أسامة شرشر: ليلة بكى فيها محمد صلاح
عندما بكى العالم على بكاء محمد صلاح فى المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا التى جمعت بين فريقى ليفربول الإنجليزى وريال مدريد الإسبانى، أدرك الجميع أن قوة مصر الناعمة عادت لوضعها الطبيعى، لتكون حديث العالم بأسره.
فالصور التى صاحبت إصابة محمد صلاح، كانت خير معبر عن مدى تأثير نجمنا العالمى فى المحافل الرياضية، وهذا التأثير لم يحدث فى تاريخ الملاعب العالمية من قبل، لسببين رئيسين، الأول: أن هذا الفرعون القادم من مصر، يتسم دائما فى كل تعاملاته بالأخلاق العالمية، وثانيا: انتماء محمد صلاح لوطنه أولا وأخيرا وقبل كل شىء.. وهو ما جعل إصابته- رغم خسارة فريقه- هى الحدث الأبرز فى النهائى الأوروبى، الذى هز العالم.
النقطة الأهم أن إصابة محمد صلاح كانت متعمدة، وهذه نقطة خطيرة فى الكرة العالمية، وتجعلنا ننتبه إلى أنه حتى مباريات كرة القدم لم تعد تخلو من المؤامرات، فلا أحد يصدق أن هذه الإصابة بالطريقة التى رأيناها، كانت قضاءً وقدرًا، ولكنها إصابة مقصودة بفعل فاعل أراد أن يحرم العالم من لمسات هذه الموهبة الربانية التى كانت حتماً ستغير نتيجة المباراة.
ولكن دعوات الشعب المصرى، والشعوب المحبة لهذا اللاعب الموهوب جعلت إصابته التى سيتعافى منها سريعاً بإذن الله أهم من فوز ريال مدريد بدورى أبطال أوروبا.
فإصابة محمد صلاح أثارت الفزع فى قلوب المصريين جميعا، ونشرت الرعب بين الجماهير، خوفا منهم أولا على ابن مصر البار، ونجمها العالمى، وثانيا قلقا من عدم مشاركته مع منتخبنا الوطنى فى بطولة كأس العالم، خاصة أن الجماهير عقدت الأمل كلية على هذا الفرعون القادم من أعماق ريف مصر، ليكون علامة ونقطة مضيئة فى الكرة العالمية وفى كأس العالم فى روسيا، وليصنع المجد الكروى ويكتب التاريخ الرياضى لمنتخب مصر فى أكبر محفل رياضى عالمى.
وهذه هى القوى الناعمة التى تمتاز بها مصر، إنها بلد ولادة لكل المواهب فى كل المجالات سواء كان الإبداع فنيا أو رياضيا أو علميا، وهذا هو سر الجينات المصرية وعبقرية المكان والزمان التى تحدث عنها جمال حمدان، وهذه العبقرية هى التى تؤسس عبر الأزمان لقاعدة هامة أن مصر مهما حاولوا التآمر عليها ستبقى دائما حديث العالم.
نقطة أخرى لاحظتها خلال متابعة مجريات الأمور بعد إصابة محمد صلاح، وهى حالة التعلق الشديد والدعم اللا محدود الذى يدعم به المصريون بعضهم بعضا فى اللحظات العصيبة، وهو ما ظهر جليا فى تعبيرات الفزع والرعب والدعاء التى صدحت فى سماء مصر والمنطقة العربية، فلم يحدث فى تاريخ الملاعب العالمية أن حدث أن يكون لاعب مصرى فى هذه المكانة العالمية إلا بدعوات من المصريين، وإرادة من الله، عز وجل.
وهذا الأمر ينبهنا إلى نقطة خطيرة جدا، وهى ضرورة الاهتمام بقوتنا الناعمة ودعمها فى كل المجالات، فلو صرفنا المليارات من الدولارات واليوروات لعمل دعاية لمصر الحبيبة فلن نقدر أن نفعل مثلما فعل محمد صلاح فى وقت يحاول فيه الحاقدون لمصرنا الحبيبة حصارها من كل اتجاه، ولكن بمثل هذه القوى الناعمة فى كل المجالات يمكننا إعادة هذه الفئران الضالة إلى جحورها مرة أخرى، وإعادة مصر لتكون محط أنظار العالم.
فبإذن الله هذه الإصابة ستكون حافزا لمحمد صلاح أن يشارك فى مونديال كأس العالم الذى طال انتظاره لنحو 28 عاما وسيكون هو علامة فى المونديال حتى لو كره المتآمرون.
فمصر باقية، والحاقدون والمتآمرون إلى زوال، والأجيال القادمة تعرف قيمة الأرض وقيمة محمد صلاح الذى أصبح حديث الدنيا فى ليلة بكى فيها العالم بأسره لأجله.
ولقد كان لاتصال الرئيس السيسى بمحمد صلاح للاطمئنان على ابن من أبناء مصر البارين فى الخارج أثره الكبير فى سابقة لم تحدث من أى رئيس مصرى من قبل، وبفضل هذا الاتصال ودعوات ملايين المصريين، سيلحق محمد صلاح مباريات المونديال الشهر القادم فى روسيا بإذن الله.