أسامة شرشر يكتب: غزوة الإرهاب فى سيناء!!
التساؤل الذى يحير الشعب المصرى بعد غزوة الإرهاب الكافر الفاجر فى سيناء على مسلمين مسالمين عُزل فى قرية الروضة ببئر العبد هو: لماذا تتخذ وسائل الإعلام الغربية موقفاً معادياً للدولة المصرية عند حدوث عملية إرهابية ضد مصر؟!
إن السقطات المهنية الإعلامية المتعمدة للإعلام الغربى فى تغطيته للجرائم الإرهابية بمصر تؤكد أن هناك مخططاً لتشويه مصر واتباع كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لإضفاء مشروعية على الأعمال الإرهابية عبر وصف هؤلاء الإرهابيين بالمقاتلين أو المتشددين، ويذكرنى هذا بتعبير مرسى الشهير فى المساواة بين الجلاد والضحية بين الخاطف والمخطوف عندما طالب الأمن بالحفاظ على سلامة الخاطفين والمختطفين.
إن موقف هذا الإعلام يجعلنا نفكر ونحلل موقفه الذى يتلاقى مع مع مواقف التنظيم الدولى للإخوان ونتساءل: هل هناك تنسيق بين إيران وتركيا وقطر وإسرائيل والإرهاب والإرهابيين فى محاولة إرباك الدولة المصرية؟!
وبموضوعية شديدة نتساءل: لماذا سيناء؟ خاصة عندما تطرح الوزيرة الإسرائيلية جيلا جملئيل منذ أيام فكرة أن تكون سيناء هى الوطن البديل للفلسطينيين. وهنا يتضح الموقف الشيطانى بين اللوبى اليهودى وإسرائيل وكل من طهران وأنقرة والدوحة.
فالعملية الإرهابية الأخيرة التى وقعت بمسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء وقعت فى منطقة تبعد عن محور قناة السويس بـ100 كيلو متر فقط وهى أول عملية نوعية تتم داخل مسجد بمصر أثناء الصلاة بما يذكرنا بالتتار.
فالمسجد قبل هذه الجريمة البشعة كان رمزاً للأمان الدينى والنفسى لكل من يتواجد بداخله، لأن مصر خالية من المذهبية والطائفية، ولهذا فإن رسالة هذه العملية محاولة لنشر الرعب بأنه لا مكان آمناً، وهذا المخطط لا يحدث من فراغ فالقوات المسلحة بكل أجهزتها تسيطر على هذه المنطقة براً وبحراً وجواً بالإضافة إلى جهاز الشرطة الوطنى الذى ينسق مع الجيش والأمن الوطنى الذى استعاد كفاءاته المعلوماتية فى رصد تحركات الإرهابيين لحصار ومحاربة الإرهاب بهذه المنطقة، وكل المعلومات تؤكد أن الإرهاب نتيجة الحصار، رغم كل ما يتلقاه من دعم مخابرات خارجية لدول بعينها، وصل به الحال إلى أنه يعانى نقصاً فى الماء والغذاء دفعه لمحاولة الاستعانة بالقبائل لمعاونته، لكنه وجد رد فعل قوياً من جانب القبائل وصل إلى حد الإمساك بأى إرهابى يلجأ إليهم وتسليمه لقوات الأمن، خاصة من جانب القبائل القوية مثل قبيلة السواركة الوطنية التى تنتمى لتراب هذا الوطن.
ولهذا فإن هذا الحادث الإجرامى أراد فيما أراد أن ينتقم من هذه القبائل لموقفها الوطنى؛ فارتكب هؤلاء القتلة هذه الجريمة البشعة التى لم تحدث طوال تاريخ مصر على مر العصور والأزمنة، حيث استغل هؤلاء القتلة الخونة وجود المواطنين العُزل فى المسجد ليرتكبوا هذه الجريمة البشعة التى أدانها العالم كله شرقه وغربه.
كما أن ثمة تساؤلاً آخر يثير الحيرة وهو خاص بأسباب صمت المنظمات الحقوقية فى مصر على هذه الجريمة وعدم التعليق لها وكأنها توجه رسالة صامتة بالموافقة على هذه العملية بل السعادة لها؟!
ربما موقف هذه المنظمات يكشف أنها مجرد أدوات فى يد المنظمات الدولية، واتخذت موقفها حتى لا ينقطع عنها التمويل والدولارات، فقد عودتنا هذه المنظمات أنها تصرخ وتولول وتملأ الفضاء الإلكترونى والإعلامى بهذا الصراخ وتستعدى على مصر هيومن رايتس ووتش وفريدم هاوس زاعمة أنه لا توجد حريات ولا حقوق إنسان بل يوجد فقط عنف وتعذيب حتى تبدأ المنصات الإعلامية الغربية فى إطلاق قذائفها ضد الحكومة والدولة المصرية.
علينا ونحن ندير هذه الكارثة أن نتعامل مع التغير النوعى فى العمليات الإرهابية الذى تنقل ما بين استهداف رجل الأمن والكنائس وصولاً للمساجد لندرك أنه علينا القيام بعمل جاد لمواجهة الفكر المتطرف، فأكثر مرتكبى العمليات الإرهابية من الشباب، ما يستدعى ضرورة فتح حوار مجتمعى حول هذا الموضوع وإنشاء أكاديميات للشباب فى كل المحافظات للاستماع لأفكارهم وآرائهم بما فى ذلك السلبيات التى يرونها مع ضرورة العمل على إشراكهم فى العمل السياسى، حيث إن عزوفهم واللامبالاة من جانبهم هو ناقوس خطر يجب ألا نتجاهله، فالإحصائيات تشير إلى أن 60% من سكان مصر من الشباب، كما يجب تفعيل الخطاب الدينى وإرساء قيم الحوار والتسامح وتقبل الآخر، والتعبئة الحقيقية للجبهة الداخلية يجب ألا ترتبط بوقوع الحوادث الإرهابية فقط بل يجب أن تتم بصورة مستمرة كما يجب تغيير المناهج الدراسية فى التعليم العام والأزهرى لتتناسب مع الخطر الذى نواجهه والذى وصل إلى ذروة الإجرام.
كما يجب أن نعمل على تجديد الخطاب الإعلامى، لأننا- وللأسف الشديد- نخاطب أنفسنا إعلامياً ونتعامل بسياسة رد الفعل الإعلامى وليس بسياسة المواجهة عبر التوضيح والتحليل وتقديم المعلومات بشأن ما يحاك ضد مصر من مؤامرات.
كما يجب تفعيل المكاتب الإعلامية فى الخارج لأننا فى حرب إعلامية خطيرة مفتوحة يستخدم فيها أعداؤنا كل الوسائل.
وأقترح على رجال الأعمال المصريين تدشين قناة إعلامية عالمية مخصصة لمخاطبة أوروبا وأمريكا من خلال كوادر مصرية مهنية تعى أبعاد التهديد الإرهابى ومخاطره على مستقبل هذا الوطن وعلى أمنه القومى.
كما أقترح، كنائب، فى البرلمان استبدال طريقة طرق الأبواب الخاصة بالتعامل مع البرلمان الأوروبى والكونجرس الأمريكى بضرورة دعوة اللجان البرلمانية المختصة بالشرق الأوسط وحقوق الإنسان والحريات لزيارة مصر والاطلاع على أوضاع السجون ليشاهدوا على أرض الواقع أكاذيب الإخوان والإرهاب ومخططات مخابرات بعض الدول لشل الدولة المصرية وإعاقة مسيرتها نحو التنمية الاقتصادية.
أعتقد أن الرصاص الذى أُطلق على مسجد الروضة هو تنبيه لنا لنسرع باتخاذ القرارات القابلة للتنفيذ على أرض الواقع فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتنمية.
وقد آن الأوان لتنمية شمال سيناء وزرعها بالبشر للقضاء على الحلم والوهم بإقامة إمارة سيناء الإرهابية وللرد على الأصوات الصهيونية التى تدعو لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لإقامة دولة فلسطينية مثلما زعمت الوزيرة الصهيونية جيلا جملئيل، فالبشر والتنمية هما حائط الصد ضد أى مؤامرات بشأن سيناء، مهبط الأنبياء، والتى فيها تجلى الله وكلم نبيه موسى لتبقى مصر وللأبد بلد الأمن والأمان تستقبل زوارها بقوله تعالى «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» سورة يوسف الآية (99).