمام الطبى بالمرضى فى وجود أطباء على مستوى عال من التدريب والتأهيل المتميز، ناهيك عن الانضباط والخدمة الطبية، من فريق يعمل على راحة المواطنين، ويقدم لهم أفضل الخدمات اللوجستية من الناحية الطبية على أرض الواقع.

أعتقد أن هذا كان حلما، لم يتخيل أحد من أبناء المنوفية تحقيقه، لكنه أصبح أمرا واقعا فى عهد الرئيس السيسى، الذى يهتم بتفاصيل التفاصيل لصالح المواطن، وينحاز انحيازا كليا لصالح الشعب.

وأعتقد أن ما جرى تعليمات واضحة، ورسائل قوية للواء النشط سعيد عباس، محافظ المنوفية الجديد، أحد أبناء المؤسسة العسكرية المصرية العريقة، جعله يشعر بعطش المواطنين من أبناء المنوفية وحرمانهم من الخدمات العامة والطرق.. وكنت قد نوهت فى مقال سابق منذ 3 أسابيع بعنوان (تساؤلات شعبية- أين محافظ المنوفية؟) إلى أن طريق منوف- الحامول- شبين الكوم، خارج إطار الخدمة منذ سنوات طويلة، وأن الطالبات والطلبة يستغيثون برئيس الجمهورية لإنهاء هذه المهزلة التى دامت سنوات وخاصة ونحن على أبواب دخول الجامعات والمدارس والعذاب اليومى الذى كان يلاقيه أبناؤنا، وفى استجابة قوية وسريعة وذكية انحاز فيها الرئيس إلى شباب وطلاب وطالبات الجامعات والمدارس، مما يؤكد بلا شك وبلا تهويل أو مبالغة أو نفاق أو رياء أن الحاكم يشعر بنبض المحكومين من أبناء شعبه، فكانت التعليمات لمحافظ المنوفية ووزير النقل، بسرعة إنهاء طريق الحامول شبين الكوم، وطريق طملاى، وكذلك طريق الشهداء- منوف، لتكتمل منظومة الطرق فى مركز منوف وسرس الليان بشكل سريع، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن هذه المناطق والأماكن حُرمت سابقا من أبسط حقوقها فى ظل عصور من الفساد والاحتكار ونهب ثروات هذا الوطن، من أناس ماتت ضمائرهم واستحلوا قوت أبناء المنوفية، ولم يقدموا حتى فى دوائرهم، أبسط حقوقهم، لأنهم أسقطوا عن هؤلاء المحتكرين والفاسدين الأقزام ورقة التوت الأخيرة، وأسقطهم الشعب فى كل ميادين التحرير، وهم يحاولون الآن أن يتسللوا للعودة إلى المشهد السياسى ولكن فى عهد الرئيس السيسى لا وجود لهؤلاء الحرافيش أو الكومبارس السياسى لأنهم أكلوا على كل الموائد السياسية.

فلذلك أعتبر أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المنوفية، هى رد اعتبار لأبناء المنوفية الشرفاء، وإحساسه بأن المواطنين حرموا لفترات طويلة من أبسط حقوقهم، من وجود طرق حقيقية، ومستشفيات واقعية، ونهضة فى كل المجالات، وأعتقد أن هذا المستشفى سيكون مزارا طبيا وسيحدث حالة من الرواج الاقتصادى لأبناء المنوفية.

فلذلك عندما تكون هناك أشياء إيجابية يجب أن نشير إليها، ونبرزها ونعطى المواطنين أملا فى أن الغد أفضل، ليس بالشعارات أو اليافطات أو الكلمات، ولكن من خلال الأفعال وليس الأقوال، وهذا رد عملى وفعلى يرد ويدحض كل الأكاذيب التى ترددها أبواق الإخوان فى كل مكان، والمتأسلمون ومدعو الثورية وحقوق الإنسان والحيوان.. فالإنجازات تتحدث عن نفسها فى كل محافظات مصر، واليوم المنوفية تحتفل بابن من أبنائها الأبرار الذى يمثل بكل صدق إضافة حقيقية وانحيازا تاما للمواطن فى كل المواقف.

ولكن أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد المصالحة الفورية مع شعب المنوفية العظيم وافتتاح أكبر صرح طبى فى منطقة وسط الدلتا بمدينة شبين الكوم، بأن يحقق أمنيات ورغبات بعض الطلاب والطالبات من أبناء مدينة سرس الليان ومنوف وشبين الكوم بأن يكون مؤتمر الشباب القادم على أرض المنوفية، وليكن فى المركز الإقليمى لليونسكو بمدينة سرس الليان، الذى يتسع لاستقبال الشباب من كل محافظات مصر فى الفندق الكبير والقاعات العظيمة والاستعدادت اللوجستية التى يضمها.. فهل يحقق الرئيس هذا الحلم لشباب وفتيات المنوفية؟!.