النهار
السبت 28 سبتمبر 2024 06:30 مـ 25 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

محمد شعبان الموجى يكتب : عكاشة والفجور السياسى

محمد شعبان الموجى
محمد شعبان الموجى

أول مايلفت النظر في ظاهرة العكش هي تلك الجراة التي بلغت حد الفجور السياسي والأخلاقي سواء في تحديه لنظام الرئيس السيسي ودعوته لانتخابات رئاسية مبكرة ، وهي ماكان يعتبره العكش وبعض انصار 30 يوينة خيانة وعمالة ، أو تحديه لمجلس الشعب وإعلانه عدم الامتثال للتحقيق امام لجنة خاصة أو تحديه الأكبر والأخطر للشعب المصري كله بلقائه العلني بالسفير الاسرائيلي ... وقبل ان نستعرض الاحتمالات التي من خلالها نحاول الوصول إلى حقيقة الدور الذي يقوم به العكش إعلاميا وسياسيا وثقافيا ... نقول أنه من نافلة القول أن العكش لايتحرك من تلقاء نفسه أو بمبادرات واجتهادات شخصية بل تحركه عدة اجهزة وتستخدمه باعتباره الإعلامي الأكثر شعبية والأكثر حضورا لدى طبقات الشعب الدنيا والعليا ... لتحقيق اهدافها في الوصول إلى فئات لا يطالها الإعلام النخبوي ،  وإلى أصحاب العقول الساذجة من أنصاف المثقفين ... وقد نجحت تلك الأجهزة بالفعل في استغلال العكش كثيرا و لكن سرعان ما ينقلب الحال لتخسر هذه الأجهزة سمعتها الضاربة في أعماق الوجدان المصري ... فمن كان يتخيل منذ سنوات قليلة أن يخرج علينا امثال تلك الشخصية الكاريكاتيرية ليقول لنا أنه جلس مع المخابرات وأن المخابرات قالت له وقال لها بل وأخذ أحيانا يتحدث عن فلان وعلان داخل أجهزة المخابرات دون خوف او وجل من المساءلة ... نعود مرة أخرى إلى الاحتمالات فنقول ان الاحتمال هو الأول وهو استغلاله من النظام السيسي لالهاء الجماهير عن مشاكلها الحقيقية أو من أجل التمهيد لإشراك اسرائيل في المعادلة الاقتصادية بعد تآمر العديد من دول العالم واحجامهم عن المشاركة الفاعلة في مشروعات عملاقة اعدت لها بنيتها التحتية .. أو لحرق بعض الأشخاص الذين انتهت مهمتهم ، وهذا أمر استبعدناه بعد دعوة العكش لانتخابات رئاسية جديدة وهو مالايقبله اي حاكم عربي ولو على سبيل المزاح ربما يقال ان النظام يريد اختبار من حوله من الأعراب والمنافقين فيعرف من سيؤيد ومن سيعترض ومن يؤهل نفسه لرئاسة قادمة ..

 ولكن هذا مستبعد أيضا لان ظاهرة العكش تجاوزت تلك المسالة بكثير وانتقلت بنا ولأول مرة في تاريخ الخيانة الوطنية والدينية والأخلاقية إلى الترويج لكل أطماع وأكاذيب المشروع الصهيوني من خلال الاقرار بوجود هيكل سليمان مسمار جحا الذي تبحث عنه أجهزة الأثار والتنقيب الصهيونية منذ سنوات بل والإعلان عن معرفة مكانة على وجه التحديد ، ولم يكن هذا الكلام العبيط مقصودا لذاته حتى يحمل على محمل الجد والمعلومة العلمية فلا احد في اسرائيل ولا غيرها يصدق هذا العبط ولكن المطلوب هو تطبيع عقول البسطاء والسذج من أبناء مصر والعرب لتقبل فكرة وجود الهيكل وان ماتفعله اسرائيل مشروع تماما ليس هذا فحسب بل أيضا الترويج لفكرة التطبيع الشعبي من خلال شخصية العكش التي وصلت لقاع المجتمع وإلى الفلاحين والعمال ، واستطاعت الحصول على اعلى الاصوات .. فربط حل مشكلة سد النهضة والتعويض المالي الكبير عن الغاز لصالح اسرائيل وكذلك تطوير التعليم والزراعة والصناعة كل ذلك مرتبط فقط بمساعدة اسرائيل على الوصول لهيكل سليمان بل وتوصيل مياه النيل الى اسرائيل والتطبيع الشعبي معها هذا كله يريد العكش ان يقول انه الحل الوحيد باعتبار أن اوراق القضية كلها بيد اسرائيل ... وبقبول هذه المقترحات  تكون اسرائيل قد حققت حلمها التاريخي لذلك كله اعتقد ان احتمال توظيف الموساد لظاهرة العكش هي الاكثر إلحاحا على العقل لتحقيق التطبيع الشعبي الي فشلت فيه اسرائيل منذ معاهدة السلام حتى أن لإسرائيل صفحة على الفيسبوك تحلم فيها بان ياتي اليوم الذي تتنافس فيه جماهير كرة القدم الصهيونية الفرق العربية ... ولإحكام اللعبة .. يصدر عكاشة كتابه دولة  الماسونية والألفية السعيدة .. ويكثر من الحديث عن الجيل الرابع من الحروب ليصرف الأذهان عن دوره في التطبيع والترويج للحلم الصهيوني .. لكن هناك احتمالا اخر لايتقاطع مع هذا احتمال التطبيع الشعبي بل يتوازى معه ويخدمه ، وهو رغبة العكش بل في ترشيح نفسه لرئاسة مصر بمساندة إسرائيلية عالمية ومن خلال عقد صداقات ولقاءات مع السفير الصهيوني بحيث يتبناه بعد ذلك اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوربا ويصنعوا منه شخصية كاريزمية عميلة - تروج شعبيا لهيكل سليمان ولتوصيل مياه النيل لإسرائيل والتطبيع في مجال التعليم ثم بقية المجالات - وتؤهله لخوض انتخابات رئاسية مبكرة أو مستقبلية في وسط هذا الجدب والفقر الكاريزمي الذي عايناه بأنفسنا عند اختيار شخصية تصلح لرئاسة مجلس النواب .. ولايمكن أن نستبعد هذا الاحتمال الذي تحلم به اسرائيل والغرب .

موضوعات متعلقة