أسامة شرشر يكتب: 26 مارس.. مصـــــــــر تنتــــــــفض
تمر مصر بمرحلة خطيرة فى تاريخها ما بين تآمر أعداء الخارج وخونة الداخل ممن يريدون إفساد انتخابات الرئاسة سواء بالترهيب أو بالدعوة للمقاطعة، وهو خطر يجب أن يتنبه إليه كل الشعب ويرد عليه عملياً، رافضاً كل دعوات عدم النزول للتصويت فى الانتخابات الرئاسية التى تبدأ 26 مارس الحالى، ومشاركاً بكثافة ترسل رسالة للعالم أجمع عن التلاحم بين الشعب والدولة، وأحذر من التواكل والثقة والاطمئنان للنتيجة بما يضع الدولة المصرية على المحك، ويعطى فرصة على طبق من ذهب لجماعة الإخوان الإرهابية ومن والاهم للتشكيك ومهاجمة الدولة المصرية بالشائعات والافتراءات.
إن الأعداد الكبيرة المطلوب نزولها لا بد أن تتجاوز عدد المصوتين فى الانتخابات السابقة، لأن حالة الحصار الدولى من الآن جاهزة وقائمة ومرتبة، من خلال سيناريوهات معدة مسبقا، فلا عجب أن نرى أعضاء فى مجلس العموم البريطانى، فى هذا التوقيت والانتخابات الرئاسية على الأبواب بعد أيام والدولة المصرية مشغولة بها يطالبون بالسماح للجنة منه بزيارة الرئيس المعزول محمد مرسى، والأخطر أن السيناتور الأمريكى جون ماكين طالب وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون، بالتدخل المباشر لدى الحكومة المصرية، للتأكيد على نزاهة الانتخابات الرئاسية، وهذا يجعلنى أشعر أن مصر فى خطر، ليس بالأقوال ولكن بالأفعال.
والمفاجأة أن التنظيم الدولى للإخوان المنتشر فى شرايين 70 دولة فى العالم، خاصة الدول الفاعلة، يجهزون الآن- فى حالة عدم خروج الشعب المصرى بأكمله إلى صناديق الاقتراع- لعمل مجلس رئاسى وحكومة موازيين فى الخارج، والإيهام بأن هذه الجريمة تحظى بشرعية دولية، وهذا هو السيناريو الأسود، الذى يجب أن تنتبه إليه كل فئات الشعب المصرى، وعلينا جميعاً أن نتجنب الآن خلافاتنا السياسية فى كافة الملفات، لأن أمن الوطن والمواطن هو الأمن القومى الحقيقى، وعبور الدولة المصرية هذه الانتخابات سيكون رسالة قوية للخارج أن مصر قادمة، على المستوى السياسى والاقتصادى والحقوقى.
ودعونى أقل بكل أمانة صحفية وأخلاقية، كنائب أمثل الشعب المصرى، وكصحفى، إن فاتورة نجاح الرئيس السيسى لا يمكن أن تقابل بفاتورة فشل الآخرين داخليا وخارجيا، وهذه هى الإشكالية الحقيقية، أن أردوغان أو الأمريكان أو التنظيم الدولى للإخوان، كلما نجح الرئيس فى إحداث طفرة اقتصادية فى مجال الغاز والطاقة والطرق وتنمية المشروعات فى المحافظات، جن جنونهم وسعوا لمزيد من التآمر، وفى كل مرة بفضل الله وبفضل هذا الشعب الواعى يفشلون فى كل محاولات الاختراق.
المحور الثانى والأهم أننا الدولة الوحيدة فى العالم التى تواجه الإرهاب منفردة من خلال خير أجناد الأرض رجال القوات المسلحة والشرطة فى عملية سيناء 2018 دون الاستعانة بأى قوى أخرى أو دعم من أى أحد، وهذا هو سر جنون الغرب أن سيناء التى كان السيناريو المعد لها هو فصلها عن مصر وأن تكون إمارة إسلامية، ومن خلال الآلة الإعلامية الغربية وإعلام السماوات المفتوحة بكل تقنياته تم الترويج بأن صفقة القرن (صفعة القرن) ستكون سيناء الوطن البديل للفلسطينيين وحل قضية الصراع العربى الفلسطينى على حساب أرض سيناء، أرض الأنبياء.
فلذلك دعونا نتفق رغم كل شىء أن الوطن فى أزمة حقيقية وأن مصر تُحَاصر وأن هناك مخططات تديرها وتخطط لها منذ زمن أجهزة الاستخبارات الغربية محاولين بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة اختراق الدولة المصرية، وتشويه وإسقاط الرئيس السيسى من خلال المصريين.
فلذلك أتمنى أن يدرك المصريون أن نزولهم إلى صناديق الانتخابات أيام 26، 27، 28 مارس- هو وسيلتهم للعبور إلى شاطئ الأمان، والتأكيد للعالم على ثقة الشعب المصرى فى شرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن العالم يعتبر أن من أبسط قواعد وأدبيات الديمقراطية «حُكم الشَعب نَفسِه بنفسِه ولنفسِه»، فلذلك أصرخ من أعلى مئذنة فى قاهرة المعز «صندوق الانتخابات يا مصريين، وخروجكم بالملايين هو ورقة الإنقاذ الشعبية الوحيدة لمواجهة كل من يريد بمصر سوءا».
يا كل امرأة ويا كل رجل ويا كل شاب مصرى عظيم، نحّوا مطالبكم المشروعة الآن، وفعّلوا حقوقكم الدستورية، بالنزول والمشاركة فى الانتخابات يوم 26 مارس، فكما أنت لك حقوق دستورية، عليك واجبات دستورية يجب أن تؤديها، وإياكم والشائعات والشعارات والأموال التى سيتم ضخها لمحاولة تشويه وإسقاط الوطن.. وليكن شعارنا هو «مصر تنتفض» وتهز العالم بالإقبال على صناديق الاقتراع، وأنا أراهن دائما على المرأة المصرية وذكائها ووطنيتها.
مصر بإذن الله تمصّر غيرها ولا تتغير.. وستظل فى رباط إلى يوم الدين.