قراءة في زيارة محمد بن سلمان
حالة سعار وهياج أصابت الإخوان وأردوغان وقطر منذ وصول الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية، لمصر.. وقد زاد الهياج مع توقيع الاتفاقيات الضخمة التى ستنقل المنطقة بأسرها لمرحلة جديدة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.. وهو ما دفع إعلام الإخوان والتنظيم الدولى لتقديم قراءة مغلوطة عن عمد وقصد لهذه الاتفاقيات فى إطار حملة التشكيك التى ينتهجها هؤلاء ظناً منهم أنها يمكن أن تهدم الهرم أو تجفف النيل بينما هم واهمون .
حقيقة الأمر التى يهربون من مواجهتها أو لا يحتملونها لما فيها من خير لمصر والسعودية هى أن هذه الزيارة من الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، إلى مصر- تمثل نقطة تحول خطيرة فى المنطقة على كافة المستويات.
فمن ناحية يأتى اختيار مصر لتكون نقطة انطلاق أول جولة خارجية لولى العهد السعودى بعد توليه المنصب، ليؤكد أن مصر عادت مرة أخرى وبقوة إلى موقعها الطبيعى، لتقود مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قاطرة العالم العربى، نحو التنمية التى تتناسب مع العصر ومتطلباته.
ومن ناحية أخرى، فإن هذه الزيارة تأكيد على أن مثلث مصر- السعودية- الإمارات، هو درع الأمة العربية للتصدى لأطماع إيران الفارسية فى الخليج العربى، ولأطماع أردوغان فى الشام، ولأوهام أمير قطر فى العبث بمقدرات وأمن الأمة العربية لينشر فيها الفساد والإفساد والعنف والإرهاب .
كما تأتى هذه الزيارة فى هذا التوقيت الحساس، لتنهى الشائعات مدفوعة الأجر التى انتشرت فى بعض الصحف الغربية وغيرها من عالم الإنترنت ومواقع التواصل عبر اللجان الإلكترونية عما يسمى صفقة القرن التى جرى الترويج لها، باعتبار أنها تشمل التنازل عن سيناء للفلسطينيين، فإذا بهذه الزيارة تكشف حقائق جديدة تجعل من أكذوبة صفقة القرن، صفعة القرن، خاصة بعد قيام القوات المسلحة المصرية العظيمة، بالعملية الشاملة سيناء 2018، وتطهير سيناء من غربان الظلام وخوارج العصر من الإرهاب اللعين الذى تصور أن التمويل والسلاح من خزينة تميم وأردوغان قادر على هزيمة مصر، وها هى هذه الأرض المباركة تشهد أكبر عملية تنمية فى تاريخها وفق دراسات وخطط طويلة الأمد، لتتحول من وكرٍ للإرهاب ومأوى للإرهابيين إلى محور للتنمية، وعامل جذب هائل للاستثمارات الأجنبية، خاصة الاستثمارات الخليجية فى مجالى السياحة والصناعة، خصوصا بعد توجيهات الرئيس بتوجيه 275 مليار جنيه لتنمية سيناء وتأسيس بنية تحتية قوية فى كافة المجالات تستوعب هذه الاستثمارات الجديدة.. عاش جيش مصر وشعبها والأمة العربية، وأهلك الله قوى الشر أفراداً وجماعات ودولاً. لقد خلقت الزيارة سواء فى جانبها الروحى بزيارة ولى العهد للأزهر والكنيسة والأوبرا أو بجانبها الاقتصادى واقعاً جديداً وجسدت روح أمة تولد من جديد.
ولا عزاء للخونة.