النهار
الجمعة 28 فبراير 2025 05:50 صـ 1 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ورشة عمل حول التدريب والتثقيف والتوعية لبناء جيل واعى مثقف ضمن حملة تعزيز القيم الوطنية وروح الانتماء المحكمة الاقتصادية تقر مبدأ قضائي بشأن عدم نفاذ الاستقالة في ‏الشركات المساهمة من تاريخ تقديمها وفد ألماني يزور جامعة الأزهر ويشيد بجهودها في إرساء دعائم السلام فريق طبي بمستشفى جامعة الأزهر بأسيوط ينجح في استئصال ورم بالثديين وزنه 55 كيلو طلاب ”من أجل مصر” يواصلون توزيع كراتين رمضان على الأسر الأكثر احتياجًا مسئول العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني يكشف لـ«النهار»: «مروان وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات» سيكونون على رأس قائمة المفرج عنهم بالمرحة الثانية رئيس الأركان الإسرائيلي : أخطأنا يوم السابع من أكتوبر وأتحمل المسؤولية جيش الاحتلال يعترف بفشله أمام هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بعد تخطيها المليون مشاهدة.. كواليس صناعة أغنية ”سيدة الحب الأولى” بتوقيع محمد شكري دلائل الخير في رمضان.. الدكتور أسامة الأزهري يقدم «لحظة صفا» على الراديو 9090 أحمد ماجد يعيش حالة من النشاط الفني في موسم رمضان يد الأهلى تفوز على الزمالك 26/25 ويقترب من حسم دورى المحترفين

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: القدس يا عرب

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتحدى واستفزاز مشاعر المسلمين فى كل أرجاء الدنيا هو استهتار واستخفاف بالأمة العربية والقضية الفلسطينية، وقفز على كل المواثيق والأعراف الدولية، وقراءة للفاتحة على هيئة الأمم المتحدة التى أصبحت مجرد أداة فى يد الأمريكان واللوبى الصهيونى وإسرائيل.. وأصبح شعارها «ليذهب العرب إلى الجحيم».

دعونا نقلها إذًا بمنتهى الأمانة، العالم لا يحترم إلا القوى، وترامب لم يكن ليجرؤ على اتخاذ هذا القرار الاستفزازى، لولا أنه يعلم أنه لن يكون هناك أى رد فعل  قوى على الإطلاق من جانب الدول العربية والإسلامية، وعندما تأكد من ذلك اتخذ قراره، ليحجز لنفسه مقعد رئيس أمريكا لأربع سنوات جديدة، لأنه يعلم ومتأكد من أن العرب أصبحوا فى بيت الطاعة الأمريكى ولا يجرؤون على مخالفة إرادته.

فلم يجرؤ رئيس سابق للولايات المتحدة أن يحول قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس لواقع، إلا ترامب الذى يتعامل مع الأنظمة العربية بلغة رجل الأعمال، فالعرب يحققون الأحلام الأمريكية مقابل بقائهم فى الحكم، وعلى طريقة الدفع المقدم.

فنحن صنعنا من هذا الخنزير بطلا قوميا فى إسرائيل بل قديسا، بعدما أصبحنا نطوف حول البيت الأبيض لنتلقى التعليمات تلو التعليمات، وكان المقابل هو تحدى مشاعر الفلسطينيين والعرب والعالم الإسلامى ونقل السفارة الأمريكية للقدس، منذ يومين.

ودعونا نؤكد أن الكلمات لا تصنع مواقف، والشعارات لا تصنع مبادئ، والمقاومة هى الطريق الشرعى للتصدى للاحتلال الأمريكى والإسرائيلى لقدس عالمنا العربى.

فلذلك نقترح عقد قمة عربية طارئة واتخاذ قرار بأن تكون القدس الشرقية هى عاصمة دولة فلسطين العربية، ودعم المقاومة الفلسطينية فى الأراضى المحتلة، وهذا لن يحدث إلا بتوحيد الصف الفلسطينى الذى ساهم تشرذمه بشكل أو بآخر فى الاستخفاف بقضية الشعب الفلسطينى الذى يدفع الثمن وحده فى مقاومة الاحتلال الصهيونى الذى يمارس القتل والاعتقال الهمجى كل يوم، منذ مسيرات الحجارة التى بدأها خليل الوزير وحتى مسيرات العودة التى يستشهد الآن من أجلها زهرة شباب فلسطين، ولا ننسى بالطبع الموقف البطولى الذى فعلته الطفلة الشجاعة عهد التميمى التى أذهلت العالم فى مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلى.. فبدلا من قيام بعض الدول العربية بتمويل الميليشيات الإرهابية فى سوريا وليبيا وغيرهما، علينا جميعا أن ندعم ونمول المقاومة الشرعية للشعب الفلسطينى، ونمول عودة اللاجئين، خصوصا الآن بعدما أصبحت فلسطين مراقبا دوليا بالأمم المتحدة يحترمه العالم، فيجب أن نستغل هذا الحدث سياسيا وإعلاميا لتعرية القبح الإسرائيلى الأمريكى الذى لا يعترف بحقوق الإنسان ويدعى أنه يدافع عن الحريات.

ونحن نتساءل: أين المنظمات الدولية مثل «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية»؟ ولماذا التزمت الصمت القاتل إزاء جرائم إسرائيل التى راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى؟.. فى الوقت الذى تدق فيه طبول الحرب على مصر عندما يحدث حادث عابر فإذا بها تملأ الدنيا صراخاً وتزييفاً للحقائق والمواقف.. فلمصلحة من هذا إذن؟.

ومتى يستفيق العرب من غفوتهم ليبصروا حجم الخطر الذى يحيط بهم من كل جانب قبل أن يخرجوا من التاريخ أو على الأقل من المستقبل؟!.