أسامة شرشر يكتب: فضيحة «التجمع»
لقد كشفت السماء والأمطار عن الخلايا الفاسدة فى قيادات المدن الجديدة، وخاصة فى التجمع الذى بات حديث الشارع المصرى والعربى، لأنها منطقة جديدة واعدة وبعيدة عن العشوائيات وفساد المحليات.
وهنا أتذكر قضية رئيس مجلس إدارة شركة المسبوكات الوطنية الأسبق الذى كان من المفترض أن يقوم بتوريد كل أدوات الصرف إلى هذه المدينة الجديدة من خلال معايير ومقاييس من ألمانيا، وفجأة تغيرت الشركة وجاءت شركة أخرى لتحقيق المكاسب المالية الرهيبة على حساب البشر وحياة المواطنين، وهذه هى الطامة الكبرى التى نعيشها والتى علينا أن نواجهها، فالفساد وصل إلى البلاعات والبنية التحتية فى المدن الجديدة بسبب بعض الأشخاص والشركات الذين يتربحون تربحاً غير طبيعى من خلال مزادات الأراضى واللعب فيها، وقد وصلوا بفسادهم وشرورهم حتى للإسكان الشعبى الخاص بالغلابة والفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، ولدينا مثال فى الاستيلاء على شقق الإسكان الاجتماعى فى مدينة منوف.. فهؤلاء كل هدفهم هو الحصول على الأموال كى يحققوا أرباحاً خيالية على حساب البنية التحتية فى هذا القطاع الهام والحيوى.
إن رائحة الفساد كادت تزكم الأنوف مع أول اختبار حقيقى للتجمع فى مواجهة الطقس والأمطار، ولهذا استدعى الأمر وجود اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، فى موقع الحدث بالقاهرة الجديدة (التجمع الخامس)، وكانت المفاجأة الكبرى أن الفساد أغرقها بعد أن وصل للبلاعات وليس للركب فحسب، وهذه مسئولية سياسية على الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، هذا الرجل النظيف جداً، ولكنه دخل عش الدبابير حيث تعشش أدوات وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، فلم يستطع أن يتخلص من هذه الشياطين المتحركة فى البلاعات والمواسير، حتى أصبحوا يمثلون لوبى جديدا فى المدن الجديدة على حساب المرافق والبنية التحتية التى لم تسلم من فساد الضمائر، وهذا ما كشفت عنه السماء والأمطار التى كانت بمثابة جهاز إنذار ربانى مبكر، وتحذير لنا جميعا أنه عندما تغيب الرقابة ويختفى الضمير، فكل شىء مباح حتى غرق الناس.
وتمثل فضيحة التجمع جريمة بكل المقاييس فى حق الوطن والمواطن المصرى، والمشكلة الحقيقية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحاول أن يعبر بالمصريين إلى سلم الشفافية والمصارحة، ويقول دائما يا مصريين انتبهوا.. إلا أننا لا ننتبه إلى لوبى الفاسدين والمحتكرين، الذين عادوا تحت غطاء الأعمال ليعبثوا بكل مرافق مصر، ويوفروا الفرصة للآلة الإعلامية الإخوانية والتركية والقطرية والأمريكية لتشوه الدولة المصرية وتجذبها للوراء وهذه هى الكارثة الكبرى.
وأتعجب من تصريحات محافظ القاهرة بأن جهاز القاهرة الجديدة ليس تابعا له، والحقيقة أنه هو المسئول عن دبة النملة فى محافظة القاهرة، مسئولية سياسية وأخلاقية وتنفيذية.. لتكن بداية تطهير ووضع كل مسئول أمام مسئولياته، فإما أن تكونوا على قدر المسئولية أو ترحلوا.. ارحموا هذا الشعب يرحمكم الله.
وشكر الله سعيكم.