النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 10:30 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شراكة إستراتيجية بين متجر HUAWEI AppGallery واتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية في الإمارات إصابة 33 في حادث انقلاب أتوبيس سياحي قادما من دهب بطريق السويس- القاهرة خاص| بعد ترشحها لجائزة ”ساويرس” و”غسان كنفاني”.. حوار مع صاحب ”أبشاق الغزال” رئيس الغردقة في جولة تفقدية لبعض المشروعات المقترح افتتاحها في احتفالات العيد القومي فاركو يفوز على سموحة بهدفين في الدوري إنطلاق فعاليات أسبوع العمارة بمهندسي الإسكندرية: ”يوم العمارة” تحت مظلة الإبداع استكمال أعمال تطوير شارع المدارس بالغردقة نقابة الأطباء عن قانون المسؤولية الطبية: أداة للحساب تضاف للقنوات الموجودة (خاص) كارثة حال تطبيقه.. برلمانية سابقة: قانون المسؤولية الطبية يثير تخوف الأطباء (خاص) النني يصعد بالجزيرة إلى نصف نهائي كأس الرابطة الإماراتية بالفوز على العين محافظ القليوبية يفتتح معرض الكتاب الأول بقصر ثقافه القناطر الخيريه الانتهاء من أعمال أحلال وتجديد مرشحات محطة فايد الكبري

مقالات

الجزء الثانى من يوميات صائم

د . صابر حارص
د . صابر حارص

تواصل جريدة النهار نشر يوميات صائم للدكتور صابر حارض استاذ الرأى العام والإعلام والتى لقيت اقبالاً كبيراً من القراء و ننشر اليوم من اليوم السادس للعاشر بعد أن نشرنا فى المقال السابق من اليوم الأول الى الخامس :

( 6 )

سألت نفسك: ما الغاية من الدين كله؛ فروضه وسننه، صلاة وصياما وقرآنا ودعاء وذكرا وقياما وصدقة..الخ، أجاب صلى الله عليه وسلم: الدين هو حسن الخلق، فأتاه السائل من يمينه وسأله: ما الدين يا رسول الله، قال حسن الخق، فاتاه من شماله وكرر السؤال، فقال النبي: حسن الخلق، فاتاه السائل من ورائه وكرر السؤال ما الدين؟ فالتفت إليه رسول الله وقال: أما تفقه؟؟؟

والدليل على ذلك أيضاً: أن خلقه صلى الله عليه وسلم كان القرآن، أي أن الهدف من القرآن كله هو تجسيده في أخلاق يتعامل بها الناس، وقال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم أوصالح الأخلاق، والدين هو المعاملة، وأحب عباد الله إلى الله أحسنهم أخلاقاً، وأحب عباد الله إلى رسول الله وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة أحسنهم اخلاقاً، ولما خلق الله لايمان قال: قوني، فقواه بحسن الخلق، ولما خلق الله الكفر قال قوني، فقواه بالبخل وسوء الخلق

وحسن الخلق هو كف الأذى عن الناس وصنع المعروف لهم وطلاقة الوجه في استقبالهم ولقائهم، والتودد لهم، والإشفاق والصبر على مكارههم، وعدم التكبر والتعالي عليهم، ومخالطتهم باللطف والجمال

أول ما يوضع في الميزان: حسن الخلق والسخاء، ولن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق، وخير ما أعطى العبد:خلق حسن، وسئل الرسول أي الأعمال أفضل؟ قال: خلق حسن.

 

 ( 7)

لقي يوسف نفسه في بئر مظلم من أخوته وهم ابناء نبي بسبب الحسد والحقد، وأول جريمة قتل في البشرية كانت بسبب الحقد من أخ لأخيه (ابني آدم) لأن سيدنا آدم رزق مرتين بتوأم (ولد وبنت ، وولد وبنت) وأمر الله سبحانه وتعالى بأن يتزوج كل ولد الأخت التي لم تولد معه ...فاعترض أحدهما لأن نصيب أخيه كان في الأخت الجميلة.... بعد أن قرب الحاقد قربانا أقل من قربان أخيه.

فإذا كان الله عافاك من الحقد والحسد فأشكره كل يوم، واذا كنت غير ذلك فإعزم على التخلص منه في هذه الأيام المناسبة جدا لذلك ...حيث الرحمات والمغفرة وأبواب الجنة مفتحة وأبواب النار مغلقة والشياطين مقيدة ...الخ

الحقد ينشأ من إغفالك لنعم الله عليك وتركيزك على نعم الله على غيرك.. مع أنك لو خيرت في عملية إبدال شاملة مع المحقود عليه لرفضت..!! ولا يظلم ربك أحدا.

( 8 )

هل تدرك أن من موجبات المغفرة - وأنت في أعظم أيامها : أن من لا يغفِر لا يُغفر له، ومن لا يرحَم لا يُرحم، وأإنه صلى الله عليه وسلم قال ايضاً: لا يدخل الجنة إلاَّ رحيم، والرحيم ليس من رحم نفسه فقط بتركها المعاصي والتوبة عنها، ولكن الرحيم من رحم غيره وغفر لأخيه وسامحه..وأن نية المؤمن خير من عمله، فلا تؤجل ذنبا أو انتقاما لبعد رمضان ربما تموت بهذه النية فلا تأخذ حقك في الدنيا ولا في الاخرة..وقال صلى الله عليه وسلم (بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ولكن يدخلونها بسلامة الصدور وسخاء النفوس والرحمة للجميع حتى الحيوان) وكان ابي الدرداء رحيما حتى على الطير... يتبع الصبيان فيشتري منهم العصافير فيرسلها ويقول: اذهبي فعيشي.... وأربع من حق الآخرين عليك: أن تعين محسنهم بدلاً من أن تحقد عليه، وأن تستغفر لمذنبهم بدلاً من الانتقام منه، وأن تعود مريضهم بدلاً من الشماتة فيه،، وأن تحب تائبهم بدلاً من معايرته بالماضي...

 

 

(9 )

الجاهل السخي أحب إلى الله من العابد البخيل، وبكى الإمام عليُّ كرم الله وجهه يوما، فقيل: ما يبكيك؟ قال: لم يأتني ضيف منذ سبعة ايام، فأخاف أن يكون الله قد أهانني، وقال صلى الله عليه وسلم: السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار....، والبخيل بعيد من الله بعيد عن الجنة بعيد عن الناس قريب من النار.. هذا عن السخاء عامة ... فما بالك بالسخاء في رمضان؟؟!!

 

(10)

"كل بيت لا يدخله ضيف لا تدخله الملائكة"، وقال صلى الله عليه وسلم ايضا "لا خير فيمن لا يضيف" وأجاب على سائل: الايمان هو إطعام الطعام وبذل السلام" ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.. فما بالك بهذا في رمضان؟؟

غير ان الأهم من هذا كله قوله "لا تأكل إلاّ طعام تقي، ولا يأكل طعامك إلاّ تقي" والمقصود هنا الفقراء دون الأغنياء على الخصوص، وقال أيضاً"شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء دون الفقراء" ولا تهمل أقاربك في الطعام لأنه قطع للرحم، ولا تدعي فاسق أو مكروه من الناس حتى لا يتأذى به الحاضرون، لأن إطعام مثل هؤلاء الفاسدين تقوية للفسق، واستقبل ضيوفك بطلاقة وجه وحسن الحديث ولطف اللقاء، وإجعل نيتك بذلك التسنن بسنة رسول الله في إدخال السرور على الضيوف وليس التباهي والتفاخر... الكرم يستحق أكثر من حلقة...