أسامة شرشر يكتب: نهاية أردوغان
أعتقد أن الاستفتاء الذى جرى فى تركيا ونتائجه بالأرقام «51% فقط قالوا نعم» مع تأكيد المعارضة التركية على فداحة وبشاعة عمليات التزوير والتدليس التى تمت خلاله ما دفعها للإعلان عن أنها ستطعن على نتائجه أمام المحكمة الدستورية العليا نتيجة وجود تزوير فج بل تهديدها باللجوء للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إن لزم الأمر- تأكيد لنهاية أردوغان أمام الطوفان الشعبى الرافض لحكمه الديكتاتورى.
فمعظم الشعب التركى أصبح يدرك تماماً مخاطر اللعب بورقة حقوق الإنسان التى يعتدى عليها أردوغان، حيث إن فاقد الشىء لا يعطيه، وقد باتت الأمور واضحة ومكشوفة، فأردوغان يجعل من نفسه حاكماً أبدياً، فوفق الاستفتاء وبنص دستورى يجعل من نفسه رئيساً لتركيا حتى عام 2029 ودلالة هذا الرقم ليست فقط أننا أمام ديكتاتور بل رمز للديكتاتورية والاستبداد يسبح ضد الشعب وضد الديمقراطية.
إن هذه الخطوة الأردوغانية التى تمت بالتزوير والتدليس تعنى أن التنظيم الدولى للإخوان قد أحكم سيطرته على الدولة التركية وعلى أردوغان الذى يزعم فى المحافل الدولية عدم الاعتراف بالإرادة الشعبية الحقيقية التى تمت فى مصر وأطاحت بحكم الإخوان ويسميها بالانقلاب ويهاجم الرئيس السيسى الذى يمثل بالنسبة له عقدة أوديب.
وأعتقد بعد فضائح الاستفتاء المزور لا يحق لأردوغان الحديث عن الديمقراطية لأنه اخترق كل القوانين والأعراف السياسية وأصبحت كل السلطات مكرسة فى يده بصورة بشعة ليمارس جبروته ملغياً دور كل مؤسسات الدولة ومعطلاً لعملها سواء مؤسسة القضاء أو غيرها من المؤسسات الأخرى. ببساطة لقد أصبحت كل أدوات اللعبة فى تركيا بيد الديكتاتور، الذى ستكون نهايته قريبة جداً بعد أن كشفت المنظمات الدولية فجاجة التزوير والتدليس الذى تم فى الاستفتاء المزعوم لأردوغان الذى جرى فيه انتهاك كل المعايير المعروفة عن نزاهة الانتخابات والاستفتاءات.
فالحكم يستمد شرعيته من الجماهير لا من القوانين، ولهذا فإن نهاية أردوغان ستكون بعد هذا الاستفتاء الذى لا يحدث إلا فى بلاد «الواق واق».. ستكون نهاية أردوغان وسيتحرر الشعب التركى الصديق من هذا الديكتاتور الذى يمثل أبشع أنواع الحكم الديكتاتورى الذى يكمم الأفواه ويزدرى المؤسسات ويكرس ويكدس كل السلطات فى يده.
لقد أصبحت تركيا على صفيح ساخن، وإن ساعة الحسم أصبحت قريبة جداً لأن غضب الشعوب لا يمكن السيطرة عليه، إضافة إلى غضب المؤسسات وحالة الغليان التى تعيشها تقريباً كل المؤسسات التركية سواء المؤسسة العسكرية أو التشريعية أو غيرهما من المؤسسات التى استباحها أردوغان بعد أن ارتفعت عنده الأنا لحالة غير مسبوقة وغدا كطاووس فقد صوابه يردد بلا وعى «أنا ربكم الأعلى».
فها هو يحكم تركيا بالحديد والنار ويقضى على الحريات وحقوق الإنسان، مستنداً لهذا الوهم الذى يطلق عليه استفتاء، وهو فى حقيقته استفتاء على نهايته.