النهار
الأحد 29 ديسمبر 2024 08:23 صـ 28 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: السيسى.. والانتخابات والأمريكان

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، زادت المؤامرات التى تحاك ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتوزعت فى كل الاتجاهات، فتارة يتم اللعب بورقة الأقباط، وتارة أخرى بورقة حقوق الإنسان، وكلما تجاهلنا كل هذه المزاعم زاد التصعيد ضدنا حتى إننا قد نفاجأ باتهامنا بانتهاك حقوق الحيوان!
والواقع أن الهدف الرئيسى من كل هذه الحملات الإعلامية مدفوعة الأجر بواسطة التنظيم الدولى للإخوان وأردوغان، هو الجائزة الكبرى بالنسبة لهم، وهو الرئيس السيسى شخصياً الذى أفسد كل مخططاتهم فى كل ملفات الشرق الأوسط.
فلذلك سيزداد الموقف اشتعالاً، وستستمر حرب الخنادق الإعلامية الممولة، والتى توجه ضرباتها إلى كل الملفات، لاختلاق أزمات على كافة المستويات، وما يجرى وسيجرى فى السودان الشقيق- هو بداية لمحاولة خلق فتنة بين الشعبين المصرى والسودانى، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يتم اختلاق أزمة فى ليبيا بين حفتر وفايز السراج، حتى لا تستقر الأوضاع فى ليبيا، فينعكس ذلك على مصر، وكذلك هناك محاولات حثيثة لإفساد القضية الفلسطينية بعد أن نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إقناع كل الأطراف المتنازعة بالجلوس على مائدة المصالحة.. والهدف من كل ذلك هو إشعال كافة الحدود المصرية وتصدير أزمات للسيسى حتى يكون الحصار فى كل الملفات وعلى كافة المستويات. 
كل هذا يتم لأنهم ما زالوا يعيشون أياما ولّى زمانها، ويتخيلون أنه ما زال لهم الحق فى السيطرة على القرار السياسى المصرى، والتدخل فى كل ملفات الشأن الداخلى وحتى ملفات السياسة الخارجية، إلا أنهم فوجئوا بقرار مصرى مستقل يعبر عن رؤية مصر الحقيقية، قرار لا ينصاع للضغوط ولا يتحرك خوفاً من سيف المعز أو طمعا فى ذهبه، فبدأوا يضربون فى كل الاتجاهات، حتى وصل بهم الأمر إلى حد الفبركة لإحداث حالة من الاضطراب والبلبلة داخل المجتمع المصرى باستخدام كافة أساليب حروب الجيل الرابع الإعلامية وغير الإعلامية.
وفى محاولاتهم الحثيثة لاستعادة سيطرة زائلة على القرار المصرى، بدأوا مؤخراً فى نقل عناصر تنظيم داعش الإرهابى من الرقة والعراق إلى ليبيا ليكونوا ورقة ضغط على مصر، لتقبل صفقة القرن، ولتتنازل عن جزء من سيناء للفلسطينيين مقابل تخفيف الضغوط، إلا أنهم بحماقتهم لا يدركون جيداً موقف الرئيس السيسى الذى لا يمكن أن يتنازل بأى حال من الأحوال عن شبر من تراب مصر، وهم أيضاً يجهلون مفردات ومكونات الشعب المصرى بكل اختلافاته وتناقضاته، فهذا الشعب لن يسمح أبداً بالاقتراب من رئيسه حتى لو اختلفوا معه، وهذا الشعب يدرك جيداً أن الأمريكان لا يهمهم فى المقام الأول والأخير إلا إسرائيل ومصالحهم هم، أما لعبة الديمقراطية الغربية فمطاطة وفقاً لحساباتهم ومدى رضاهم.
ولذلك أصيبت نائبة السفير الأمريكى بحالة من الذهول والصدمة عندما شاركت فى قداس عيد الميلاد المجيد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بسبب الاستقبال الأسطورى الذى تلقاه الرئيس السيسى فور وصوله قاعة القداس من كافة المشاركين، فالأقباط يرون فى الرئيس السيسى رئيساً وعدا فأوفى، وهو من الرؤساء القلائل الذين شاركوا فى قداس عيد الميلاد 3 سنوات متتالية. المهم أن السياسة الأمريكية أصيبت بالذهول والصدمة، لأن هذا الاستقبال الحافل يفسد تماماً مخططاتهم للعب بورقة الأقباط والمتاجرة بها فى الكونجرس الأمريكى، وأى محاولة جديدة للعب بهذه الورقة يفقدهم المصداقية تماماً أمام العالم كله.
وكان الرد الأكبر عندما توحدت الإرادة الكنسية ممثلة فى البابا تواضروس، مع الإرادة الأزهرية ممثلة فى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لرفض استقبال نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس على خلفية قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس. 
كل هذه الردود الشعبية والدينية والسياسية جعلتهم يفقدون عقولهم ويشنون حملات مسعورة من خلال جريدة «نيويورك تايمز» تستهدف ضرباً فى الداخل المصرى، من خلال نشر تسريبات مفبركة والزعم بأنها لضابط مخابرات مصرى، يقول كلاماً لا يعقل عن القضية الفلسطينية، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على الغباء فى إخراج الحبكة الإعلامية المراد بها تشويه الدولة المصرية.
فلذلك أقترح- بعيداً عن سياسة رد الفعل العقيمة- أن نقوم بنشر كل ملفات التعذيب والعنف والتفرقة والإعدامات بحق السود فى أمريكا، ليعرف العالم أنه لا ديمقراطية حقيقية فى هذه البلدان إلا أنها لعبة مفضلة لديهم يضغطون بها على الدول للحفاظ على السيطرة الأمريكية على العالم، ولكن داخل البيت الأمريكى توجد كل أشكال العنصرية، وتمارس كل أوجه الديكتاتورية.
أما مصر فإنها ستجرى انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة على مرأى ومسمع من العالم لنشاهد مجدداً محبة الشعب للرئيس السيسى واجتماعهم حوله وتوحدهم نحو اختياره لفترة رئاسية جديدة.