النهار
الإثنين 3 مارس 2025 06:58 مـ 4 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأهلي يكشف آخر مستجدات إصابات اللاعبين الزمالك يُنهي تحضيراته لملاقاة إنبي بالدوري جامعة القاهرة وجامعة شنغهاي الدولية.. شراكة أكاديمية جديدة لتعزيز التعاون المصري الصيني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي يبحث مع عبد العاطي تحضيرات القمة العربية الطارئة وزير التعليم العالي يهنئ جامعة المنصورة لحصول مركز الكلى على الاعتماد كمركز تدريبي إقليمي قطر تدين بشدة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة نميرة نجم: ضرورة الاستجابة لسياسية شاملة تضمن الحماية القانونية للمهاجرين في أفريقيا جامعة حلوان تبحث آفاق التعاون المشترك مع وفد جامعة الصداقة الروسية إنفينيكس تكشف عن مفهوم الهاتف القابل للطي ثلاثي الأبعاد Mini Tri-Fold ”أوان” تتألق في رمضان وتعرض 5 مسلسلات وبرامج قبل الشاشة مد فترة المشاركة فى الدورة الثامنة لمهرجان القاهرة الدولي للمونودراما حتى ١٠ مارس قطاع المسرح يطلق النسخة التاسعة من برنامج ”هل هلالك”.. 6 رمضان

مقالات

ماهر مقلد يكتب: ماسبيرو عودة الروح

ماهر مقلد
ماهر مقلد

ماسبيرو هو المكان الذى يحتضن الإذاعة والتليفزيون فى مصر، علامة فارقة منذ أن تم بناؤه فى هذه البقعة التى تطل على النيل الخالد، الإذاعة المصرية كانت صوت العالم العربى وإفريقيا، أصوات الإذاعيين العملاقة محفورة فى ذاكرة المستمع، قائمة طويلة من العمالقة الذين منحوا مصر الريادة والقدوة، برامج الإذاعة كانت تمثل للمستمع قيمة يحرص عليها ويتابعها ويستفيد منها المسلسل الإذاعى الذى كان يجمع الأسرة حوله.

جاء التلفزيون وانطلق ماسبيرو فى العالم العربى ليضمن لمصر الريادة والتميز وذاع صيت أسماء شهيرة وقدم برامج فائقة القيمة والجودة، حتى ظهرت الفضائيات وانتشرت القنوات وتراجع ماسبيرو وظهرت المشاكل الكبيرة فيه دون أن تكون هناك حلول تمنحه الاستمرار وعدم تراجعه.

الأسباب معروفة حيث دعمت الدولة الفضائيات على حساب ماسبيرو فضلًا عن أن كثافة العمالة فيه تضغط على دوره لكن الحقيقة التى لا يمكن أن ينكرها أحد أن التقاليد الموصوفة فى الإعلام المرئى هى داخل ماسبيرو، كل من يتعامل مع المكان والعاملين فيه يعرف هذه الحقيقة منذ ان تدخل المبنى يكون الاستقبال الراقى هو العنوان البارز لو كنت تبحث عن الطريق داخل المبنى ولجأت إلى أى موظف أو عامل لن يتركك حتى تقترب من المكان الذى تبحث عنه، التواضع بين العاملين والإحساس بقيمة المكان هما العنوان البارز.

ماسبيرو هو اسم المبنى الضخم على ضفة نيل القاهرة وهو مقر التلفزيون المصرى أقدم التلفزيونات الحكومية فى الشرق الأوسط وإفريقيا، بعد تلفزيون العراق، وماسبيرو أيضا هو اسم الشارع الذى يطل عليه هذا المبنى. وقد أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بعالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو ‏الذى شغل منصب رئيس هيئة الآثار المصرية. تم تشييد المبنى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقرار منه ببدء البناء فى أغسطس عام 1959 م على أن يتم الانتهاء منه فى 21 يوليو 1960م وذلك ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، وتم تخصيص ميزانية البناء حوالى 108 آلاف من الجنيهات على مساحة حوالى 12 ألف متر مربع، وبالفعل كان تحديًا أن ينتهى البناء فى هذا الوقت القصير، وتم بث الإرسال فى الميعاد المحدد.

منذ ان تسلم الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى منصب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وهو يحاول جاهدا أن يضع المكان والتاريخ على الطريق الصحيح وبدأ العهد بالخطوة الجريئة مع شبكة إذاعة القرآن الكريم وأعاد لها هيبتها ووقارها بعد أن نقل الإعلانات التجارية منها إلى شبكات إذاعية أخرى تستقيم معها التجربة، كما طالب بترسيخ قيمة الكبار من القراء فى الشعائر الدينية ونحت مصطلحًا يدوم مع التاريخ بعد أن اعترض بعض القراء على القرار قائلًا بفصاحة: نحن فى خدمة القرآن وليس القراء. أستشعر الخير بعد أن تم غلق ملف إذاعة القرآن الكريم سريعا بهذه القرارات الجريئة والتى ساعدت فيها الدولة ممثلة فى وزارة المالية وننتظر من الهيئة الوطنية أن تصنع ما يشبه المعجزة وتعود قنوات التلفزيون المصرى إلى حدة المنافسة على خريطة القنوات مهما كانت الصعوبات، وأن يستمر ماسبيرو علامة مضيئة فى تاريخ الإعلام المصرى له الريادة والتراث والزخم والميراث التى لا تتكرر.

هى تحديات صعبة وكبيرة ومقومات تدعو إلى النجاح، قطعا تتطلب المناخ الصحى ربما يكون دمج بعض القنوات أمرا مطروحا وقد يكون غربلة البرامج التى لم تحقق التواصل الواجب أمرا مفروضا، هذا الأمر يمتد إلى الإذاعة التى لا تزال تفرض وجودها لدى قطاع عريض من الجمهور الذى يرتبط بها بحكم مكان العمل أو خلال التنقل على الطرق. ماسبيرو يجب أن ينطلق مع التطور الحاصل فى العالم بكل التقنيات والملكات. وأن تعود الفضائية المصرية كما كانت كبيرة ومؤثرة ومشهودًا لها، وعن مشروع تغيير الأسماء فهذا يحتاج غرفة مغلقة وخبراء لضمان الدقة والفكرة.