النهار
الأحد 5 يناير 2025 12:02 صـ 5 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

اللواء رأفت الشرقاوي: زراعة الأفكار تعد أحد أخطر الأساليب لاختراق العقول

اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي

قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إن "شمس الدين جبار" عرضت صورة منفذ حادث الدهس بالولايات المتحدة الأمريكية فى مدينة نيو أورليانز والتى أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل من خلال شبكة "إن بى سى نيوز" من إدارة السلامة العامة فى تكساس، حيث عثر المحققون فى نيو أورلينز على قنبلتين يدويتين فى أعقاب الهجوم الدامى بشاحنة على حشد من المحتفلين برأس السنة فى الحى الفرنسى فى المدينة، حسبما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالى .

وقالت أليثيا دانكن العميلة الخاصة فى "إف بى آي" فى مؤتمر صحافي: تمّ العثور على قنبلتين يدويتين وتمّ تفكيكهما" ، وقُتل 15 أشخاص على الأقل وأصيب 35 آخرون عندما دهست شاحنة صغيرة مجموعة من الأشخاص المتجمّعين فى الحى السياحي، وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالى تحقيقا فى "عمل إرهابي". وأفاد مكتب التحقيقات الفدرالى أيضا بأنه تم العثور على راية تنظيم "داعش" فى مركبة منفّذ عملية الدهس، مؤكدا أنه مواطن أمريكى يدعى شمس الدين جبار ،وقال "إف بى آي" إن المشتبه به قتل خلال مواجهة مع الشرطة.

كما اعلن حاكم ولاية لويزيانا حالة الطوارئ لتمكين الجهات الأمنية من إجراء التحقيق في ظروف مناسبة، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي لا نعتقد أن المشتبه به في هجوم شاحنة نيو أورليانز هو المسؤول الوحيد، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل لها .

كما أعلنت الشرطة الأمريكية مقتل شخص وإصابة 7 على الأقل فى انفجار سيارة أمام فندق ترامب فى لاس فيجاس، وأكدت أن الشرطة تحقق فى الحادث باعتباره "هجوما إرهابيا محتملا"، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية .

وأكد اللواء رأفت الشرقاوي على أن تركيب ونظام عمل الإنسان مشابهان لعمل الحاسوب، لكن طبعاً أنظمة البشر معقدة جداً ومتطورة أكثر بكثير من الحاسب، ولا يمكن أو تصح المقارنة، فالحاسب يحتاج للغة خاصة «لغة الآلة» ليفهم ما تريده منه، نظام الإنسان لا يفهم إلا ما يسمى بالأكواد أو الإشارات العصبية، وهو إدخال فكرة للاوعي للشخص بحيث تكون فكرة ثابتة عنده يتعامل من خلالها.

وشدد مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام على أن زراعة الأفكار تعد أحد أخطر الأساليب لاختراق العقول والسيطرة عليها، ومن الأمثلة الواضحة التي نشاهدها في عالمنا هو ما تشنه التيارات المتطرفة الإرهابية، في يومنا هذا من حرب نفسية على المجتمعات، للتحكم في مصيرها من خلال زراعة الأفكار في أذهان بعض الأفراد والتغرير بهم، بشتى الطرق والوسائل لسلبهم حرية التحكم في قراراتهم، دون أن يشعروا.

وأضاف: ولكن كيف تتم زراعة فكرة معينة وما الأساس الذي تقوم عليه؟أولاً: ضع في ذهنك قاعدة مهمة وهي أن جسد الإنسان بني على الحماية، بمعنى أن أي شيء غريب عليه يقوم بمقاومته، على سبيل المثال عندما نقوم بعمل تبرع بالدم لابد من التحقق من فصيلة الدم لضمان التوافق، وكذلك عند زراعة الأعضاء. الحال هي نفسها في العقل حيث اللاوعي للإنسان مملوء بالأفكار كالمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد والمبادئ وجميع ما تعلمه منذ أن ولد، كل هذه الأفكار عندما تدخل عليها فكرة غريبة ستقاومها إن لم تكن متوافقة مع الأفكار الموجودة سلفاً.

على سبيل المثال، لو أتيت لأحد الأشخاص وحاولت إقناعه بشكل مباشر بأن معتقده الديني خاطئ، ماذا سيحدث؟ غالباً ما ستجد ردة فعل قوية، والسبب أن المعتقد الديني فكرة أساسية وعميقة وأغلب أفكاره مرتبطة بهذا المعتقد، بل إن جميع قراراته في الأصل يأخذها على أساسه، فيرى الصواب والخطأ، من خلال هذا المعتقد، وبالتالي بمجرد أن تلقي عليه فكرة أن معتقده خاطئ يجب أن تتوقع ردة فعل قوية لأنك تهدد كياناً فكرياً عميقاً في ذهنه.

وحذر: لذا يجب التعامل بشكل سطحي وعدم الدخول في الموضوع مباشرة وإنما تبدأ بالتدرج وخلخلة أفكاره بأسلوب طويل الأمد، دون الدخول في نقاشات، كأن تقوم كل فترة من الزمن بإخراج أحد الثوابت الصغيرة من عقلة والزج بأخرى مكانها.

ولفت: ما يحدث من كثير من الجماعات المتطرفة هو استغلالها لشبكة الإنترنت، والتسلل لمواقع يوجد فيها الشباب والمراهقون بكثرة ، مثل مواقع المسابقات والألعاب الإلكترونية، ويقومون بالتدرج في التأثير فيهم وبطولة بال ، وعدم استعجال.

واستكمل: وخير علاج لصد هذه المحاولات الإرهابية هو تزويد فتياتنا وأبنائنا بالمعارف، وأن يكونوا على اطلاع بما يحاك لهم وطرق التخطيط للإيقاع بهم، لذا يُعد التطرف أحد المخاطر التي تهدد استقرار المجتمعات، حيث أنها تنتقل بأصحابها إلى استخدام العنف من أجل فرض أفكارهم على الآخرين، قد يتعمق هذا السلوك لممارسة الإرهاب، لذلك وضعت الحكومة المصرية ضمن أولوياتها خلال السنوات الثلاثة القادمة، تجديد الخطاب الدينى، فضلا عن تعزيز دور المؤسسات الدينية في مصر من أجل بث القيم الإيجابية وروح التسامح ونبذ روح الكراهية والتمييز، من أجل تحقيق الوحدة والتماسك المرجو بين فئات الشعب المختلفة.

كما تسعى الحكومة نحو تعزيز التعاون بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الأخرى لنشر الخطاب الديني المعتدل، وتنظيم مؤتمرات وندوات دورية بمشاركة علماء الدين الإسلامي والمسيحي لتشجيع ودعم الحوار بين مختلف الأديان بما يعزز التفاهم المتبادل والسلام الاجتماعي ويواصل الأزهر الشريف والكنائس المصرية جهودهما في العمل معًا تحت مظلة مبادرة "بيت العائلة المصرية" لتأكيد قيم المواطنة، والتسامح، والحوار، ومكافحة التحريض على العنف والتمييز، وتدريب الوعاظ والقساوسة على الخطاب الديني الوسطي، فضلا عن العمل مع وسائل الإعلام لتقديم سلسلة من البرامج التفاعلية عبر الإذاعة والتلفزيون والتي تستضيف علماء الدين لمناقشة أبرز القضايا المعاصرة، بما يُسهم في نشر الفهم الصحيح للدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

أشاد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بدور "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف"، مشيرا إلى البرامج التثقيفية التي يقدمها المركز والتي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي والاعتدال بين الشباب.

موضوعات متعلقة