أسامة شرشر يكتب: قراءة فى خطاب الرئيس
الآن يمكننا أن نقول، وبكل ثقة، إن مصر عادت للاستقرار ودولة المؤسسات بعد حالة الفوضى التى سادت لسنوات، فها هو الرئيس عبدالفتاح السيسى يحلف اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، وهو مؤشر هام جدا، لعودة دولة المؤسسات، وإشارة لعودة مصر كلاعب على المستوى العربى والإقليمى والدولى، وهى اليمين التى جاءت فى شهر رمضان المبارك، ذلك الحدث الذى أراه رسالة من السماء.
واستوقفنى خلال خطاب الرئيس تعبير أنه جاء فى مهمة لإنقاذ الوطن، وبعيداً عن التنمية والمشروعات الكبرى، يكفينا أن هذا الرجل جاء فى لحظة فارقة من تاريخ الوطن ووقف أمام المشروع الدولى للإخوان المدعم بأجهزة استخبارات سواء أوروبية أو أمريكية أو صهيونية والذى كان يهدف لإغراق مصر فى حالة من الفوضى يكون المستفيد الرئيسى فيها هو جماعة الإخوان الإرهابية.
إذاً الرئيس السيسى فى ولايته الأولى كان يهدف بالأساس لتوطيد أركان الدولة وحمايتها من الوقوع فريسة لمخططات الجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لعدد كبير من المشروعات الضخمة، وهو ما انعكس على خطابه الذى جاء محدداً ومباشراً ومبشراً بأن ولايته الثانية تحمل الكثير من رسائل الأمل، عكس رسائل الولاية الأولى التى حملت خطابات بشأن التحمل والصبر، وهو ما يعكس أهم مميزات المرحلة الحالية، وهى الشفافية والمصارحة التى تتحلى بها القيادة السياسية تجاه شعب مصر العظيم.. ولقد استقبل الشعب المصرى هذه الشفافية باحترام كبير، ورغبة فى العطاء، وهو ما رأيته بعينى خلال معايشتى للانتخابات الرئاسية فى دائرتى منوف وسرس الليان، التى حصلت على المركز الأول فى محافظة المنوفية من حيث نسبة المشاركة، ورأيت أشخاصاً يتعدى عمرهم الـ90 عاماً يصرون على المشاركة والإدلاء بأصواتهم مؤكدين أنهم فداء للوطن والرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما يعبر عن الجينات المصرية التى لن يستطيع أحد تغييرها مهما حاولوا من خلال حروب الجيل الرابع أو الحرب الإعلامية، وكل هذه المسميات، لأن هذا البلد فى رباط إلى يوم الدين.
وأكثر ما أثار إعجابى فى خطاب الرئيس كنائب عن الشعب وككاتب صحفى- هو ثقافة قبول المختلف، وهو ما عبر عنه الرئيس بأن مصر تسع الجميع إلا أصحاب منهج العنف وطريق الإرهاب، فالرئيس السيسى- كما نرى- مستعد وبصدر رحب للتعاون مع كافة الأفراد والجهات إلا الإرهابيين الذين اختاروا العنف طريقاً بديلاً عن الحوار وقبول الاختلاف.
كما تحدث الرئيس السيسى عن إحداث نوع من التوازن فى العلاقات العربية والإقليمية والدولية، وهو ما يعكس عودة مصر لمكانتها التى تستحقها فى العالم، وأصبح الجميع يعمل لها ألف حساب.
ناهيك عن أن الرئيس ركز خلال خطابه على أن المرحلة القادمة سيتم التركيز فيها على بناء الإنسان المصرى، والإنسان ليس حجراً، بل هو كائن لديه مشاعر وأحساسيس ومتطلبات وحقوق وحريات، وتحدثنا فى البرلمان عما يتحمله الشعب فوق طاقته، وقلت لوزير المالية إن صبر المصريين طال، وأخشى أن يتم فرض ضرائب على صبر المصريين.
فعلى الحكومة أن تدرك رسائل الرئيس فى خطابه بمجلس النواب، وأن تسعى لحل مشاكل الموازنة العامة المقدمة لمجلس النواب، لتوفير الاستحقاق الدستورى، خاصة فيما يتعلق بمخصصات القطاعات الأكثر أهمية من الموازنة العامة للدولة مثل التعليم والصحة والبحث العلمى والثقافة والإعلام.
فالحكومة عليها دور هام جداً لتنفيذ توجيهات الرئيس، ومراعاة الأبعاد الاجتماعية فى مخططاتها، لأن هناك محاولات من الخارج لتشتيت الإرادة السياسية وتعطيل الحكومة المصرية، وهو ما قابله الشعب باختيار الرئيس رغماً عن الظروف التى يواجهها المواطن من ارتفاع فى الأسعار، كما تصدت وتتصدى يومياً لهذه المحاولات أجهزة مصر العظيمة سواء الاستخبارات أو الجيش أو الشرطة أو القيادة السياسية.
لقد جاء الخطاب بداية لمرحلة جديدة وفترة رئاسية تحمل لمصر وشعبها بشارات بغدٍ أفضل تستعيد فيها أرض الكنانة وضعها الإقليمى والعالمى بما يليق بها وبتاريخها وعراقة مؤسساتها وحكمة قيادتها.