اسامة شرشر يكتب : الخيانة وجهة نظر
فى زمن اللامعقول أصبح كل شىء مباحاً ومستباحاً، وأصبحت الخيانة والعمالة وبيع الوطن وجهة نظر، تحت مسميات حقوق الإنسان والحريات والنشطاء والشياطين الجدد.
فما جرى ويجرى على أرض قاهرة المعز من محاولات لكسر الدولة المصرية، وإحداث شلل فى شرايينها من خلال الفيروس الإرهابى الجديد «داعش»، الخارج من عباءة التنظيم الدولى للإخوان غير المسلمين- مؤامرة على الدولة مكتملة الأركان.. فالإسلام والبشرية والإنسانية والأنبياء والرسل لا يمكن أن يقبلوا هذا المشهد الإرهابى البشع من قتل الأطفال والنساء والشباب والرجال بلا ذنب سوى أنهم يؤدون صلواتهم وعباداتهم فى الكنائس كما المسلمين فى المساجد واليهود فى المعابد.
فهؤلاء المجرمون الذين خططوا ونفذوا هذه الأعمال الإجرامية يريدون أن يدمروا كل قواعد الحياة ويكفروا الإنسان ولا يعترفوا بالأوطان.. والمواطنة عندهم لغة محذوفة من قواميسهم لأن السمع والطاعة وعدم إعمال العقل هى قانونهم الذى يعتبر أخطر قانون فى تاريخ البشرية.. وللأسف الشديد هم يشوهون صورة الإسلام والمسلمين الحقيقيين عند الغرب بفتاواهم وجرائمهم التى تعدت كل الحدود، وكل ذلك تحت شعار «الإسلام هو الحل»، فلغة الاغتيال والقتل وذبح الأبرياء وصلبهم ودهسهم هى أفكار ومعتقدات مرشديهم سيد قطب وحسن البنا ومحمد بديع الذين أسهموا فى إفساد وفساد الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية مستترين خلف شعار «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، وهم أول من خان وتحالف مع الإنجليز فى الإسماعيلية، ثم مع الملك، نهاية بتحالفهم مع أوباما وهيلارى كلينتون التى جعلت منهم أداة لهدم الأوطان وكسر الدولة المصرية ومحاولة تقسيمها لأقليات طائفية تحت مزاعم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحيوان.. فالخيانة عند هؤلاء وجهة نظر، لأنهم عاشوا وتربوا على هذا منذ نشأة الجماعة عام 1928.
ولابد أن نعترف كنواب للشعب المصرى بأن التشريعات والقوانين تأخرت كثيراً وطويلاً فى ظل متغيرات محلية وإقليمية وعربية ودولية، ونحن ما زلنا نطلق الشعارات والكلمات ونعمل ألف حساب للآلة الإعلامية وللعناصر التى لا تمت للإعلام بصلة واخترقت الإعلام ويتعاملون معه بأقدامهم وليس بعقولهم، ويعتبرون تشويه الوطن وإسقاطه فرصة كبرى للجهاد مدججين بالمعلومات الكاذبة والدولارات لخلق فتنة فى هذا الوطن.
ناهيك عن لغة الخطاب الدينى وموقف هيئة كبار علماء الأزهر، الذين حتى الآن لم يعتبروا الميليشيات الإرهابية مثل داعش جماعات إرهابية.. بحجة أنهم لم ينكروا وجود الله، فماذا بعد قتل المسلم واستباحة دمه من جرم وجريمة؟! وأتذكر مقولة «ارجع إلينا يا عمر».. فهل إبليس أنكر وجود الله؟ لا.. ولكنه خرج عن الطاعة وعاث فى الأرض فساداً.. وهذه الجماعة الإرهابية خطرها أعظم من خطر إبليس.
فقانون الطوارئ الذى فرض فى أكبر دولة علمانية وبلد الثقافة والنور فرنسا لم تخرج ضده أصوات رافضة، فشارع الشانزلزيه ملىء بالدبابات والجنود والمخبرين السريين، ولم يخرج فى بلد الديمقراطية والدستور الذى اقتبسته أغلب بلدان العالم من يستنكرون هذا ولم ينقلبوا على قانون الطوارئ بل توحدوا لحماية الدولة الفرنسية من السقوط فى مستنقع الإرهاب والإرهابيين.. وتحضرنى مقولة للرئيس ديجول عندما سأل: «هل القضاء بخير؟» فأجابوا: نعم. فقال إذن فرنسا بخير.. بمعنى أن القوانين والدساتير عندما تتعارض مع مصلحة الوطن فلتتعطل القوانين ويبق الوطن.
وكما قال أحد الكتاب الفرنسيين إن حرية الرأى والتعبير هى الأساس، والدستور هو الذى ينظمها، إلا أن حرية الناس وأمنهم وأمانهم بل حيواتهم إذا ما تهددها خطر ما مثل الإرهاب الأسود حالياً فلا حرية للتعبير، فيجب أن نضع حياة الناس كأولوية، فبدون صون حياة الإنسان لا توجد حريات أو حقوق أو واجبات.
وقد قترحت إضافة مادة فى تشريعات قانون الإرهاب بألا تسقط عقوبات الجرائم الإرهابية بالتقادم، ومن هذه النقطة وهذه الخطوة نعيد من جديد حق الوطن ونصونه وأذكر أنه فى عام 1954 أمر الرئيس جمال عبدالناصر بإلقاء القبض على 18 ألف إخوانى فى ساعات، ويوم 9 إبريل قام الرئيس السيسى بإلاعلان عن البدء فى إجراءات فرض حالة الطوارئ، وفقاً للدستور والقانون حفاظا على الدولة والوطن والشعب المصرى.
وأخيراً إذا كان الصدق ضريبة عشق للأوطان.. فلتسقط لغة التجار.