هل يفعلها المثقفون العرب ؟
*بقلم : حمدى البطران
نتمني من المثقفين المصريين والعرب , ان يتكاتفوا معا , ويصدرون بيان عالمي , يناشدون فيه مفكري وأدباء ومثفي الغرب وامريكا , يشرحون فيه , ما حاق بهم من جراء الربيع العربي , او الفوضي الخلاقة التي أختلقها مفكرهم برنار لويس , وتبنتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش , صاحب مشروع الشرق الأوسط الجديد , والذي فكر فيه عندما وقعت أحداث سبتمبر 2001 , والتي جعلته يقوم بتوجيه ضربة لأفغانستان و تنظيم القاعدة . ثم الرئيس الأمريكي الحالي اوباما طوال فترتيه , ووزيرة خارجيته كلينتون . ,
وقتها إتجهت انظار المفكرين والمثقفين الأمريكيين , الي العرب والمسلمين , وجمعوا اكثر من ستين مثقفا أميركيا (بينهم فرانسيس فوكوياما وصاموئيل هنتغتون وجيرار برادلي وصاموئيل فريدمان ونيل جيلبرت وتوماس كوهلر وهارفي مانسفيلد وروبرت بوتمان وبول فيتز) .
وجهوا رسالة الى العالم الإسلامي , معتبرين ان الحرب على الإرهابهي حرب إنسانية , لا تستهدف شعباً أو ثقافة أو ديناً بذاته.
وقالوا في رسالتهم :
ننا نشدد على خمس حقائق أساسية تتصل بكل الناس من غير تفرقة:
ان البشر يولدون متساوين في الكرامة كما الحقوق.
الشخصية الانسانية هي العنصر الأساسي في المجتمع، وتكمن شرعية دور الحكم في حماية هذه الشخصية والمساعدة على تأمين فرص التفتح الانساني.
يرغب البشر بطبيعتهم في البحث عن غاية الحياة ومقاصدها.
حرية الضمير والحرية الدينية من الحقوق التي لا يمكن انتهاكها في الشخصية الانسانية.
القتل باسم الله هو مخالف للايمان بالله وهو يعد خيانة عظمى لكونية الايمان الديني.
بناء عليه، فنحن نحارب للذود عن أنفسنا، ودفاعاً عن هذه المبادئ الكونية.
ما هي القيم الأميركية؟
منذ 11 أيلول، يسأل ملايين الأميركيين أنفسهم، ويسأل منهَ الواحد الآخر: لماذا؟ لماذا نحن عرضة لاعتداءات مبغضة؟ ولماذا يحتاج هؤلاء الذين قتلونا إلى قتلنا؟ ...
ونحن ايضا نريد ان نقول للمثقفين الأمريكيين والغربيين :
اننا سئمنا من القتل والخراب لشعوبنا وأوطاننا . ألا تكفي خمس سنوات من العذاب , للشعوب العربية في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن , في ظل ما يعرف بالربيع العربي ؟
لا يسمع العالم في منطقتنا , سوي أصوات القنابل والرصاص والإنفجارات , والصراخ والعويل , ونعرات التهديد والوعيد , وصيحات الله واكبر في ميادين القتال فقط .
لقد اصبح العالم لا يسمع اصوات صلواتنا , التي خفتت وضاعت تحت وطاة الإنفجارات وفرقعة الطلقات .
ولا يسمعون صوت كتابنا وشعراءنا وأدباءنا .ولا الأصوات الخافتة التي تدعو للسلام ..
إننا نريد ان نقول ايضا : اننا اصحاب حضارة , لها قيم نبيلة , تدعو للمحبة والتسامح , وتدعو لصون إنسانية الإنسان وكرامته وحريته ,
قيمنا هي التي حفظتنا من الإندثار . تعاونوا معنا وحثوا قادتكم علي الكف عن التدخل في شئوننا . واتركونا نقرر مصائنا بانفسنا , ولا تخربوا بلادنا من اجل حفنة من الإرهابيين الذين لا يعرفون قيمنا الحقيقية , هؤلاء الإرهابيين الذين قدموا الينا من كل حدب وصوب ليزعزعوا إستقرارنا وهدوءنا , ويشوهوا اطفالنا وبلادنا وحضارتنا .
تضامنوا معنا من اجل مستقبل واعد مشرق للإنسانية في ظل السلام .
هل يمكن ان يفعلها المثقفون والأدباء العرب ويخاطبوا اقرانهم من المثقفين و الأدباء الغربيين , ليتضامنوا معنا في حملتنا ضد الإبادة والقتل والخراب والتدمير . ؟؟
اتمني ...
* أديب كبير ولواء متقاعد