ماهر مقلد يكتب: أسماء المحلات وجهاز التنسيق الحضارى
فى شوارع مصر محلات ومطاعم يعود تاريخها إلى أكثر من قرن ونصف من عمر الزمان ومازالت تعمل ولها أسماء راقية ومكتوبة بخط بديع وشكل جمالى راق. فى قلب شارع التوفيقية الشهير بوسط المدينة هناك مطعم شهير يعود تاريخ تأسسيه إلى أكثر من قرن ونصف وفى حى الدقى العريق محل البن الشهير يتقاسم معه علاقة التاريخ وفى الزمالك محلات ومطاعم عديدة تحمل نفس الصفات.
هذه العلامات التجارية المصرية كانت ومازالت تحفظ الإرث المصرى وتشهد على أن مصر كانت ومازالت قبلة الشرق فى الحضارة والإنتاج.
يحدث الآن ما يشبه الفوضى ولا أقول الغزو من أسماء غريبة على مصر لمحلات ومطاعم تغزو الشوارع وهى غريبة لا يمكن أن تكون هى السمة السائدة للشارع المصرى.
فى مصر جهاز يحمل اسم جهاز التنسيق للحضارى مهمته مراعاة وضبط الفوضى التى يمكن أن تضرب الشارع لكن للأسف هو معطل عن العمل وهناك اعتداء صارخ على خصوصية الشارع ولا يتم محاسبة أحد على التجاوز فى حق الشارع أو خصوصيته.
هناك تنظيم لحجم ومقاس اليافطة التى يرفعها المحل أو المنشأة التى يتم التصريح لها ولا يمكن أبدا تصور أن يكون القرار حسب الهوى وبالطريقة التى ينفذها صاحب المصلحة.
نظرة سريعة على نوعية المحلات التى هجمت على منطقة وسط المدينة نجد أنها للأسف جميعها يفترش الرصيف ويضع أدوات الطهى خارج حدود المحل وأصبح المنظر العام لا يتناسب مع ثراء وأهمية وتخطيط منطقة وسط المدينة.
فى جميع دول العالم قانون ينظم هذه العلاقة بين صاحب المنشأة والدولة ولا يسمح أبدا بالتهاون الا فى مصر هناك تساهل رهيب مع هذه التجاوزات المهمة التى تعكس المظهر العام والشكل الجمالى للدولة.
قاهرة المعز الجميلة واحدة من أهم المدن فى العالم وكانت مفخرة المدن وسحرها ومازال بها أماكن رائعة وجميلة ويتطلب ذلك الحفاظ عليها ومنع العبث بتاريخها وتخطيطها الرائع.
سلوك البشر دومًا لا يهتم بالمصلحة العامة، والسواد الأعظم يفضل مصلحته الخاصة على مصلحة المجتمع، والقانون هو الذى يحمى المجتمع كما يحقق للمواطن الاستقرار وضمان الحقوق.
تجارب الدول ومنها الصين والدول العربية كانت الردع فى المخالفات وغير مسموح على الإطلاق بالمخالفة فى الشارع وعندما تحدث ينتظر المخالف العقاب الذى يستحقه وتكون العقوبات رادعة وقاسية وهى فى الاول والاخير تخدم المصلحة العليا وتقطع الطريق على ضعاف النفوس من المخالفة.
هناك جمعيات أهلية تهتم بالبيت والحفاظ على التراث الحضارى وجهاز التنسيق الحضارى يجب أن يفعّل رسالته ودوره ويسرع الخطى فى الطريق الذى يضمن لمصر الشكل الجمالى المبهر الذى كانت تتميز به.