ماهر مقلد يكتب: الأخت سميحة راغب.. رسالة الحياة
اسم الأخت سميحة راغب مديرة مدرسة سان جوزيف بالزمالك يختصر مسافات طويلة فى الحديث عن رسالة المربى والمعلم ن منذ عام 1972 وهى تتولى إدارة المدرسة التى تخرجت فيها أجيال واجيال ومنحتهم المدرسة قيم العمل ورسالة الحياة وأمانة المهنة ، شهرة المدرسة تتجاوز الحدود الجغرافية للزمالك الحى العريق الذى تتواجد فيه وعلى إمتداد القاهرة الكبرى تحظى المدرسة بالمكانة والسمعة والتميز.
صنعت الأخت سميحة راغب عالمها منذ البدايات وقدمت النموذج العملى لفلسفة التعليم فى احتضان الصغار منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى الشهادة الثانوية فى بيئة تربوية تعليمية عناصرها شديدة الوضوح وهى الإلتزام والبساطة ومسايرة التطور الذى تفرضه قفزات العصر،وحافظت على مدى أكثر من نصف قرن من عمر الزمن على هذه الرسالة التى فى الخلفية منها تقاليد وقناعات المدارس الكاثولكية التى تتبعها المدرسة فى تقديم أفضل نظام تعليمى يخدم ابناء مصر.
تفتخر دوما بعطاء الخريجات من مدرسة سان جوزيف فى المحافل المصرية والدولية وتعتبر كل خريجة هى سفيرة دائمة لمنظومة التعليم التى تعكسها المدرسة. وفى الوقت نفسه تفتخر أكثر بإصرار هيئة التدريس على مواصلة العمل والنجاح بنفس الهمة و تراها وراء كل نجاح وتقدم .
لا تهتم عندما تشرح تجربتها بالبحث عن العبارات البراقة أو الجمل البليغة وإنما تلخص كل هذا فى عبارات الصدق التى تؤمن بها وهى أن المدرسة هى المؤسسة الأهم فى الدنيا تتفوق فى القيمة والتأثير والمكانة على جميع المؤسسات فيها يتعلم التلاميذ التعايش وقبول الآخر والمشاركة واحترام الآخر، وهى أطول فترة زمنية يتشارك فيها التلاميذ سنوات العمر 14 سنة معا جنبا إلى جنب منذ مرحلة رياض الأطفال وحتى الشهادة الثانوية ، هى -كما تؤكد مجددا - مرحلة صناعة الإنسان وتقول من السهل أن تبنى مصنعا أو مستشفى أو بنكا لكن ان تبنى إنسان ويكون إنسان سوى هذه هى رسالة المدرسة هدفها الأساسى هو التربية وتعديل السلوك وبالتوازى مع التعليم .ورسالة المدرسة الأخلاق والقيم
هذا العام حظيت بالتكريم فى يوم المرأة من الرئيس عبد الفتاح السيسى وبالرضا الذى لا يتخلى عنها تقول كان التكريم هو الحلم وكنت أتمنى أن يأتى من الرئيس السيسي ، من قبل حازت التكريم 242 مرة من هيئات ومؤسسات دولية ومحلية غير أن تكريم الدولة الرسمى لرسالة المعلم يمثل أهمية وتراه تتويجا مستحقا لرسالة المدارس الكاثولكية وعددها 179 مدرسة فى مصر والتى يتخرج منها أجيال لها بصمات فى العمل دوليا وعربيا ومحليا.
السيرة الذاتية لها تختصر كتابتها فى 6 صفحات لكن الحقيقة أنها هى صفحات متعددة مدونة فى شهادات الخريجين من المدرسة منذ
عام 1974 بعد أن تم الموافقة على أن تكون مديرة مدرسة سان جوزيف وكانت فى تلك الفنرة الدراسة بالمدرسة حتى الصف الخامس الابتدائى وبدأت عملية التطوير وإتمام الصف السادس ومنح الشهادة الابتدائية وفى عام 1982 بدأت المرحلة الإعدادية وفى عام 1993 إفتتاح المرحلة الثانوية .
منذ هذا التاريخ والعطاء يتواصل، فى منح الاجيال الجديدة فرصة التعليم المستحق بعيدا عن أجواء صاخبة من متاعب المنظومة التعليمية الرسمية ، كما لو كانت هى والمدارس الأخرى التى تتقاسم معا الراسلة تبحر بعيدا فى بحار عاتية مهما كانت التحديات.
فى زحمة الحياة قد تمضى الأيام دون أن نمنح مثل هؤلاء ما يستحقون من المعنويات ، فالحياة بالنسبة لهم هى المثابرة والعطاء بعيدا عن شهوة المناصب أو البحث عن المجد الشخصى ، قد نحتار فى تقديم القدوة كنموذج فى الإخلاص والكفاءة العلمية ، على الرغم من أنها حاضرة ومؤثرة، أنه الزمن الذى تختلط فيه بعض المفاهيم .
: