النهار
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:37 مـ 26 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مجلس جامعة مدينة السادات يعلن الفائزين بجوائز الجامعة لعام 2023/ 2024 بحوزتهم أسلحة ومخدرات.. مقتل 3 عناصر إجرامية خلال مداهمة أمنية كبرى في قنا بهدف إيشو.. الزمالك يتقدم على بلاك بولز بهدف نظيف بالشوط الأول مبابى وبيلينجهام يقودان تشكيل ريال مدريد ضد ليفربول محمد صلاح يتصدر تشكيل الريدز أمام ريال مدريد في دوري الأبطال المصري يفتتح مشواره في مجموعات الكونفدرالية بثنائية أمام إنيمبا بحضور محافظي السويس وبورسعيد محافظ الدقهلية يعتمد المخططات التفصيلية لعدد 14 قرية دار الإفتاء المصرية تشارك في قافلة دعوية إلى شمال سيناء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف محافظ الجيزة يثمن جهود جامعة الأزهر التنموية ويشيد بدعمها الطبي للمبادرات الرئاسية ناصر ماهر وأحمد حمدي يدعمان الزمالك من مدرجات ستاد القاهر فرصة للشراء.. اقتصادى يكشف: انخفاضات في أسعار الذهب قريبًا مظاهرات قرب مقر إقامة نتنياهو بالقدس المحتلة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب :مصر وقضية اللاجئين واللاعبين الجدد

هناك محاولات خطيرة يمارسها بعض اللاعبين الجدد على الساحة الدولية لمحاولة الزج بمصر فى أكمنة وفخاخ قضية اللاجئين ومحاولة اختزالها كقضية إنسانية فى صورة قبول الآخر، وتحت شماعة حقوق الإنسان والحيوان، لتكون البداية لخلق كوارث جديدة مثل إنشاء مخيمات وأماكن إيواء فى مصر لهؤلاء القادمين من كل بلدان العالم، مما يفتح باباً لتسلل المزيد من الإرهابيين والتدخلات الخارجية باسم حقوق اللاجئين وتحت مظلة مفوضية اللاجئين، مثلما حدث مع حدوتة منظمات المجتمع المدنى الخارجية والداخلية. الذين يسعون لممارسة هذه اللعبة يجهلون مفردات الدولة المصرية وشعبها الذى يحتوى كل البشر، فالتاريخ علمنا أن مصر تستوعب كل من يلجأ إليها من كل بقاع الأرض فى إطار التعايش داخل البلد كأهله، ومن هذا المنطلق وليس أى منطلقات أخرى، مصر رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة والاستثنائية التى تمر بها بعد نكبة الإخوان، والميليشيات والمرتزقة من الدواعش وبيت المقدس والسلفية الجهادية، تحمل على أرضها، أكثر من 6 ملايين لاجئ، يذوبون فى النسيج المصرى، بعاداته وتقاليده وطقوسه، فنجد أن السودانيين تعدادهم فى مصر أكثر من عدد مواطنى بعض الدويلات، ونجد أن السوريين الذين نعتز بهم اندمجوا فى المجتمع المصرى، حتى أصبحوا متواجدين فى كل شبر من حارة وشارع فى مصر، وبلغ عددهم قرابة نصف مليون سورى، لهم كل الحقوق كأى مواطن مصرى، وأصبحوا رقماً كبيراً فى كل مناحى الحياة، ناهيك عن الليبيين الذين يعتبرون مصر الرئة التى يتنفسون من خلالها، بالإضافة إلى أهل اليمن السعيد الذين جاءوا إلى مصر، ليعيشوا بين أهلها، وهم يعشقون الشعب المصرى، وهم منا ونحن منهم، بالإضافة إلى كل من يأتى مصر لاجئاً، من إفريقيا أو أى قارة أخرى فى العالم، ليذوبوا داخل الهوية المصرية التى تضم الكثير والكثير من الثقافات، ولكن الدعوات التى تظهر بين الحين والآخر، أن يكون هناك لاجئون بالمعنى المتداول فى الصورة الذهنية الغربية، بمعنى أن تكون هناك مخيمات وأماكن إيواء- هى دعوات فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها ومضمونها فتح باب الجحيم على مصر، وأن تكون هذه المخيمات مفرخة للإرهابيين، وفتح باب للمتطرفين والمرتزقة واللاعبين الجدد لمحاولة تشويه النسيج المصرى، وزرع الفتن بين المصريين. ولأن المواطنة المصرية أصبحت لغزاً للاعبين الجدد، فهم يحاولون أن يضربوها من كل الاتجاهات، ودليل ذلك ما حدث من محاولات ونقل وإخراج بعض المصريين الأقباط من العريش وتهجيرهم إلى الإسماعيلية، وهو أمر يدل على أن الفخاخ والأكمنة تعد للدولة المصرية، وما زالت مستمرة والمخطط على أشده لمحاولة هدم الشخصية المصرية، وضرب مقومات الدولة سواء اقتصادياً أو سياسياً أو أمنياً أو سياحياً.

 كان رد مصر جاهزاً وسريعاً على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر لن تكون دولة للاجئين ولا عزبة لأحد، ولكنها تستقبل الجميع، وهذا قدرها الذى لن تتخلى عنه مطلقاً .ففكرة المخيمات وأماكن تجمع للاجئين هى الباب الخلفى للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، لإحداث حالة ارتباك على كل الأصعدة، خاصة الصعيدين الدينى والاجتماعى، واستخدام أدوات الجيل الرابع للحروب، فى نشر كل المخططات ومحاولة إسقاط الدولة المصرية، لأن الحكمة المصرية التى نسير بها بعد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو هى الشفافية بمفهومها الشامل، والمساءلة وإنفاذ دولة القانون، على الكبير قبل الصغير.

 وكانت محاولات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى القاهرة، ما هى إلا جس نبض للدولة المصرية، بالطعم الأوروبى، للعب بورقة اللاجئين، تحت مفاهيم ومسميات إنسانية، وكان القرار المصرى مباشراً وصادماً أن مصر لن تكون بلداً للإيواء، مهما كانت الظروف والمعطيات، لأن قدر القوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية أن يواجهوا الإرهاب فى سيناء وحدهم على مرأى ومسمع من العالم ودون أن يستعينوا بأى أحد، رغم أن هؤلاء المرتزقة من الإخوان والدواعش يمثلون خطراً حقيقياً ليس على مصر وحدها ولكن على أوروبا، خاصة دول حوض البحر المتوسط، قبلها. فالقضية ليست اللاجئين ولا الهجرة غير الشرعية، ولكن القضية هى هجرة الأفكار المتطرفة عبر البحار، بعد أن نجح الجيش السورى أخيراً بعد 5 سنوات فى حصار داعش، وكذلك بعد نجاح العراق فى استعادة أرضه من الدواعش والجماعات الإرهابية فى الموصل، إلا أننا نجدهم يحاولون الآن تصدير الدواعش لسيناء عبر البوابة الليبية بمساعدة وتخطيط وتمويل تركى قطرى، لشغل الدولة المصرية عن المعارك وهى التنمية الاقتصادية، للوطن والمواطن المصرى، ورغم كل ذلك فهم يزدادون غيظاً وكرهاً لرؤية مصر تحمل فى يمناها السلاح وفى يسراها راية التنمية والبناء، وهذه هى المعادلة الحقيقية التى تجعلهم يفقدون عقلهم ويتصرفون تصرفات طائشة فى كل الاتجاهات. إن التاريخ والجغرافيا يؤكدان أن مصر دائماً تمصّر غيرها ولا يمكن أن تتغير، وهذه هى أهم عناصر ومفردات الشخصية المصرية التى يجهلها هؤلاء اللاعبون الجدد.