أسامة شرشر يكتب: صدمة الإخوان وأردوغان والأمريكان
لقد كررنا كثيرًا أن الأمريكان وأردوغان لا يعرفون مفردات الشعب المصرى، ولم يدركوا جينات وشفرات المصريين، ولهذا أحدثت انتخابات المصريين فى الخارج صدمة لوسائل الإعلام الغربية، والأمريكية الممولة من تميم وأردوغان والأمريكان الذين كانوا يراهنون على عدم خروج المصريين للتصويت فى الانتخابات، خاصة فى الخارج قبل الداخل.
ولكن أصوات المصريين أصمت آذانهم، وأذهلت عيونهم، وأصيبوا بالصدمة أمام خروج المصريين فى كل بلاد الدنيا للمشاركة فى العرس الانتخابى ليقولوا نعم لمصر، ونعم للدولة المصرية، ونعم للرئيس عبدالفتاح السيسى.
واللافت للنظر فى سابقة تحدث لأول مرة فى تاريخ الانتخابات فى العالم، أن تخرج امرأة مصرية عظيمة، وهى تحمل جهاز التنفس الاصطناعى وتصر على الإدلاء بصوتها لصالح الحبيبة مصر، والأكثر إذهالاً، عندما تقف طفلة لم يتجاوز عمرها 6 سنوات رافعة علم مصر، قائلة «تحيا مصر»، أما السفارة المصرية فى الكويت فهذا يجعلنا نفكر فى هذه الرسائل الخطيرة لما حدث والتى تؤكد أن هذا الشعب لم ولن يفنى، وأنه عندما يشعر بأن أحدا يقترب من أرضه وعرضه، يخرج بكل قوته وعظمته ومصريته وأصالته، قائلا: لا للتطرف.. لا لوسائل الإعلام مدفوعة الأجر.. لا لكل محاولات إسقاط الدولة المصرية.. لا لكل محاولات إرسال الإرهابيين والدواعش وإخوانهم لمصر.. لا لكل المدعين الذين كانوا يحلمون بمقاطعة الشعب المصرى لانتخابات بلاده نظير حفنة من الدولارات.
إن الديمقراطية بمفهومها الواسع هى حكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه، وأعتقد أن خروج ملايين المصريين فى الخارج يعطى دلالة على أن هذا الشعب يعشق الحرية، ويرفض الإملاءات الغربية، ويحلم بأن تكون مصر قوية، فلذلك هب المصريون فى الخارج للمشاركة فى الانتخابات، وشاهد الجميع طوابير النساء والرجال وحتى الأطفال والتى أذهلت وكالات الأنباء العالمية، وكذلك حضور الشباب المصرى فى الخارج كان رسالة قوية بأنه يعشق بلده حتى لو كان فى آخر الدنيا.
ولن ننسى الدور المكوكى الذى لعبته السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، فى حشد الطاقات الإيجابية للجاليات المصرية فى الخارج، فلعبت دورا مكوكيا من كندا إلى فرنسا والكويت والسعودية والإمارات وأغلب بلدان العالم، بالإضافة إلى دور السفراء والعاملين فى السفارات المصرية، وأعضاء الدبلوماسية المصرية العريقة، الذين تحملوا ما لا يتحمله بشر، فى الإعداد والترتيب وإخراج هذه الأيام الانتخابية بمنتهى البساطة والمشاركة الإيجابية بلا تعقيدات.
فالبروفة الأولى للانتخابات فى الخارج أعطت رسائل قوية وأحدثت فتنة فى صفوف التنظيم الدولى للإخوان والأمريكان وأردوغان، فجعلتهم خارج نطاق التفسير لما يجرى حولهم من تركيبة المصريين.. فعاشوا فى غيبوبة داخل غرفة العناية المركزة التى أقامها لهم الشعب المصرى، وسيرتبون أوراقهم الإعلامية والإلكترونية مثلما حدث فى 30 يونيو ويدعون أنه لم يخرج أحد!
الحقيقة الأخرى أن خروج المصريين فى الخارج فى كل أنحاء الدنيا، جعل الحمل على المصريين فى الداخل كبيرا، فالذين قطعوا آلاف الأميال يقولون لذويهم فى مصر يجب أن تخرجوا وتخرجوا وتخرجوا، فليس هناك مبرر أو قوة تمنعكم من أن تخرجوا، فأنتم الذين تعيشون داخل وطن لا يعادله وطن فى العالم، فيجب أن يكون الخروج مذهلاً للعالم كما أذهلناه نحن، حتى يصابوا بالسكتة الإعلامية والصمت لأنهم سيبحثون عن مكان آخر يحاولون فيه نشر مخططاتهم التى تسقط مخططاً تلو مخطط، بعد عمليات سيناء 2018 التى يقوم بها خير أجناد الأرض من القوات المسلحة والشرطة، وهم لا يدركون معنى خير أجناد الأرض، هؤلاء الجنود هم خير أجناد الأرض لأنهم أبناء الشعب المصرى من كل حارة وشارع ومدينة وقرية فى رباط إلى يوم الدين، وهذا سر جنون الإخوان ومن والاهم، ولهذا سينقلون دواعشهم وإخوانهم وأجهزة استخباراتهم إلى ليبيا الشقيقة لمحاولة تهديد مصر من مكان
آخر، ولكن «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».
فهنيئاً لمصر وللمصريين، ورب ضارة نافعة حيث تحولت دعواتهم للمقاطعة والتشكيك إلى دعوة للمصريين للدفاع عن أرضهم ودولتهم وحضارتهم وتاريخهم ورئيسهم، لأن مصر ليس مجرد بلد نعيش فيه، بل هى بلد يعيش فينا إلى يوم القيامة.