أسامة شرشر يكتب: رسائل «غرفة العمليات»
أكثر ما لفت نظرى فى اجتماع القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقيادات الجيش، فى غرفة عمليات قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، هو كم المعلومات التى طرحها الفريق محمد فريد حجازى، رئيس الأركان.
فلأول مرة نستمع لشرح تفصيلى يشمل عدد رجال القوات المسلحة، ومن كافة الأجهزة التى تشارك فى العملية «سيناء 2018» وإن دل هذا على شىء فإنما يدل على أن القيادة تتبع مبدأ الشفافية والمصداقية وتداول المعلومات بالأرقام والحقائق، وهذه نقطة فى منتهى الخطورة ترفع معنويات المواطن المصرى، وتؤكد أن قواته المسلحة تعمل بشكل علمى وعلى مرأى ومسمع من العالم فى أخطر عملية عسكرية فى العصر الحديث لمكافحة الإرهاب، وتعتمد على الكفاءات من رجال القوات المسلحة وتستخدم كافة الأساليب الحديثة للتصدى لهذه الميليشيات الإرهابية التى اجتمعت من كل بقاع الأرض لتحاول فصل سيناء عن أرض الوطن وتحقيق حلم التنظيم الدولى للإخوان فى جعل سيناء إمارة بعيدة عن سلطة الوطن الأم.
وكشف الرئيس عبدالفتاح السيسى من غرفة العمليات عن أخطر رسالة للعالم، وهى أنه لا تنازل عن شبر من أرض سيناء، وهو أمر يفضح ألاعيب ومخططات بعض وسائل الإعلام العالمية المأجورة، التى كانت تردد ما يسمى بصفقة القرن، فجاءت رسالة السيسى لتكون صفعة القرن على وجوههم. الرسالة الثانية تتمثل فيما طالب به رئيس الأركان من أن تمتد مهلة العملية لفترة جديدة، للمحافظة على أرواح المدنيين لأن الإرهابيين إما يختبئون تحت الأرض، أو يظهرون فوق الأرض بين أبناء سيناء الشرفاء فى المناطق المزدحمة.
الرسالة الثالثة أن أجهزة جمع المعلومات تواجه حربا شرسة، يستخدم فيها الإرهابيون كل التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المشفرة التى تمدهم بها أجهزة استخبارات تعمل بتمويلات بلا حدود، لمحاولة إفشال العملية، وهم فى حالة ذهول من أن الجيش المصرى هو الجيش الوحيد الذى يحارب الإرهابيين دون الاستعانة بأى أحد، وحقق كل هذه النجاحات، وهذا سر وعظمة العسكرية المصرية الوطنية، وثقافة خير أجناد الأرض الذين تهفو نفوسهم للشهادة، وعقيدتهم هى الحفاظ على الأرض، وهذا سر من أسرار شخصية المقاتل المصرى.
الرسالة الرابعة، التى تعد أهم هذه الرسائل من غرفة عمليات القوات المسلحة، هى إعلان الرئيس السيسى رصد 275 مليار جنيه لتنمية سيناء وإقامة مشروعات فى كافة المجالات لزراعة البشر على الأرض، كأفضل رد على المدعين الجدد، وفى نفس الوقت أفضل تأكيد عملى على نجاح عملية القوات المسلحة والشرطة الوطنية وأن الأرض أصبحت ممهدة لتنمية أرض الفيروز بعد أن غابت عنها لسنوات سابقة عين الاهتمام.
الرسالة الخامسة أن توقيت الزيارة وبثها على الهواء مباشرة بعث الفخر فى نفوس المصريين، وأرسل رسالة شديدة الإيجابية فى نفوس الشباب للمشاركة فى الحفاظ على الوطن، لأن الصورة لا تكذب ولا تتجمل، والدولة المصرية لأول مرة فى تاريخها تواجه محاولات إسقاطها من كافة الاتجاهات، ويستخدم العدو فى هذه المحاولات كل الأساليب مهما بلغ انحطاطها، بل تواجه الدولة أيضا حروب الجيلين الرابع والخامس الممثلة فى الشائعات والأكاذيب والتضليل وهز الثقة بين الشعب وقياداته.
وقد أردت أن أنبه إلى هذه الرسالة الهامة ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية، وأتمنى أن تتحول كل محافظات مصر إلى غرف عمليات ليخرج الملايين تلو الملايين من البشر إلى الشوارع ليقولوا نعم لمصر.. نعم للجيش.. نعم للأرض.. نعم للرئيس عبدالفتاح السيسى.. لنقيم بعدها سرادقات العزاء على هؤلاء الذين راهنوا على إسقاط الوطن، وليعلموا يقيناً أن مصر باقية موحدة قوية إلى يوم الدين.